الحديدة نيوز / خاص
اعتاد سكان صنعاء على أن تبدو الشوارع خالية بشكل ملحوظ مع عيد الأضحى المبارك، ذلك أن الغالبية إما يذهبون لقضاء إجازة العيد في قراهم الريفية، أو يذهبون إلى التنزه في المدن الساحلية، وبسبب الأوضاع غير المستقرة في عدن منذ سنوات، كانت الحديدة هي الوجهة الأهم لقضاء العيد خارج العاصمة. هذا العام، تغيرت الظروف، ليس فقط لصعوبة الذهاب إلى الحديدة، بل لتواجد مواطنين من الأخيرة كنازحين في صنعاء، يقضون أيام العيد بعيداً عن البحر للمرة الأولى.
وخلال اليومين الماضيين، اكتظت الحدائق العامة في العاصمة بـ«الأمواج البشرية»، وفق وصف أحد الزوار لـ«العربي»، وخصوصاً مع فترة المساء، التي يتسابق خلالها الزوار على احتلال أماكن لجلوسهم مع عائلتهم أو كأفراد، وتشكل الازدحامات أحد أبرز ما يشكو منه رواد الحدائق العامة، مع قلة عددها ومساحاتها في الأصل بالمقارنة بالكثافة السكانية في العاصمة.
ومن بين عشرات الآلاف من المواطنين من رواد الحدائق، يشكل النازحون من المحافظات إلى صنعاء أحد أبرز مظاهر الحضور في حدائق العاصمة وأماكنها العامة، وخصوصاً من محافظة الحديدة التي تسبب التصعيد العسكري فيها منذ شهور بنزوح أعداد كبيرة إلى العاصمة، لا يقتصر وجودهم على مراكز الإيواء بل يشمل كذلك العديد من الأسر التي استطاعت توفير نفقات إيجار شقق لسكنها في أحياء العاصمة، وحتى على مستوى العاملين بوسائل المواصلات (الدراجات النارية) وغيرها من الأماكن العامة.
خالد عبدالله، الذي يملك أحد محلات الجملة لمواد البناء في صنعاء، اعتاد أن يقضي أياماً في عيد الأضحى مع عائلته في إحدى المدن الساحلية، وكان يتوجه إلى عدن بشكل شبه منتظم حتى العام 2009، مع تصاعد الحوادث الأمنية، اختار الحديدة، لكنه هذا العام، وجد نفسه مضطراً للاعتذار لأطفاله، عن أي زيارة خارج العاصمة. وتؤكد مصادر في أسرته لـ«العربي» أنها كانت النزهة الوحيدة خلال العام خارج مقر عمله وأسرته في صنعاء.
في حديقة سعوان التي زارها مع أطفاله، يوم عيد الأضحى، تفاجأ خالد أن بعض معارفه في الحديدة الذين كان يلتقيهم خلال الزيارة أو من زبائن سوقه التجاري، يقضون العيد في صنعاء، على عكس ما كان يحدث باستقبال الحديدة آلاف الأسر من صنعاء ومحافظات أخرى، لكن الذهاب إليها اختلف هذا العام، بعد التصعيد العسكري وحتى في العامين الماضيين كانت الحرب أثرت على نسبة من يحرصون أو يقدرون على قضاء العيد خارج مدنهم، لأسباب مادية أو أمنية.
ماهر شاب ثلاثيني، وأب لخمسة أطفال، نزح من الحديدة إلى صنعاء ويعمل سائق باص (حافلة 15 راكباً)، يقول لـ«العربي»، إنه أنفق كل ما يملك لشراء الباص لإعالة أسرته التي نزح معها إلى صنعاء، بعدما ترك أرضه الزراعية التي كانت مصدر دخله بالحديدة، ويشير إلى أنه لا يعرف صنعاء ولا شوارعها، الأمر الذي يسبب له مواقف محرجة، ويحاول التخلص منها بسؤال سائقي الباصات وبعض الركاب، ومثله توجد العديد من الحالات، كسائقي دراجات نارية يفاجئون من يستوقفهم بأنهم لا يعرفون عن صنعاء الكثير، وأنهم نزحوا من الحديدة مؤخراً.
السبعين ليست مغلقة
تعد حديقة السبعين أكبر حدائق العاصمة صنعاء، وتداولت بعض المواقع مؤخراً خبراً عن إغلاقها بسبب أزمة بين المستثمر في حديقة الألعاب عبدالله المغشي وبين السلطة المحلية في أمانة العاصمة التي تملك الأرض، وأكد مصدر محلي لـ«العربي»، أن الخلاف تم حله قبل العيد بيوم واحد، مشيراً إلى أن الحديقة الآن، باتت في «يد المستثمر»، عقب انتهاء الخلاف بينه وبين أمانة العاصمة.
تحسين الحدائق
تعرضت العديد من الحدائق في العاصمة في الأشهر الأخيرة، لعمليات تحسين وتشجير بتمويل الصندوق الاجتماعي للتنمية، بما فيها حديقة الثورة في منطقة الحصبة وحديقة سعوان وحديقة الحيوان. في أول أيام العيد، دشن أمين العاصمة حمود عُباد اليوم، مشروع شلال حديقة الثورة والذي تم انجازه «وفق تصميم هندسي وجمالي فريد»، بحسب وكالة «سبأ» التي نقلت عنه أن هناك حرصاً على «تأهيل وتطوير الحدائق والمنتزهات العامة بمختلف المديريات لتوفير أماكن مناسبة للموطنين للتنزه والراحة في العطل والمناسبات»، مضيفاً أن «أمانة العاصمة لن تقبل بحدائق جافة وميتة كونها احد المتنفسات الهامة لسكان العاصمة والنازحين من المحافظات الأخرى». ” العربي ” ..