الحديدة نيوز / خاص _ عاصم الخضمي
تحت اشعة الشمس الحارقة توثق لمياء الاديمي (32عاما) بعدسة كاميرتها معاناة مواطني إحدى قرى عزلة الهويشة بمحافظة لحج (جنوب اليمن )، مع الطريق الوحيد للقرية التي تقبع اسفل الجبل والمتمثل بمئات من الدرج
فهي تعمل على نقل معاناة مواطني ريفي محافظة لحج وتعز (جنوب غرب اليمن ) عبر فضائية السعيدة، بعد ان نزحت من مدينة الحديدة المطلة على البحر الاحمر منذ يوليو 2018 إلى ريف تعز نتيجة للحرب الدائرة
وتشير تقارير منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن إلى ان عدد النازحين من الحديدة بمئات الألاف منذ نشوب الحرب في يونيو 2018 ويعيش معظم هولاء ظروفا بالغة التعقيد وارتفاع تكاليف ايجارات المنازل بشكل قياسي
إعالة اسرتها
فقدت لمياء _ الخريجة من قسم الاذاعة والتلفزيون بجامعة الحديدة _ عملها كمراسلة اخبارية من الحديدة لإحدى الفضائيات نتيجة لنزوحها، إلا انها لم تفقد الامل والسعي وراء عمل مع وسيلة اعلامية اخرى بعيدة عن “التوجهات السياسية” يوفر لها مبلغا ولو بسيطا تعيل منه نفسها واسرتها التي نزحت معها حسب حديثها ” للحديدة نيوز ” ..
تواصلت بفضائية السعيدة لأجل إنتاج تقارير إنسانية وتمت الموافقة على طلبها وانتجت تقارير عن حياة المواطنين تابعها ” الحديدة نيوز” من عزل وقرى مختلفة، الا ان ما تتلقاه من المال لا يلبي تكاليف إيجار الكاميرا ومواصلات التنقل كونها تعمل بالقطعة وليست موظفة رسمية حسب قولها
شعور بالإرتياح والسرور
وبإبتسامة وصوت ممزوج بالسعادة تقول “اشعر بالسرور والارتياح وانا انقل معاناة وهموم المواطنين وعرض الحالات المرضية التي تحتاج لدعم مادي عبر برنامج سنابل الخير، وهذا يعوضني عن نقص المال وخدمة الانسان أغلى من اي شيئ والحمدلله الكاميرا التي اوثق بها خاصة بي”
وتتابع “احاول قدر الإمكان تسليط الضوء على مواضيع جديدة ولا اقتبس من الفضائيات، والمواطنين يعبرون عن محبتهم واحترامهم كوني اول اعلامية اصل لقراهم وعزلهم المختلفة بريف تعز ”
تجاوب السلطات المحلية
وتنقاش من خلال تقاريرها الوضع الصحي والزراعي والتعليمي وانعدام الكتاب المدرسي والمياه الملوثة وغير ذلك، وقد لاقى تقريرها عن العشوائيات في شوارع مدينة التربة والذي نتج عنه ازدحام مروري وتسبب بعدد من القتلى والمصابين تجاوبا من السلطات المحلية التي قامت بإزالة تلك العشوائيات
وحتى الان لا زالت تتلقى عروضا للعمل في الحديدة لكنها ترفض ذلك؛ لانها لا تريد ان تعمل مع مع احد طرفي الحرب والنزاع، ولم تعد ترغب بالعودة بسبب القذائف التي تتساقط كالمطر على منازل المواطنين العزل حسب تعبيرها
معاناة إيجار المساكن
يعتبر السكن اكبر مشكلة تعاني منها فمنذ نزوحها قبل اكثر من عام لم يستقر بها الحال حتى الآن، متنقلة مع والديها بين منازل اقربائها في القرى المختلفة والبعيدة كي لا تضيق على احد منهم، فهي لا تستطيع دفع الايجار وسعر المنزل المكون من غرفة واحدة فقط ب30 ثلاثون الف (ما يعادل 50 دولار تقريبا)
مساعدات المنظمات
ومنذ نزوحها تقول ان اسرتها لم تتلقى مساعدات من المنظمات إلا مرتين فقط، رغم زعم المنظمات الدولية التي تتخذ من العزل المحيطة بمدينة التربة مقرا لها انها تهتم بنازحي الحديدة
تغلب لمياء على ظروف نزوحها وخلق جو يخفف عنها وطأة نزوحها يعد نجاحا، فهناك عشرات الألاف من نازحي الحديدة يعيشون بين الجحيم بسبب عدم توفر الظروف التي تسمح لهم بالتخفيف من معاناة نزوحهم والتأقلم مع بيئة أخرى تنعدم فيها فرص العمل.
المادة خاصة بموقع #الحديدة_نيوز الاخباري ..