الحديدة نيوز / خاص
الحديدة، والتي تعرف ببلد المهمّشين والمستضعفين والفقراء والمطحونين ، الذين لا يثورون ولا يعتدون على أحد ولا يقطعون طريقًا ولا يحاربون فسكانها يعتبرون من الناس الذين وصفهم الرسول محمد صلى الله علية وسلم بالأرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا ، إنها بلد الطمأنينة والبساطة والأمن والأمان، إنها المحافظة المُسالمة للغاية كما يحلو للبعض تسميتها ، تمتد على الساحل الغربي المُطل على البحر الأحمر وتتكون من جُزر وسهول وجبال ويوجد بها أحد أشهر المؤانى اليمنية .
وتعيش محافظة الحديدة أسواء مجاعة عرفتها البشرية جراء إستمرار الحرب بين طرفي الصراع جواً وبراً وبحراً منذ 4 أعوام للجلوس على كرسي السلطة متناسيين هموم ومعاناة المواطنين ، والذي حال دون أن يحصلوا على العلاج والأدوية المقررة لهم وكذا عدم حصولهم على أدنى سبل العيش وأصبح شبح الموت يحاصر الأطفال وسكان المنطقة بين الحين والأخرى دونما أي التفات من قبل المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الأنسان والطفل**
فمن لم يمت بـــا ألــــه الحرب .. مات جوعاً لامحالة هكذا أصبح واقع الحال في مدينة الحديدة فلم تعد المدافع وحدها من تتوعد اليمنيين بل بات شبح المجاعة في الحديدة يهدد حياة الالاف من سكان مدينة الحديدة وسط تحذيرات لمنظمات دولية بأهمية احتواء الوضع الانساني قبل حدوث كارثة أنسانية إذا ما أستمرت الحرب ..
*الأطباء في المدينة يتحدثون ل ” الحديدة نيوز ” عن عشرات الأطفال يموتون يومياً جراء الأمراض الناجمة عن سوء التغذية والمجاعة التي تسببت بها الحرب ، بينما تتحدث التقارير عن وجود أكثر من مليون طفل يمني يعاني من سوء التغذية** ..
*يقول الدكتور خالد سهيل رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة ل ” الحديدة نيوز ” بأن محافظة الحديدة بحاجة الى خدمات أنسانية وغذائية اضافة الى الخدمات الصحية والطبية الوضع يزداد سواءً يوماً بعد يوم بسبب الحرب ..
وأضاف سهيل بأن هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة يستقبل يومياً حالات وفاة لأطفال ونساء مصابين بمرض سوء التغذية، إضافة إلى وجود حالات بالعشرات مصابة بأمراض سوء التغذية، أغلبها وُصفت بالحادة، في القرى الممتدة على الشريط الساحلي كالتحيتا والخوخة والمخاء والزيدية، والتي يعمل معظم سكانها في مهنة الصيد .
*ولفت الى أن عدد الحلالات التي استقبلها المستشفى من بداية شهر واحد من العام 2018 م الى 31 من العام الماضي نحو 443 حالة مصابة بسوء التغذية فيما بلغ عدد الحالات المتوفاة جراء اصابتهم بسوء التغذية الوخيم 85 حالة وفاة ومعظم تلك الحالات التي وصلت للمستشفى وصلت متأخرة ..ويشير رئيس مستشفى الثورة العام الى ان الوضع بمحافظة الحديدة أصبح كارثياً وأنة اذا لم يتم تدارك الوضع الانساني خلال هذة الفترة فأن المحافظة ستنذر بوضع كارثي أنساني حقيقي اذا ما أستمر الوضع هكذا ..*
الجوع يمشي حافيًا:
ورغم تنوّع الموارد الغذائية الطبيعية في الحديدة، إلا أنها عانت وما زالت تُعاني من مجاعة مخيفة رغم انها ترفد ميزانية الدولة بالمليارات شهرياً ، انتشرت صوَر الأطفال الجائعين. أطفال رُضَّع شديدو النحافة ويعانون من سوء تغذية حاد. أطفال آخرون ماتوا من الجوع المُرعب جدًا هناك، هذا الجوع الذي يُعد أهم نتائج الحرب غير المُباشرة، فاختفاء المشتقات النفطية وارتفاع سعرها في السوق السوداء، أدّى إلى توقّف الدخل الأساسي لأبناء المحافظة الذين يشتغلون في مجال الصيد والزراعة والدراجات النارية..
فيما كانت بواخر منظمات الإغاثة ترسو في ميناء الحديدة، ثم تمُر منها لمحافظات أخرى (تقع تحت سيطرة الشرعية) كشرط إغاثي، هذا الأمر دفع بـ«أنصار الله» لعدم السماح للإغاثات بالدخول في الأشهر الأولى من العاصفة، مشترطين أن يتم توزيع الإغاثة لكل المحافظات من دون تمييز، إلا أن الشرط لم يتم تطبيقه فظلّت الحديدة بدون إغاثة حتى فترة انتشار المجاعة التي دفعت باليمن لتحتل المركز السابع في تصنيف مؤشر الجوع العالمي 2016، بنسبة جوع بلغت 35 بالمائة، ما أدّى إلى لفت أنظار المجتمعَين المحلي والدولي إلى الوضع الكارثي هناك، لا سيّما بعد موجة السيول الجارفة التي ضربت مديريّاتها ..