الحديدة نيوز- خاص – علاء الدين حسين :
منذ أن نزح مع أسرته من مدينة العمال بمحافظة الحديدة إلى العاصمة صنعاء في منتصف العام الفائت ، يسعى العشريني إسماعيل عجيلي إلى مساعدة أقرانه النازحين بشتى الوسائل ،لكن الظروف الاقتصادية السيئة كانت تحول دون مقدرة إسماعيل على ما كان يصبوا إلية .
وفي مطلع العام الجاري إستطاع إسماعيل استئجار حافلة متوسطة الحجم بغرض كسب الرزق ليعول أسرته ويتمكن من دفع إيجار المنزل الذي يقطن فيه هو وعائلته..
كان النازحين من أبناء الحديدة يتنقلون في حافلة إسماعيل ، بين الحين والآخر ،شأنهم كبقية ساكني العاصمة صنعاء الذين يعتمدون في تنقلاتهم على وسائل المواصلات العامة،كون أجرة التنقل مناسبة لكافة شرائح المجتمع.
مبادرة ذاتية :
وفي مبادرة ذاتية منه ،قرر إسماعيل أن يعفي أي نازح من محافظة الحديدة من دفع أجرة الراكب في الحافلة التي يسوقها.
يقول إسماعيل لـ”الحديدة نيوز”، “فكرت ،كيف سأستطيع خدمة أهالي الحديدة النازحين في صنعاء من خلال عملي،ووجدت أن ما أقوم به هو الفعل الأنسب،والحمد لله لم تؤثر مبادرتي على الدخل الذي احصل عليه في كل يوم ، ففعل الخير يأتي بالبركة وسأواصل ما أنا عليه “.
معنى التكافل :
وعن سؤالنا له حول مدى استفادته من مبادرة “إسماعيل” ، يقول عمر النجار،أحد نازحي الحديدة في صنعاء ” ليس المعنى في مبادرة الشاب إسماعيل هو المال ،ولكنه المعنى يكمُن في تفكيره الايجابي عندما أراد أن يمد يد العون لأهلة وإخوانه من كافة مناطق الحديدة المحافظة المنكوبة،ما يقوم به إسماعيل هو مثال لمعنى التكافل الاجتماعي في مثل هكذا ظروف “.
لقد ذكرني موقف الشاب إسماعيل النبيل بحديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما وصف “الأشعريين” وهم أهل “تهامة” بأنهم منه وهو منهم ،في الحديث الشهير الذي روي عن أبي موسى – رضي الله عنه – -: )إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة؛ جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم ..