التغير المناخي مهد الطريق لظهور أنواع جديدة من الثدييات
الحديدة نيوز/ متابعات
أدى تغير المناخ الذي حدث قبل 307 ملايين عام إلى هلاك بعض الأنواع الحية، وتسبب في نمو وتطور بعضها الآخر، وفقا لدراسة حديثة.
وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة برمنغهام، إلى أن بعض أنواع “رباعيات الأطراف” تأثرت كثيرا بظهور مناخ أقل رطوبة منذ ملايين السنين.
وأسفر هذا التغيير عن انقراض جماعي، إلا أنه تسبب أيضا في ازدهار وانتشار بعض المجموعات الأخرى، من بينها الأنواع التي أدت إلى ظهور الثدييات الحديثة، في جميع أنحاء العالم، بحسب ما ذكرته الدراسة.
وقام الباحثون بتحليل أحداث من الفترتين الكربونية والبرمية (منذ 358 إلى 272 مليون سنة مضت)، وهي من أهم الفترات في تاريخ الحياة على الأرض.
وخلال العصر الكربوني، كانت قارتا أوروبا وأمريكا الشمالية متصلتين وتقعان على خط الاستواء الذي كانت تغطيه الغابات الاستوائية المطيرة، وقد ساعد المناخ الرطب والحار للغابات المطيرة بالازدهار، وهو ما سمح لـ “رباعيات الأطراف” بالتنوع.
ومع اقتراب انتهاء هذه الفترة، أصبح المناخ في المنطقة، أكثر جفافا، ما أدى إلى انقراض العديد من الأنواع النباتية التي كانت مهيمنة في ذلك الوقت. وحتى الآن، لم يكن الباحثون يعرفون سوى كيفية تأثير تغير المناخ على النباتات فقط.
ويعود السبب في عدم تمكن معرفة الباحثين لتأثير تغير المناخ على الحيوانات إلى الثغرات المتعددة في بيانات السجل الأحفوري، لذلك قام الباحثون في جامعة برمنغهام بالعمل على إنشاء مجموعة بيانات تستند إلى قاعدة معلومات علم الأحياء القديم.
ومن خلال الدراسة، وجدوا أن تنوع “رباعيات الأطراف” انخفض بعد انهيار الغابات المطيرة وحدوث ظروف طبيعية أقل رطوبة .
ويعتقد الباحثون أن هذا حدث لأن هناك بيئات أقل ملاءمة للبرمائيات التي تتطلب رطوبة أعلى، ولكن في المقابل، في أعقاب انهيار الغابات المطيرة، انتشرت الأنواع المتبقية من “رباعيات الأطراف”، في جميع أنحاء العالم، وعلى مسافات أبعد من خط الاستواء.
وكانت السلويات والزواحف من بين الأنواع الناجية من “رباعيات الأطراف”، وهذا يرتبط وفقا للباحثين، بحقيقة أن هذه الحيوانات كانت أكبر حجما بالمقارنة مع البرمائيات.
وتعد هذه الدراسة الأكثر شمولا على الإطلاق من ضمن الدراسات التي أجريت على “رباعيات الأطراف” في وقت مبكر، وقالت الباحثة إيما دان: “نعلم الآن أن انهيار الغابات المطيرة كان حاسما في تمهيد الطريق للسلويات، وهي من الأنواع التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور الثدييات الحديثة والزواحف والطيور، لتصبح بعد ذلك المجموعة المهيمنة من الفقاريات البرية خلال العصر البرمي وما بعده”.