الحديدة نيوز/ خاص
ناقش لقاء ضم السلطة المحلية بمحافظة الحديدة والممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن منسقة الشئون الإنسانية ليز غراندي، اليوم الأوضاع الإنسانية بالمحافظة في ظل استمرار العدوان وتنصله عن تنفيذ اتفاق السويد.
واستعرض اللقاء الذي ضم ممثلي المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة باليمن، إحتياجات المحافظة من الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية والإغاثية.
وفي اللقاء أشار القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم إلى أهمية زيارة منسقة الشئون الإنسانية لمحافظة الحديدة والاطلاع عن كثب على الوضع الإنساني الذي تمر به المحافظة.
وبين أن المواطنين بالحديدة يعانون من وضع إنساني كارثي جراء استمرار الحصار الذي يتعرض له اليمن بصورة عامة والحديدة بشكل خاص، وما رافق ذلك من توقف للمرتبات منذ ما يقارب ثلاث سنوات جراء نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن.
ولفت قحيم إلى أن منع تحالف العدوان للسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية والعلاجية وكذا السفن التجارية من دخول ميناء الحديدة، تسبب بقطع معظم الخدمات عن المواطنين بالمحافظة ومنها الكهرباء والمياه وتدني الخدمات الصحية وحرمان أكثر من أربعة آلاف من عمال الموانئ وأكثر من ثمانية آلاف عامل بمصانع إخوان ثابت من مصدر رزقهم.
وأكد حرص القيادة السياسية على تحقيق السلام وتنفيذ إتفاق السويد الذي سعى إليه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، رغم استمرار خروقات العدوان لوقف إطلاق النار، وما نتج عن ذلك من سقوط لمئات المدنيين وتضاعف الوضع الإنساني.
بدورهم إستعرض وكلاء المحافظة عبد الرحمن جماعي وعلي قشر وعبد الجبار أحمد محمد، الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان الحديدة ومديرياتها ومنهم الصيادين والمزارعين الذين فقدوا مصادر رزقهم جراء العدوان والحصار البري والبحري والجوي إلى جانب توقف التجارة البينية التي تمثل مصدر دخل لكثير من سكان المحافظة.
واعتبروا اتفاق السويد إنساني بدرجة أساسية هدفه مراعاة الجانب الإنساني بالحديدة، في حين جعل الطرف الآخر من هذا الإتفاق وسيلة لإطالة أمد العدوان ومضاعفة معاناة المواطنين.
ولفت الوكلاء إلى أن من أبرز مآسي تأخير تنفيذ إتفاق السويد، تعطيل الإغاثة الإنسانية بمنع السفن من الدخول لميناء الحديدة وإغلاق الطريق إلى مطاحن البحر التي يستفيد منها الآلاف من سكان المحافظة والمحافظات الأخرى.
وأكدوا حاجة المحافظة لبنية تحتية، ما يفرض على المجتمع الدولي التعامل بإيجابية من خلال تبني مشاريع إنسانية خدمية مستدامة تسهم في رفع معاناة السكان .. مشيرين إلى أن خطة الاستجابة السريعة الخاصة بتوفير احتياجات محافظة الحديدة الإنسانية العاجلة لم يتم تنفيذها.
وفي اللقاء استعرض مدراء مكاتب الصحة والكهرباء والمياه والجامعة وصندوق النظافة والتحسين والهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية، الصعوبات التي تواجه سير العمل في تلك المكاتب سيما في ظل المرحلة الراهنة التي صعًد فيها العدوان لأعماله العسكرية.
وطالبوا بتوفير الحد الأدنى من الإمكانيات لاستمرار تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين من الكهرباء والصحة والمياه .. مستعرضين معاناة مرضى السرطان والفشل الكلوي بسبب نقص الأدوية وانعدام الكهرباء بالمحافظة خصوصا في فصل الصيف.
من جانبها أكدت منسقة الشئون الإنسانية في اليمن ليز غراندي أنها ستعمل مع المنظمات الدولية من أجل رفع المعاناة عن مواطني المحافظة .
وقالت ” لن نخذل أبناء محافظة الحديدة أو نتركهم يعانون، لكونهم السكان الأكثر معاناة على مستوى اليمن وسنستمر في العمل بالحديدة من خلال توسيع أعمالنا، ووجودنا بالحديدة اليوم مع كافة ممثلي منظمات الأمم المتحدة هو تأكيدا واضحا على عدم خذلان الحديدة”.
وأشارت غراندي إلى أنها ستطالب خلال المؤتمر الذي سيعقد بجنيف نهاية فبراير الجاري حول اليمن بتوفير دعم غير مسبوق على مستوى الأمم المتحدة والعالم لليمن، وسنركز على مكون الإنعاش المبكر للمواطنين والصيادين والمزارعين بالحديدة والعمل على تحقيق الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للعاطلين.
ولفتت إلى أن العديد من السفن التجارية وكذا سفن المساعدات الإنسانية ستصل لميناء الحديدة خلال الأيام القادمة .. مؤكدة أنه سيتم العمل من أجل الوصول إلى مطاحن البحر الأحمر لما يمثله ذلك من أهمية كبيرة.
وأكدت منسقة الشؤون الإنسانية أنه سيتم أيضا إيصال احتياجات المكاتب والمؤسسات الخدمية بالحديدة لمنظمات الأمم المتحدة لتوفيرها، خاصة في جانب الصحة والمياه والكهرباء والتعليم الجامعي والنظافة وغيرها من الخدمات التي ستسهم في تخفيف معاناة أبناء الحديدة.
وخلال الاجتماع تم عرض فلم وثائقي عن الجرائم التي ارتكبها العدوان بالمحافظة خلال الأشهر الماضية.
عقب ذلك كرم القائم بأعمال محافظة الحديدة ومعه وكلاء المحافظة، منسقة الشئون الإنسانية باليمن بميدالية التفوق الإنساني نظير جهودها الإنسانية ومساهماتها في رفع معاناة سكان المحافظة.