تأثيرات فيروس كورونا لم تترك جانباً من جوانب الحياة إلا وأمتدت إليه وأثرت فيه بما في ذلك حفلات الزواج التي كان يخطط لإقامتها المقبلين على الزواج فتغيرت الكثير من العادات والتقاليد الإجتماعية التي تقام في مثل هذه المناسبات…
في محافظة الحديدة (غرب اليمن )إضطر المئات من العرسان إلى تأخير موعد زفافهم بينما البعض إقتصر مراسيم الزواج على أسرته فقط ودعوة أصدقاءهم لمشاركتهم أفراحهم بالتهاني عبر الإتصال أو الرسائل والنشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي…
مبادرات وخيارات يفرضها كورونا:
العرسان ابراهيم وعبد الرحيم وخالد أشقاء ثلاثة منذ عدة أشهر وهم يخططون لمراسيم حفل زفافهم لكن إنتشار كوفيد 19 غير كل شيء مما أضطرهم إلى إلغاء مراسيم الزفاف..
يقول والد العرسان حسن هديش لموقع “الحديدة نيوز” كنت أنوي إقامة حفل زفاف لأولادي حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها ويشاركنا كل الأهل والأحبة هذه الفرحة لكن مع إنتشار فيروس كورونا ألغينا مراسيم الزواج حرصاً على سلامة وصحة الجميع وأكتفينا بدعوة الأصدقاء لتقديم التهاني للعرسان عبر الرسائل ..
والد العرسان: حرصنا على سلامة الجميع وألغينا مراسيم الزفاف
وأضاف “مبادرتنا بإلغاء مراسيم الزفاف نالت إستحسان الكثير الذين رأوا أنها مبادرة إيجابية تدل على مدى وعينا وحِرصِنا على الجميع خصوصاً وأن حفلات الزفاف يجتمع فيها الكثير من الناس ونحن في ظل ظروف صحية إستثنائية
وأشار والد العرسان “أنه تم إقامة الزفاف لأولادة بمراسيم بسيطة جداً وشاركنا الكثير من الأحبة فرحتنا بالتهاني للعرسان عبر الإتصال والرسائل النصية وهذا ما أسعدنا كثيراً…..
العريس أحمد جبلي من مدينة الحديدة هو الآخر بادر بإلغاء مراسيم الزواج وقام بدعوة أصدقاءه بالبقاء في منازلهم وتهنئته عبر الهاتف أو مواقع التواصل الإجتماعي
وتأتي هذه المبادرة من العريس أحمد إلتزاماً منه بالإجراءات الوقائية والإحترازية ضد فيروس كورونا والتي تدعوا الى عدم التجمعات منعاً لإنتشار الفيروس وحفاظاً على صحة الجميع..
عرسان يأخرون موعد زفافهم :
بينما الشاب حسين محمد والذي كان موعد زفافه في شهر أبريل الماضي كان أمام خيارين إما تأجيل الزفاف أو الرضوخ لحفل زفاف يقتصر على أفراد الأسرة فقط وكلاهما خيارين لم يروق أحدهما له فهو منذ سنوات وهو يحلم بموعد زفافه لكن رضخ أخيراً بعد التشاور مع أسرته وأسرة زوجته إلى تأجيل موعد زفافه حتى يزول خطر فيروس كورونا
ويقول لموقع” الحديدة نيوز” أنه إتخذ قرار تأجيل موعد زفافه لإنه يرغب بإقامة مراسيم الزواج كاملة حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها ولن يرضى بأن يتزوج دون إقامة حفل الزواج لأنه يرى أنها ستكون فرحة غير مكتملة ..
ويشير محدثنا” إلى أن الكثير من الشباب والفتيات فضلوا تأجيل الزواج بسبب الظروف الصحية التي تعيشها الحديدة كغيرها من المدن اليمنية والعالم وذلك لإصرار عائلاتهم على اتباع كافة مراسم الزواج التقليدية..
ومنذ إكتشاف عدد من الحالات المصابة باليمن بفيروس كورونا أصدرت اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة بمحافظة الحديدة عدداً من القرارات منها منع إقامة حفلات الأعراس بسبب التجمعات والإزدحام الذي يحصل فيها والذي قد يكون سبباً لإنتشار الفيروس في حال وجود شخص مصاب وهو ما جعل المقبلين على الزواج يتقبلون الأمر الواقع فمنهم من ألغى زفافه ومنهم من أقتصر حفله على العائلة فقط…
الناشط الإجتماعي : أمامنا فرصة لابد أن نستغلها:
الناشط الإجتماعي عصام محمد يقول “الحديدة نيوز” صحيح أن المقبلين على الزواج لم يعجبهم هذا الوضع وكلهم يرغبون بإقامة حفلات بمناسبة زواجهم لكن أرى أن المجتمع أمام فرصة كبيرة للتخلص من الإلتزامات المادية المكلفة التي تتطلبها مثل هذه المناسبات خصوصاً إقامة الولائم التي تعد شرطا من شروط مراسيم الزواج باليمن وتكلف مبالغ باهضة قد تتراوح مابين 500 الف الى مليون ريال يمني إضافة إلى القاعات التي يجتمع فيها الضيوف ويتم حجزها بمبلغ يصل مابين 50000_ 200000 ريال
ويضيف محدثنا “إن الزواج في زمن كورونا وفر الكثير من المال التي كانت الأسر تنفقها على حفلات الزواج والتي كانت تقف عائقا أمام من يرغب بالزواج من الشباب الفقراء ومحدودي الدخل فالآن أصبح الزواج لا تبذير ولا حفلات تتطلب أموالاً كثيرة.
تكاليف باهضة :_
وكان عدد من رواد مواقع التواصل الإجتماعي باليمن قد رحبوا بمبادرة عدد من العرسان إلغاء مراسيم الزواج ودعوا إلى كل من هو مقبل على الزواج أن يحذوا حذوهم وذلك من أجل الحفاظ على صحة الجميع وكذا من أجل توفير المال وتشجيع المجتمع على إلغاء العادات والتقاليد المرتبطة بحفلات الأعراس والتي تكلف مبالغ مالية باهضة يتحملها العرسان وتثقل كاهلهم وقد تكون سبباً في تأخر عدد من الشباب عن الزواج لعدم وجود المال الكافي لإقامة المراسم التي يتم التجهيز والتحضير لها قبل الزفاف بأيام كثيرة …
ويعاني الشباب في اليمن من إرتفاع المهور للنساء ففي الحديدة يصل مهر الفتاه إلى أكثر من مليون ريال يمني ما يعادل 1700 دولار وهو مبلغ كبير إضافة إلى نفقات أخرى يفرضها أهل العروسة مثل مبالغ الميك اب مع فستان الزفاف والتي تصل إلى 200 الف ريال يمني إضافة إلى أن هناك من يشترط الحصول على الذهب من العريس وهذا ما يجعل الشباب عاجزين عن الزواج …