الحديدة نيوز – محمد الشميري-خاص:
أدت الحرب التي تدخل عامها السادس في اليمن إلى خسارة العديد من الناس لأعمالهم وفقدان وظائفهم في كافة القطاعات الحكومية والتجارية،وعلى وقع أزيز الرصاص ودوي المدافع إضطر الكثيرين لإغلاق العديد من المطاعم والمحال التجارية التي يمتلكونها. ووفقاً لإحصائيات رسمية فقد بلغت الخسائر التي مني بها القطاع الخاص في اليمن بسبب تداعيات الحرب نحو 75مليار دولار،كما أدت الحرب إلى تضرر العاملين في مختلف الأنشطة التجارية بأضرار جسيمة ونفسية مختلفة ، وفقاً لإحصائيات رسمية يمنية .
خسارة لقمة العيش:
محمد العليمي،شاب ثلاثيني إضطرإلى بيع مطعم الفول الشهير الذي يملكه، في مدينة العمال بمحافظة الحديدة،من أجل تسديد الديون التي تراكمت عليه،بسبب ضعف إقبال الزبائن الذين كانوا يترددون على مطعمه قبيل إندلاع الحرب. يقول العليمي في حديثه لـ”الحديدة نيوز”،«حينما إشتدت وتيرة النزوح من مدينة الحديدة ة تراجعت مبيعات المطعم،وضعفت إيراداته،حتى أنني لم أستطع تغطية متطلباته،فاضطررت إلى بيع بعض أثاث المطعم في محاولة لإنقاذه لكن الوضع زاد سوءاً، ولم أستطع دفع الإيجارات والوفاء بمستحقات العاملين إلى أن قمت بإغلاق المطعم الذي كان مصدر دخل وحيد لأسرتي وللعديد من أسر العمال».
ويضيف،القول « لم يكن إغلاق المطعم سهل على نفسي حيث قضيت سنوات العمر وانا فيه لأصبح عاطل عن العمل لاأقدرعلى توفير قوت أسرتي ولم أجد عمل في مكان آخر حيث أن الحرب لم تستثني أحد في اليمن، فإن لم تصلك رصاصات السلاح تصلك رصاصة الحصار الذي لاتقل تاثيراً وفتكاً بالمواطن المغلوب على أمره».
أمل جديد :
مع إطالة أمد الحرب،عام بعد أخر،قررالشاب العليمي أن لا يستسلم للإحباط الذي كان ينتابه بعد أن مكث لسنوات وهوعاطل عن العمل،حيث قررأن يستأنف نشاطه في بيع الفول،ولكن ليس في ذات المكان الذي إنطلق منه،ولا في محل مكون من أربعة جدران وسقف.
يتحدث العليمي لـ”الحديدة نيوز”كيف أنه إستطاع أن يتجاوز محنته حينما قام بتجهيز عربة تحمل قدراً كبيراً ليصنع فيه الفول الذي إشتهر بمذاق متميزلدى زبائنه،قائلاً«بدأت بالتفكير بحلول بديلة فجائت فكرة العربة حيث اشتريت عربة سيكل ووضعت ماتبقى من أدوات المطعم عليها وبدأت بتجهيز الفول في قدر والنزول إلى أمام منطقة حراج المغتربين بالمقوات الجديد لبيع الفول».
لم تكن بداية إستئناف محمد العليمي نشاطه في الطبخ وبيع مايطبخه مشجعه،فمدينة الحديدة مايزال الناس فيها غيرمتشجعين للمارسة طقوسهم التي إعتادو عليها قبيل الحرب، لكن بالقليل من الصبر والكثير من العزمية بدأ الزباين الإقبال على شراء وجبة الفول مساء كل يوم من عنده،كمايقول العليمي.
رويداً رويداً أصبح الشارع الذي يبيع منه العليمي الفول عبر عربته المتواضعة مكان يُقبل عليه الناس،بسبب تميز الفول الذي يبيعه العليمي بطعم لذيذ وسعر مناسب ،وفقاً لحديث ماهر القباطي ،أحد الزبائن الذين يفضلون تناول وجبة العشاء من عند العليمي.
يقف العليمي اليوم بكل حب مستقبلاً القادمين إليه من الزبائن الذين تعودوا على إكمال يومهم بوجبة من الفول اللذيذ متحدياً ظروف الحرب،ولسان حاله لأبد من التفاؤل.