التهاميون المنسيون !! بقلم / أ . إبراهيم شعبين 

‏  2 دقائق للقراءة        300    كلمة

التهاميون المنسيون !!

بقلم / أ . إبراهيم شعبين 

حينما كنت اسمع عن معاناة النازحين من محافظة الحديدة لم أكن أتصور أن حالهم بالصورة المؤلمة التي أصابتني بالذهول صورة حقًا تُبكي الشجر والحجر.

اخذتني قدماي إلى احد المخيمات في إطار زياراتي إلى أماكن تجمعات النازحين التهاميين من محافظة الحديدة لأقف على مأساة إنسانية؛ نعم مأساة بكل تفاصيلها.
رأيت البسطاء الحديديون من كانوا راضين بقوت يومهم في محافظة الخير يبحثون عنها في جفاف الضمائر الميتة.
رأيت المواطن المسالم الذي لم تتلطخ يداه بدم السياسة يهرب من الموت ليبحث عن الحياة في المجهول وفي عينيه البريئتين ألف سؤال لم تجد إجابة.
رأيت منهم مَن لم يدرك لماذا غادر بلاده؟ إلا أنه يهرب من موت وصراع لايعرفون حتى من هم أطراف الصراع .
رأيت من يشكوا ويتساءل بلهجته البسيطة لماذا تم تشتيت أسرتنا لانعرف مصير من تركناهم وراءنا.
رأيت عائلات كاملة مرمية على قارعة الطريق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
رأيت.. ورأيت.. ورأيت.
حقًا إخواني
إن هذا الإنسان التهامي المسالم الذي لم يعرف الشكوى والتململ وهو يتضور جوعًا عبر التاريخ أهل لأن يلتفت اليه كل ذي قلب ينبض بالرحمة.
أهل لأن لايهانوا في أزقة المدن، أو على أبوابها، ويلقون إهانات لم يألفوها عند أبواب اللئام.
لقد تأخر الوقت لنطلق صرخة مدوية يسمعها كل ذي لب، صرخة بإسم كل طفل وامرأة وعجوز يعانون الجوع والعطش تحت سياط أشعة الشمس وحرارة الطقس وظلم ذوي القربى. صرخة هي لسان كل لاجئ من عروس البحر التي غادرها ابناؤها ذوي البشرة السمراء والقلوب البريئة البيضاء، صرخة مفادها
((إن أهل الحديدة لم يفروا من الموت تحت الرصاص الى الموت تحت سياط الإهمال والمعاناة وموت الضمائر.))

عن gamdan

شاهد أيضاً

ليس الرئيس أو نوابه .. معلومات صادمة عن الحاكم السري لأمريكا

‏‏  3 دقائق للقراءة        415    كلمة   الــحديـــدة نـــيوز // كتب // بشير القاز   لقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *