الحديدة نيوز /خاص_عمر هائل
يودع (أحمد)(اسم مستعار)(19عام) عائلته ويأخذهم الى كرنيش الحديدة لقضاء لحظاته الاخيرة قبل مغادرته الى تعز ويسرد لموقع “للحديدة نيوز” تفاصيل العمل في مدينة تعز (جنوب اليمن) بعد نزوحه مع عائلته منذ عام 2018م .
عمل أحمد في مهن مختلفة ومنها سائقاً لدراجة نارية ومن ثم استاجر باص صغير من احد اقربائه لكن ذلك لم يكن جيدا بالنسبة له فقرر العمل بالاجر اليومي كعامل في الريف ينقل الاحجار ومن ثم دخوله ضمن مشروع النقد مقابل العمل بدعم من منظمة رعاية الطفل يعمل لمدة 4 ساعات 10 ايام كل شهر بمبلغ (45 الف ريال) بينما انتقلت الاسرة المكونة من الام و3 ابناء اصغرهم 10 سنوات الي الحديدة ليكمل الاطفال دراستهم..
كانت تجربة صعبه تلك التى عاشها (أحمد) كما يقول ويضيف بأمل وتفاءل”أن العمل ليس عيباً ولن استسلم لظروف النزوح لو انعدم العمل في تعز ساذهب الى صنعاء باي شيء بشتغل”
يتحدث (أحمد) بصوته الجهور وابتسامتة العريضة”اشتغلت بمشروع النقد مقابل العمل لمدة 4 ساعات في اليوم مقابل 45 الف ريال كل 10 ايام ،وارسل لاسرتي (25 الف) عندما اشتغل بينما العمل كان في الشهر فقط 10 ايام” لم يعرف يوماً الضعف والاستسلام لظروفه وصغر سنه فتحمل الكثير لاجل اسرته فكان قصة كفاح في ضل الحرب تسرد في كلمات لموقع “الحديدة نيوز” ..
العودة الى الحديدة
عادت اسرة (أحمد) الى مدينة الحديدة مطلع العام 2019نتيجة توقف الحرب بعد نزوح دام لعام فى محافظة تعز حيث وان الكثير من الاسر عادت للمدينة متفائلة بتحسن الوضع .
بالتاكيد قصة احمد ليست الوحيدة بل أن هناك مئات القصص من معاناة النازحين الذين يعملون في مهن مختلفة وفي ظروف غير آمنة ويقول أحمد بانه فقد والده منذ 3سنوات بعد مرض خسروا فيه الكثير و تسكن الاسرة في بيت شعبي بإيجار 20 الف في الشهر ذلك كان سببا كافية للبحث عن عمل لإعالة أسرته ..
تتكرر مشاهد معاناة النازحين
تتكرر مشاهد معاناة النازح من تهامة بشكل مستمر في مدينة النزوح الجماعي بتجاه مدن وارياف اليمن لكن تبقى هناك تدفق مئات القصص الإنسانية كشاهدة على فضائع الحروب وتدمير المجتمع وفضح مزايدات المنظمات العاملة في مجال الإغاثة وإغاثة النازحين وحالة أسرة (أحمد) شاهدة على تقاعس دور المنظمات في تقديم المساعدات.
يقول (أحمد) بأن اسرته تلقت المساعدة بعد شهر من نزوحها الى ريف محافظة تعز بعد تدخل ابناء المنطقة وإدراج اسمها في كشوفات المنظمات ليستلموا سلة غذائية في البداية وبعد شهرين استلمت الاسرة مبلغ (75 الف) ريال لمدة 4 اشهر وانقطع بعد ذلك..مما اضطرت الاسرة العودة الى الحديدة وتؤكد الاسرة منذ عودتها الى الحديدة قرابة ال4 اشهر انها لم تستلم إي مساعدة او تم تسجيلها في المنظمات او حصرها ضمن كشوفات الإغاثة او المساعدات خاصة وان لديها اطفال صغار في المدرسة ..
اسر دون مصدر دخل
لا يوجد مصدر دخل للاسرة سوى إبنها الذي يعمل احيانا بالاجر اليومي وفاعل خير يقدم مبلغ بسيط كل شهر ..بينما تبقى القليل لتتوقف المنظمة وتعلن إنتهاء المشروع ولا يدري (أحمد ) بعد ذلك أين سيذهب للعمل تحت ضغوطات المسؤولية التي تحملها رغم صغر سنه وهذا حال المئات ممن اجبرتهم الحرب على العمل وتحمل المسؤولية ولسان حالهم يقول”الحرب اخذت من أعمارنا الكثير وجعلتنا بعيدين عن اهلنا مجبرين عن البحث عن اي عمل لنستطيع توفير الاحتياجات الضرورية ”
امال وقف اطلاق النار
يأمل الكثير من ساكني محافطة الحديدة ومنهم( أحمد) بعد تثيبت وقف اطلاق النار وانتشار نقاط مراقبين اممين عودة الحياة الى المدينة وتطبيع الوضع ،ويلوح بيده قبل مغادرته للحديدة ويبتسم قائلا “لي 20 يوم في الحديدة شعرت بامان والان اغادرها بعد زيارتي لاهلي لكن اشهر قليلة بعد اكمال العمل في تعز ساعود والمدينة فى افضل حال من الآن سافتقد تفاصيل مدينتي التي تربيتُ فيها سافتقد البحر سافتقد بساطة العيش هنا”