الحديدة: الحر اشد وجع من الحرب
ياسمين الصلوي / الحديدة نيوز
للحر في مدينة الحديدة مأساة أخرى ، جهنم تضرب بسياطها جلد المواطن المسكين دون هوادة .
وسط تجاهل المجتمع الدولي اتجاه مأساة تعيشها الحديدة صيفا في ظل انقطاع التيار الكهربائي على هذه المدينة الاشد حرارة صيفا ، يموت سكانها ببطئ ولا مجيب لمن ينادي ، وعود كثيرة بشأن عودة التيار الكهربائي لكن دون جدوى حتى بات المواطنين لا ينتظر اكاذيب هدفها اقناعه بأن القادم افضل ، تخوفا من حركة غضب ضد سياسة من تخضع لسيطرتهم المدن .
اتى الموت الى الحديدة صيفا على هيئة حر ، هذا ماقاله مواطن رفض ذكر اسمه لموقع الحديدة نيوز ، واضاف ان المولدات التجارية التي تبيع كهرباء المواطن له بسعر مضاعف ، حتى استسلم للبقاء على الحر دون خدمة تلك المولدات التي تستحوذ على دخل المواطن تاركه للجوع . هذه المولدات ظهرت في شوارع المدينة للمرة الاولى مع اندلاع فوضى الحرب في البلد ، يقول السكان انه يتم نهب المشتقات النفطية المخصصة لمحطة توليد الطاقة الكهربائية في المحافظة وصبها في هذه المحطات التي يقوم عليها اشخاص ، حيث تتواجد في كثير من شوارع المدينة وتوصيل اسلاك منها للمواطنين القادرين على الدفع ، حيث يصل سعر الكيلو الواحد الى مائة وخمسين ريال يمني ، حينها يتوجب على المواطن المشترك دفع مايقارب خمسة الف ريال في العشرة الايام في حال اقتصاده في استهلاك الكهرباء ودون استخدام المكيفات . ضريبة حرب وحالة فوضى تعيشها المدينة المنكوبة منذ صفقت الحرب بجناحيها في سماء البلاد التي سئمت الحروب منذو 24قبل الميلاد ، حروب تتلوها حروب وفوضى تتبعها فوضى واجيال تتوارث ذلك الوجع التي تخلفها الحروب .
يقول المواطنين ان عودة الكهرباء للمدينة سيحل كل مشاكلها فاعتمادهم على الاجهزة المنزلية سيخفف المعاناة ، خصوصا الثلاجات التي توفر على المواطن شراء الثلج الذي يكلفها 500ريال يومين ناهيك عن حفظ الوجبات التي تسد جوعه في اوقات اخرى ، المكيفات التي تعمل جهد كبير في الدفاع عن جلد المواطن الذي يشويه حر المدينة .
مع دخول الصيف تظهر امراض تزيد معاناة المواطن اكثر ، مرض نقص الصفائح والملاريا واللتهابات الدم هي الامراض الاكثر فتكا بالمواطن في هذا الفصل الذي لا يرحم ، الوضع الاقتصادي المتدني عند المواطن والغلاء الفاحش الذي يعصف بالحديدة التي صنفتها كثير من المنظمات انها اشد المناطق فقرا في اليمن، جعله يستسلم للمرض حيث انه يصعب عليه توفير لقمة العيش له ولاطفاله فلا مال لشراء العلاج والغذاء لمقاومة هذه الامراض .
فر الكثير من سكان الحديدة بتجاه مناطق معتدلة الطقس صيفا مثل صنعاء واب وغيرها ، هروبا من موجة الحر الا ان الكثير من السكان يصعب عليهم التنقل والعيش خارج المحافظة التي تحتضن منازلهم وارزاقهم فيتسنا لهم البقاء رغم الحر والحرب ، الفقر جعلهم يستسلمون للحرارة والوضع الانساني المميت .
لجأ الكثير من السكان لترك غرف نومهم وافتراش اسطح المنازل وفنائها ناهيك عن افتراش الرجال والاطفال لارصفة الشوارع ، باحثين عن نسمة هواء تطفي لهيب الحر نهارا .
تعيش الحديدة المعاناة ويتكبد مواطنيها الوجع الذي يستمر مع استمرار الحرب ، ينتظرون فرج قريب يخرجهم من الجحيم الى عالم يعيش المواطن فيه بكرامة.