الحديدة نيوز / كتب/ فوازالمقطري..
” مايبرح البلاء في العبد ، حتى يمشي على الأرض وماعليه خطيئة ” .. هكذا أخبرنا نبي الإنسانية ، وهذا هو -كما يبدو- حال/ حسن محمد أحمد حسن ، الأربعيني الذي أصيب بمرضٍ وهو في السنة الثالثة من عمره .. مرضٌ اختلف الأطباء في تشخيصه وطريقة علاجه ، ماأدى إلى ضمور إحدى عينيه وتدني مستوى الرؤيا بصورة عجيبة في العين الأخرى .
لا سيما مع غياب الأطباء الأكفاء آن ذاك في مسقط رأسه/ مديرية بيت الفقيه محافظة الحديدة ، وقلة حيلة والديه .. بسبب فقرهما وكفاحهما المرير في سبيل توفير متطلبات الأسرة الكبيرة الضرورية
– إبتلاءُ قابله حسن بالصبر والحمد والكفاح ؛ فلم يقف مكتوف الأيدي .. حيث كافح وجد واجتهد ليعين والده المسن على مصاعب الحياة المختلفة .
وعمل هو وشقيقه الأصغر منه سناً على علاج والدتهم المصابة بالسرطان
إلى أن توفاها الله في محافظة الحديدة بعد والدهم بأعوامٍ قليله ..
– كان العمل وتكوين أسرة هو همه الأكبر .. نظراً لعدم قدرته على إقناع الكثيرين بتوفير فرصة عملٍ مناسبة ووضعه الصحي.
ولعدم امتلاكه شهادات علمية ، كونه حرم من التعليم بسبب الفقر الذي حال بينه وبين التحاقه بالمدرسة .
وكم كانت معاناته تزداد عند وجود بعض فرص العمل الليلي الذي يغيب فيه ماتبقى من نورٍ في عينه الباقيه .
الإ أن إيمانه القوي بالله الذي منحه الصبر والقوة ..
استطاع العمل بشكلٍ متقطع كعامل بناء ، وإلى جانب مساعدات بعض محبي فعل الخير استطاع أن يجد شريكة حياته التي أعانته على محنته وأنسته بعض هموم علته .
– ابتسم الحظ قليلاً له .. بصبره على الابتلاء وإلحاحه بالدعاء لخالق الأرض والسماء .. حيث وجد ظالته بوظيفةٍ لبت رغبته وبعضاً من متطلبات أسرته في مطاحن البحر ، ورزقه الله بطفلين كان حلمه أن يعوضهم ويحقق لهم مالم يستطع تحقيقه هو ، من عيشٍ كريم وتعليم يمكن أن يضمن لهما مستقبل أفضل .
غير أن ذلك لم يتحقق ؛ فالعمل المتواضع توقف بتوقف والمطاحن عن العمل وتسريح أعداد من عمالها وموظفيها .
ليبدأ مرحلة أخرى من المعاناة والبحث والشقاء الذي ليس له مثيل .
واستمر على ذالكم الحال أشهر طويلة .. أمضى نهاراتها بالبحث عن عمل يقيه وأسرته ذل الحاجة إلى الناس ، ولياليها متوسدا حزنه وألمه لعدم قدرته على توفير مايسد رمق أطفاله وزوجته ويشبع جوعهم .
إلى أن قدر الله له العمل في واحدٍ من مصانع مجموعة اخوان ثابت “بالأجر اليومي” .. الإ أن الحرب التي لم يسلم من ظلمها وجورها أبناء الحديدة بخاصة واليمن بعامة ، أصبح حسن بسببها حبيس داره وأسير همومه ؛ فزوجته الصابرة المحتسبه باتت من كثرة همومها مصابة بعددٍ من الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والقلب .
وطفلاه يفتقران إلى مايقيهم المجاعة التي حصدت أرواح مئات الأطفال من الحديدة وغيرها .
ولم يعد حسن يعرف متى يمكن لهذه الغمة أن تنتهي وترحل عن حياته دون رجعه ؟!!!
وبات بحاجة إلى صبرٍ يصبره على صبره الذي أضحى غير قادرٍ على تحمله .. وليس بمقدوره سوى الدعاء عل الله يلهم الأشقاء على إنهاء الحرب التي لم تبق ولم تذر ، أو يسخر أصحاب القلوب الرحيمة للنظر إليه وأمثاله بعين الرحمة والعطف والشفقة ؛ “فالراحمون يرحمهم الله” !!!!