العمري ..عندما يتحدث العالم عن وطنه تهامة اليمن
بقلم / جمال عبد الرحمن الحضرمي
بتواضع العلماء كان يتنقل بين مدينتي بيت الفقيه وزبيد بحثا عن معلومات او الاستفادة من عالم او الاقتباس من مصدر علم كي يكتب ما ينبض به قلمه في صبر وحكمة فيكون كتابا ، ويسعى لمعرفة حدث تاريخي او مشاركة أدبية داخلية او خارجية كي يبرز الفن الشعبي لتهامة ويتحدث عنه حديث العارف العاشق ، فيصبح ذلك الحديث مرجعا يعتمده الباحثون ويوثق في دراسات المجتهدين ليصبح مرجعا يعتمد عليه فشارك في العديد من المهرجانات نع فرقته الشعبية ومثل اليمن وتهامة احسن تمثيل .
الأستاذ/ عبدالله خادم احمد العمري هو حارس الثقافة الشعبية التهامية ومصدر قولها ومرجعها للكتاب والادباء ، فيميز بين لهجاتها الشمالية والجنوبية والوسطى مرجعا ذلك الى أصولها اللغوية وأمهات الكتب التي يوردها ووضحها في كتابه الامثال اليمانية في اللهجة التهامية ، وهو بذلك أصل للهجة التهامية والامثال اليمانية تأصيل العالم المجتهد ، وحاول مجتهدا توثيق بيوت العلم وأماكن تواجدها في اليمن وتهامة كي يعطي رسالة مفادها (بالعلم فقط تبنى الحياة )، ولكن عجز عن ابراز ذلك فالتحق بأحداث عام 2011م ثائرا صادقا وواجه قوى مختلفة شاركته تلك اللحظات ولم تصدق في توجهها فيما بعد وقد كان من اهم من تحدث عن القضية التهامية التي برزت في تلك الفترة ، وأسس منتدى العمري في بيت الفقيه ، ونقله الى صنعاء بمواقع مختلفة ، له العديد من الأبحاث والدراسات والقصص والمسرحيات وإلى جانب ذلك له مساهمات في كتابة الشعر الغنائي الشعبي وصدر له كتاب الشعر الشعبي المغنى في تهامة ، ما مات العمري بل استوفى خدمته للعلم بالانتقال السلس الى الاخرة لكي يستوفي اجره من الله بعد ان تركته كافة المؤسسات الأدبية والثقافية في بلد الجهل وزمن الحرب ، رحل عنا الى جنة عرضها السموات والارض -بإذن الله –عن عمر ناهز الواحد والسبعون عاما فهو من مواليد عام 1950م ، رحمك الله يا استاذ / عبد الله العمرى واخلف عنك جيلا قد يستفيد من علمك وتراثك الفكري الهام الذي هو بحاجة للإبراز والطباعة والنشر مستقبلا .
شكرا لهذا الموقع المتميز .