( الأمن السياسي في الحديدة يعتقل الأطفال )

‏  4 دقائق للقراءة        725    كلمة

 

(  الأمن السياسي في الحديدة  يعتقل الأطفال )

بقلم / حمير مثنى الحوري

يحظى جهاز الأمن السياسي في الحديدة بسمعة سيئة جدا نظرا لما يقوم به من سلوكيات وإجراءات تعسفية ضد المتهمين والتي تعد مخالفة بشكل صارخ للنظام والقانون اليمني وقد ازدادة سمعة ذلك الجهاز سؤا بعد تولي مديره الحالي لإدارته والذي يحظى هو أيضا بماض غير مشرف بالنسبة لقضايا حقوق الإنسان ,,,,
المعاناة :
يرزح العشرات من أبناء محافظة الحديده في أتون مبنى جهاز الأمن السياسي في المحافظة ولكل منهم قصة وتهمة وحادثة وخلف كل واحد منهم قصة أخرى لكنها ممزوجة بالمعاناة والآلام والبكاء والأحزان سواء أكانت تلك القصة لأم أو لزوجة أو لأخت أو لأبناء أو لأصدقاء ,, تبدأ معاناة السجين من وقت اعتقالة التي تتم بصورة استفزازية ومهينة كأن يأخذ من عمله أو يخرج من بيته ويسحب بطريقة يمنع القانون أن يعامل بها عتاة المجرمين ما بالك بشاب في سن الزهور كل جرمه أن شاهد فيلما أو صافح شخصا مطلوبا بتهمة الإرهاب أو أن اسمه ذكر على لسان أحد المعتقلين عند التحقيق وعندها تبدأ المعاناة النفسية بأن يمكث شهورا دون تحقيق ولا يدري ما هي تهمته ولا ما هو جرمه ,,  ولا ننسى أن أهله لا يعلمون بمكان اعتقاله أو سبب اختفائه الا بعد مدة  ولك أخي القارئ أن تتصور الوضع الذي سيكون عليه أقرباء ذلك السجين من خوف وهلع وعناء و بحث وكم يا ترى دمعة ستذرفها الأم والزوجة والأب وكأني بحالهم كحال يعقوب حين فقد يوسف إذهبوا فتحسسوا من يوسف   ولا تنتهي المعاناة بمعرفة مكان السجين وزنزانة الأعتقال حيث لا يسمح بالزيارة الا بعد مدة ليست بالقصيرة وبعد طول توسل وبكاء وطلب على أبواب ذلك المعتقل اللعين
أما المسجون ظلما وعدوانا فليس من حقه أن يقرأ ما أراد ولا أن يكتب ما يريد فالكتب ممنوعة والاقلام والدفاتر محرمة ,, يفاجأ السجين بتحقيقات سخيفة وأسئلة ساذجة واسئلوا أي صاحب تجربة ابتلي بالمكث في هذا المعتقل ,, ولعلي أنقل لكم شهادة أحد سائقي الباصات حيث أخبرني أن امرأة بلغت من العمر عتيا أوقفته ثم أخذت تذرف الدمع أمامه وتستعطفه بأن يقوم بإيصالها لزيارة ولدها في معتقل الأمن السياسي الذي صار على سجنه أشهر وهي لا تملك قيمة المواصلات إلى هناك ,, قريب لسجين آخر حدثني عن زيارته لمدير الأمن السياسي بخصوص الإفراج عن قريبه المظلوم وقض علي تفاصيل تلك الزيارة وما ناله من شتم ومسبة وأبدى استغرابه كون أن كبر سنه وبياض شعره لم يمنع عنه ذلك الإيذاء وتلك الإهانات ,, لا أدري هل أحدثكم عمن فصلوا من وظائفهم بسبب أشهر قضوها في ذلك المعتقل أم عمن تدهور مستقبلهم الدراسي بسبب ما ضاع من أعمارهم خلف تلك الجدران أم من كسدة تجارتهم بسبب تلك الممارسات والمضايقات
,,
ما هو شعور أحدكم إن أخذت حقوقه أو سلبة أمواله أو أهينت كرامته أتراه يصبر ويتحمل لا والله إلا إن يكون عبد أصيل أو تابع ذليل

وما بهذا الكلام أريد فوضى أو أنمي أحقاد بل أنكرا منكرا وأقيم معروفا وأطالب بحقوق واعتمادي في هذا أنصر أخاك ظالما أو مظلوما
,, لقد سائني والله حين علمت أن خمسة عشر حدثا قضوا في السجن ما يقارب الأربع سنوات ولا يزالون وأبكاني ما نشره الزميل غمدان أبو علي على صفحته
في الفيس بوك من صورة امرأة كبيرة في السن تحمل صورة ولدها الغض الصغير الذي لا يتجاوز عمره العشرين عاما مطالبة بالإفراج عنه وكانت تلك الصورة سببا لكتابة هذا المقال الاحتجاجي ,, ختاما أيها السادة لقد وضع القانون وبنيت المعتقلات وشيدت السجون لمنع الظلم ورد المظالم ومنع الخصومات  وإصلاح النفوس وحماية الناس بعضهم من بعض فما بال جهاز الأمن السياسي في الحديدة أحال سعادة أسر وعوائل أحزان ورسخ في قلوب المظلومين أحقاد وأضغان أبكى عجائز قد انحنت ظهورهم
وتعبت أقدامهم ذهابا وإيابا من ترددهم على ذلك المعتقل المشئوم ,, غير أن عتبي ليس على ذلك الجهاز فحسب بل على المجتمع بمنظماته وهيئاته وعلمائه ووجهائه وكل فرد فيه فكلهم مطالبون بمنع الظلم ورد الحقوق والأخذ على يدي الظالم ,, أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم ….
حمير مثنى الحوري
h_mm1@hotmail.com

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *