الحديدة..عروس البحر الأحمر حكاية فلسفية لمدينة افلاطون الفاضلة

‏  2 دقائق للقراءة        398    كلمة

الحديدة نيوز/فؤاد محمد

هي العروس التي تلطخ فستانها الأبيض بالدماء ..الصراع المحتدم فيها اغتال ابتسامتها في اللحظة التي كانت على موعد مع الالق لتتشكل معه في لوحة ابداع رباني لمدينة الجمال..

أنها الحديدة..نغمة الطرب التي نسمع فيها اجمل الالحان ..وهي الصوت الرنيم الذي يشدو له كل مسافر إليها أو مغادرا منها..يعزفون على اوتار روعتها تراتيل العشق الالهي لمدينة الامل الالم .

انها الحديدة ..ساحرة الشعراء وحاضنة المبدعين..سطروا فيها اروع الكلمات ونسجوا على شواطئها ورمالها مؤلفاتهم التي خاضوا بها امواج بحرها ليعانقوا سمائها الإبداعي..

الان ..لم تعد الحديدة عروسا..فقد غاب القها..واختطف بياض فستانها..ليستبدل بالاسود الذي طغى على كثير من ملامحها واكتست وشاح الحزن لتعلن حدادها المؤلم على تاريخها الجميل.

الات الحرب المختلفة اغتالت براءتها..دون أن تنظر للحظة الى العيون البريئة التي كانت تتابع عن قرب لحظات الاغتيال اليومية..غير قادرة على مواجهة نيرانهم التي اغتالت البشر والحجر واتت الحرب على كل ماهو جميل ورائع وبهيج.

يقول الأستاذ عادل مكي مدير عام مكتب الاعلام بالمحافظة أن من يسكن محافظة الحديدة لايمكن أن يغادرها مرة أخرى..فهي بالنسبة لهم مدينة الكل يسكنها مواطنون من جميع أنحاء الجمهورية اليمنية..واصبحوا فيها تهاميون تجمعهم نسائم البحر ورائحة الفل وكثير من العادات والتقاليد..يقول مكي ” عندما سكنت الحديدة في العام 82 لم أتوقع أن ابقى فيها حتى اليوم “.

مدينة الحديدة هي كمدينة افلاطون الفاضلة، المدينة الجديدة والمختلفة عن كل مدننا ليس الاختلاف في المظهر العمراني فقط بل في كل شيء، في المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي الحكومي والخاص..

الحديدة الفاضلة .. هي المدينة التي كان أساسها الإنسان الذي يعمل على ان تكون هذه المدينة موطن لكل مسؤول أو موظف أو عامل أو مراجع ،وبكل ما تحمله كلمة الفاضلة من معان سامية.

يقول عزي سالم وهو بائع خضروات..الحديدة من اجمل المدن التي عرفتها..يكفي فيها انك تقوم الصبح وتجد أمامك تلك الوجوة الهادئة التي تبحث عن رزقها بكل الوسائل البسيطة والتي لاتحتاج لاي دراسات أو استعدادات ..يكفيك هنا في الحديدة القاء السلام وستجد كل المساعدات والتعاون تصل اليك بكل سهولة.

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *