2 دقائق للقراءة 395 كلمة
الحديدة نيوز- قائد رمادة
ظلت محافظة الحديدة موردا ماليا هاما ترفد خزينة الدولة سنويا بعشرات المليارات من خراجها الزراعي والسمكي والتجاري؛ ورغم ذلك ظلت محرومة من الاهتمام والرعاية فلم تشهد المحافظة من المشاريع الحيوية والاستراتيجية الا قطرة من بحر.
الحديدة كنز نفطي ومعدني وزراعي وصناعي وتجاري, وهذه مسألة لا ينكرها أحد, فيكفي للتدليل على ذلك أن ميناء الحديدة ظل الشريان الأساسي للحياة الصناعية والتجارية والنفطية والمعدنية, وفي هذه المحافظة العديد من المصانع الحديثة, الكبيرة منها والمتوسطة والصغيرة, ولكن لأن أهلها مسالمون ظلت المحافظة محرومة من المشاريع بمختلفها, ولو كانوا قبائل متناحرة ومن حملة السلاح والتقطع لأولتها الدولة والحكومات المتعاقبة اهتماما أكبر؛ فنحن بحق نعيش في عصر القوة ولا مكان للسلم والطيبة.
أكثر من نصف قرن من قيام الثورة والحديدة تعاني الأمرين, وأهلها مشردون في كل المدن والدول يشتغلون من أجل الحصول على الفتات, ما يكفي رمقهم ويعتاشون هم وأهلهم على القليل من متطلبات الحياة, ومحافظتهم تجثم على ثروات هائلة ومتعددة.
واليوم في ظل الصراع الدائر عرف الجميع, الذين في الداخل والذين الخارج, أهمية الحديدة وميناءها البحري الحيوي؛ ولكن بدل أن تنال من الرعاية والاهتمام؛ لم تنل سوى الدمار والخراب, بسبب صراع القوى المتحاربة التي كل أهمها الحصول على المكاسب والمناصب والانتصارات السياسية والعسكرية, حتى ولو كانت وهمية أو مبالغ فيها.
أفيقوا أيها السادة, فهنا تقع الحديدة, التي كانت وماتزال منجما وموردا مهما لخزينة الدولة, وتدميركم لها معناه أن الدولة سوف تحرم من هذا المنجم والمورد لسنين طوال, وكل يوم يمر والمحافظة تدمر بهذا الشكل الهستيري معناه أن الدولة ستظل تستجدي المساعدات والهبات والقروض من الآخرين.
وكم يحز في النفس أن الأماكن السياحية والتاريخية والاثرية لم تسلم من التدمير الممنهج؛ فكل شيء كان تحت مرمى الطائرات والصواريخ والمدافع, وكأنها معسكرات ومخازن أسلحة.
أوقفوا الحرب والصراع الدائر في الحديدة, أو على الأقل حيدوا المنشآت الصناعية والتجارية والزراعية والعمرانية عن صراعكم وجنونكم إن كنتم تنشدون مستقبلا أفضل.
وللتدليل على هذا الكلام فقد ارتفعت إيرادات محافظة الحديدة خلال العام 2010م إلى 52 ملياراً و605 ملايين ريال, مسجلة زيادة قدرها خمسة مليارات و234 مليون ريال عن ايرادات العام الذي سبقه، بحسب ما نشرته وكالة سبأ في 2011م.
هذه الايرادات في ظل عدم استغلال الثروة النفطية.