الحديدة نيوز/ خاص / عمر هائل
تزداد عدد الاسر الزائرة لكورنيش الحديدة خاصة يوم الجمعة من كل اسبوع فمشهد الغروب الذي معه تذوب ملامح المدينة المرهقة طيلة ساعات النهار تجعل هؤلاء الزائرين سعداء بهذه المناظر التي تسلب الالباب وتنسيهم تفاصيل الحرب التي حولت هذا المكان الى منطقة مغلقة وتحولت المدينة لجحيم لايطاق..
مع توقف الاشتباكات وانخفاض تحليق الطيران عادت الحياة للمدينة تدريجياً وعادت بعض الاسر النازحة رغم شدة ارتفاع الحرارة الا أن هناك منغصات كثيرة تبقت عالقة في اذهان الشاب (عيسى إبراهيم)(26عاما) وهو يشاهد الشمس تبتعد عن كورنيش الحديدة يتمنى زوال تلك المنغصات بزوال أثار الحرب نهائياً ..
ياخذ تنهيدة عميقة ويطلقها نحو السماء قائلا” ل (الحديدة نيوز) ” يالله ما أجمل المنظر وما اجمل البحر ماذا لو تبقت الشمس بهذه الصورة متألقة للابد ، ماذا لو بقدرتنا البقاء هنا حتى الفجر ..لكن !” جلسة عائلية كما يقول كانت هي الاجمل خاصة بانه منذ فترة ماقبل الحرب كان يستمر بالذهاب الى البحر ..
يستمتع الكثيرين من زائري كورنيش الحديدة بمشاهد الغروب الذي يجعلهم يتناسون مشاهد الحرب واهوالها ولو بشكل مؤقت..
فيعد الكورنيش المتنفس المفضل لدى العائلات بخلاف حديقة الشعب التي تمتلئ هي الآخرى بالزائرين الا أن الاغلبية يفضل الذهاب الى البحر للسباحة واللهو للتخفيف عن ضغوطات الحياة التي تسببت الحرب في مضاعفاتها..
عيسى الطالب الجامعي في مستوى ثالث علوم مالية ومصرفية بكلية التجارة بجامعة الحديدة يدرس حاليا في المعهد العالي البديل لكلية التجارة بعد ان اوقف القيد للسنة الدراسية الماضية نتيجة الحرب ونزوحه الى صنعاء عاد في بداية شهر اكتوبر من العام الحالي ويقول بان لا غنى عن الحديدة ويصف العيش فيها بالبساطة الا ان انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية تعد من منغصات العيش ويتحدث “كنا قبل الحرب نذهب برفقة الزملاء الى البحر ونجلس نذاكر ونستمتع بمشاهد الغروب كل شيء كان جميلا في هذه المدينة”
تغيب الشمس عن المدينة لتبدأ العائلات بالإنسحاب وكذلك الاطفال وهم يغادرون بتجاه منازلهم كإعلان لنهاية يوم الجمعة الذي يزداد الكورنيش ازدحاما بالزائرين وويعطون اطفالهم الوعود بالعودة مرة اخرى ..وتخلد لحظاتهم الجميلة كما يصفها البعض بالتقاط عدد من الصور التذكارية عند غروب الشمس فالسعادة كما يصفونها ببساطة العيش في تهامة رغم الاوضاع الصعبة..