الحديدة نيوز_ عرفات مكي
من دكان لآخر في سوق المطراق وسط مدينة الحديدة ينتقل منصور أمين (38) عاما باحثا عن ملابس لأطفاله الخمسة تتناسب أسعارها مع إمكانياته المادية البسيطة
منصور الذي يعمل في مهنة التدريس يقول لموقع الحديدة نيوز” لم أستطيع شراء ملابس العيد لأطفالي بسبب غلاء أسعارها بشكل يفوق قدرتي وإمكانياتي المالية بحثت في عدد من المحلات لكن جميعهم متفقين على رفع أسعار الملابس…
ويضيف محدثنا ” أصبحت الملابس لمن إستطاع اليها سبيلا فقيمة البذلة الواحدة يكلف مبلغ 10000 ريال وهذا مبلغ كبير فأنا معلم وراتبي متوقف والمال الذي معي حصلت عليه من أصدقائي و لن يكفي لشراء كسوة العيد لأطفالي لكن سأضطر لشراء ملابس عادية لا تليق بحجم الفرحة بالعيد أو مشابهة لملابس أطفال جيراني…
إرتفاع جنوني
أما عصام محمد (45) عاما موظف بشركة تجارية ولديه سبعة أطفال لم يكن الأمر مختلفا معه فهو الآخر أصبح عاجزا عن شراء ملابس لأطفاله بعد أن إصطدم بغلاء الأسعار يقول عصام ” أنه متعود على شراء بذلتين ملابس لكل طفل لكن هذا العام لن أستطيع شراؤها فسأكتفي بشراء بذلة واحدة ومن الأنواع العادية
ويستغرب عصام من هذا الإرتفاع الجنوني والغير المعقول في أسعار الملابس والذي يختلف عن بقية الأعوام السابقة حيث بلغت الزيادة في بعض انواع الملابس بنسبة 50% وهو ما يجعل الأسر عاجزة عن توفير كسوة العيد لأطفالها……
ويطالب عصام الجهات المختصة بالنزول الى الأسواق ومراقبة الأسعار ومحاسبة التجار الجشعين الذين لم يراعوا ظروف الناس خصوصا في ظل إنتشار فيروس كورونا الذي حرم العديد من الناس مصادر رزقهم ووظائفهم…
موسم وغياب المنافس:
يبرر حسين هادي صاحب محل ملابس إرتفاع أسعار الملابس هذا العام بإرتفاع كلفة الإستيراد وإرتفاع صرف العملات الأجنبية مثل الدولار والسعودي وهي العملات التي يتم بها إستيراد الملابس من الخارج
ويضيف ” أن ما نسبته 80% من الملابس التي يرتديها أبناء اليمن مستوردة ولا يوجد منتجات محلية تنافس إضافة الى ان اغلب أصحاب المحلات يريدون تحقيق مكاسب خلال موسم الأعياد لأنهم يعرفون أن الطلب على الملابس يزداد فأسواق محافظة الحديدة ومديرياتها هذه الأيام مع إقتراب حلول عيد الفطر المبارك تشهد إزدحاما كبيرا من الأسر حيث بدأت تتوافد لشراءالملابس لأبناءها…..
الحصار سبب رئيسي:
الناشط الإقتصادي بسام أحمد يقول ” إن ظروف الناس المالية صعبة جدا خصوصا مع إستمرار توقف صرف الرواتب للموظفين وهو ما يجعلها عاجزة عن شراء الملابس التي تعد جزء أساسي من متطلبات العيد
ويرى بسام أن إستمرار الحصار ومنع وصول السفن التجارية الى ميناء الحديدة ضاعف من كلفة الإستيراد للملابس فالتاجر أصبح يدفع مبالغ مالية كبيرة كأجور النقل والضرائب والجمارك لأنها تصل الى ميناء آخر في محافظة بعيدة وهو ما يجعله يرفع من أسعار الملابس ليعوض خسائره وتعود كلها على حساب الزبائن…..