الحديدة نيوز /خاص
فوازالمقطري
تعتبر اليمن واحدة من الدول النامية الأشد فقراً في المنطقة ، وقد ازداد الوضع سوءً بسبب الحرب ، والظروف الاستثنائية التي تشهدها اليمن منذُ مايزيد عن الثلاثة أعوام .
ماجعل رقعة الفقر والبطالة تتسع بشكلٍ مخيف ، والأمراض الفتاكة تنتشر دون رحمة ، وبات شبح المجاعة يهدد معظم الأسر .. في الريف والحضر .
الأمر الذي انعكس سلباً على حياة المواطنين بعامة ، والمرضى بخاصة.. لاسيما مع اقتراب نفاذ مخزون الدواء ، وتوقف بعض المرافق الصحية عن تقديم خدماتها للمرضى ، كمؤشرٍ على قرب وقوع كارثةٍ إنسانية لا تحمد عقباها .
مـركـز الغسـيل الكـلوي بالحـديدة .. أنموذجُ حي لتلك المعاناة المتفاقمة يوم بعد آخر دون أن يلتفت إليها أحد .
مبنى متهالك .. يتقاسمه المركز مع العيادة التعاونية ، يعتلي سوق للأسماك والدواجن والخضار .
الكلاب والقطط تنتشر في بعض أرجائه ؛ فيما الروائح المنتنة تزكم الأنوف ، وهو مايؤدي إلى إضعاف مناعة المرضى ويعرض حياتهم للخطر .
سوء الحال .. وقلة الحيلة هما العنوان الأبرز لمركز الغسيل الكلوي بالحديدة ، والقاسم المشترك لكل من فيه/ مرضى ، وممرضين ، وإداريين ، وعاملين . مرضى يزيد عددهم عن ال 900 مريض من محافظات عده مجاورة للحديدة .. تقطعت بهم السبل ، وازدادت أوضاعهم الصحية سوء ،ً نظراً لعدم استطاعتهم الحصول على جلساتهم الضرورية في أوقاتها ، بسبب الإزدحام المتزايد للمرضى ، وانحسار أعداد أجهزة الغسيل الكلوي – التي لم تكن تكفي أصلاً – من 30 جهاز إلى 18 جهازاً .. لعدم توفر قطع الغيار ، وصعوبة شراء أجهزة جديدة في الوقت الراهن .. حيث تعمل هذه الأجهزة على مدار الساعة ودون توقف .
إلى جانب نقص المحاليل والأدوية الضرورية للغسيل والتي تصل كلفتها إلى 40 دولاراً للجلسة الواحدة لكل مريض .
زاد على ذلك توافد بعض المرضى من النازحين من المحافظات المجاورة لمحافظة الحديدة بسبب الحرب الدائرة رحاها منذُ مايقارب الأربعة أعوام .
البؤس والحرمان .. والآلام والمعاناة والشقاء ، أمور قد اعتاد عليها مرضى الفشل الكلوي وتعايشوا معها .
غير أن انتظار الموت .. هي أصعب اللحظات التي يعيشونها عند تأخرهم عن موعد جلسات الغسيل ، حيث تختلط لديهم الآلام مع مشاعر الخوف والقلق من مصيرهم المحتوم ، إذا مااستمر التأخير !!!
الكادر العامل في المركز من أطباء ومخبريين وممرضين وإداريين ، يقومون بأعمالٍ إنسانية جبارة .. حيث يعملون على خمس فترات في اليوم والليلة . 80% منهم يعملون بالأجر اليومي ؛ فيما 20% فقط هم الرسميين ودون مرتبات ، مايفاقم من حجم المأساة ويضاعف المعاناة .. لاسيما مع تدني المخصص المالي أو مايسمى بالميزانية التشغيلية ، وغيابه نهائياً في الأونة الأخيرة .
الأمر الذي جعل القائمين على المركز في حالة استنفارٍ دائم بحثاً عن قيمة الديزل لتشغيل المولد الكهربائي الخاص بالمركز .. لأن توقفه يعني توقف الحياة بالنسبة للمرضى ، وموت جماعي لمرتادي المركز من ذوي الفشل الكلوي ” إن في عاصمة المحافظة أو فروعه في مديريات/ باجل ، زبيد ، القناوص “.
المبنى الجديد الكائن في 7 يوليو ، والذي تم إنشاءه قبل عدة سنوات ليستوعب أعداد المرضى المتزايد ويقدم لهم خدماته الطبية .. الإ أنه تعثر لأسبابٍ غير واضحة.
إن تدهور الأوضاع الاقتصادية .. الذي رافقها قصور في الخدمات الصحية ، ونقص في أعداد الأجهزة والمحاليل الطبية .. الناتجة عن غياب الإمكانات ، جعل العديد من الجهات ورجال الخير يستجيبون لآهات المرضى وأناتهم ؛ فعملوا على تقديم مااستطاعوا من المساعدات .. غير أن ذلك لايكفي مع ازدياد أعداد المرضى وتوقف الدعم المالي .
نواقص أساسية .. واحتياجات ضرورية تعمل إدارة المركز والعاملين عليها ، بتفاعل الجهات المختصة ، وبدعمٍ من ذوي الأيادي البيضاء على توفير بعضاً منها .
*ويبقى السؤال الأهم هنا: – إلى متى سيتمكن القائمين على المركز من تقديم خدماتهم الصحية والإنسانية في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمرون بها..؟!!!
* وهي رسالة نوجهها للجهات المختصة ، ورجال الخير ، وكذالك المنظمات الإغاثية .. لتقديم الدعم العاجل لمركز الغسيل الكلوي بالحديدة .
رأفةً بحال المرضى ، ومراعاة لحالتهم الصحية الخطيرة ، وإنقاذاً لحياة المئات منهم …. ( ومن أحياها ؛ فكأنما أحيا الناس جميعاً )!!!