الحديدة نيوز / خاص
شيع اليوم ظهراً بمدينة الزيدية بمحافظة الحديدة القاضي العلامة محمد بن أحمد عبدالقادر عجلان ، والذي وافته المنية عن عمر يناهز الواحد والثمانين عاماً بعد ثمانية عقود قضى ستة منها في تحصيل العلم وخدمة الأمة والشريعة الإسلامية الغراء من خلال ممارسته القضاء معاوناً لوالده حاكم قضاء الزيدية آنذاك ، زهاء عشر سنوات ثم توليه لمناصب قضائية خلال ثلاثة و أربعين عاماً عرف خلالها بالقول الحزم والكلمة الفصل .. سيدنا القاضي عجلان ، كما يطلق عليه شهرةً في اليمن عامة ، كان من مواليد ١٩٣٧ م ، في مدينة الزيدية وتلقى العلم بداية في كُـتّابها على يد المعلم فلاحة ، رحمهما الله ، ثم انتقل للتحصيل العلمي الشرعي في رباط مسجد الشيخ صائم الدهر على يد العلامة الكبير السيد حسين محمد الزواك (حسين مفتي ) ، ومن شيوخ دراسته السيد العلامة محمد بن محمد القديمي ، مفتي شمال تهامة الأسبق ، والسيد العلامة العارف بالله علي عبدالرحمن القديمي والسيد عمر أبوبكر صائم الدهر قيم جامع صائم الدهر الأسبق ، رحمهم الله جميعاً … ثم بعد أخذ إجازة من شيخه حسين مفتي و نظراً لتقدم السن بوالده الحاكم التحق بالعمل في محكمة قضاء الزيدية كاتباً ومعاوناً لوالده ، وبعد إحالة والده للمعاش وتعيين حاكماً للقضاء بديلاً عنه في العام ١٩٦١م ، عمل مساعداً للحاكم الجديد القاضي فضل الإرياني وقتها ، وعند قيام ثورة ٢٦/ سبتمبر الخالدة في العام ١٩٦٢م ، هرب حاكم القضاء إلى بلاده مخلفاً العمل واعباءه للشاب العلامة الفهامة في المجال الذي نشأ في كنفه ومارسه منذ نعومة اظفاره ، وحينما زار الرئيس السلال مدينة الزيدية في العام نفسه و وجده مضطلعاً بدور الحاكم باقتدار وشجاعة لا تهاب خطورة المرحلة ، عينه تعييناً فورياً حاكماً لقضاء الزيدية ، ليبدأ بعدها مسيرة قضائية بدور مباشر متنقلاً في محاكم قضائية متعددة منها عبس و الزهرة والمراوعة و المنصورية وحيس وبيت الفقيه وجنوب مدينة الحديدة والشعبة الشخصية في استئناف محافظة المحويت والشعبتين الشخصية والجزائية باستئناف الحديدة والتي أحيل بعدها للمعاش في العام ٢٠٠٤م . وكذلك أضطلع لمرات عديدة بدور رئيساً لمحكمة القضايا المستعجلة ، في فترات العطل القضائية المتعددة ، نظراً لكونه قاضياً حصيفاً و خبيراً ماهرا .. وافته المنية في الساعة الثامنة والنصف من ليلة أمس الثلاثاء نهار الأربعاء في مستشفى الدكتور عبدالقادر المتوكل بمدينة صنعاء ، بعد معاناة مريرة مع المرض … تغمده الله بواسع رحمته وألهمنا جميعاً الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون ..