الحديدة نيوز- عبده احمد
“احلم بأن أصبح طبيبة ، أعالج ابناء قريتي ، لكن لم يسمح لي والدي بمواصلة تعليمي” بهذه الكلمات بدأت حديثها الفتاة الشابة (زهراء حسين 20 عاماً) لموقع الحديدة نيوز من ابناء قرية اليومين بمديرية المراوعة
زهراء التي تسكن في قرية اليومين بمديرية المراوعة درست حتى الصف السادس ولم يسمح لها بعدذلك بمواصلة التعليم ، حيث تقول ” كنت احلم باكمال تعليمي والالتحاق بالجامعة او معهد ، من أجل دراسة المجال الصحي لأخدم مجتمعي ، للأسف لم توافق اسرتي على استمراري في التعليم ، والدي يريد مني ان اساعده في المزرعة وكذا أن أقوم بجلب الماء لأسرتنا .
وتضيف زهراء: كغيري من فتيات القرية لدينا طموحات واحلام نتنمنى ان نحققها ، لكن لا يسمح لنا أن نفعل شيء ، الفتاة في هذه القرية يسمح لها فقط بالعمل في المزرعة وجلب المياه اضافة الى اعمال المنزل، وهذا ظلم كبير لنا كفتيات ، نحن قادرات على العمل في الكثير من المجالات .
وتتساءل زهراء: لماذا الفتاة الريفية محرومة ومظلومة ولا تنال حقوقها مثل بقية الفتيات في المدن ، نحن ايضاً لدينا القدرة على النجاح والمشاركة في بناء المجتمع وتنميته، أشعر بالقهر لأن احلامي لا استطيع تحقيقها ، بينما ارى الفتيات في المدن يحصلن على بعض من حقوقهن ويحققن طموحاتهن ، الفتاة الريفية مظلومة ولا يوجد من يقف معها ، الجميع تخلوا عنا وتركونا مكبلين بقيود العادات والتقاليد التي لا يزال المجتمع يسير عليها وكانها قوانين .
وفي هذا السياق تقول سلمى الفتاة الريفية أصبح الجميع يعرف بأن مهامها فقط جلب الماء او الحطب ، ولذلك فان الأسر تحرم بناتها من الدراسة من اجل القيام بهذه الاعمال أو العمل بالمزرعة ،ولهذا تجد أغلب فتيات القرية لم يكملن الدراسة ، نحن بحاجة الى ان يكون من فتيات القرية يعملن في مجال التعليم او الصحة وهذا قد تجد فتيات على عدد الاصابع .
وفي الوقت الذي لاتزال الفتاة الريفية في محافظة الحديدة تعاني من حرمانها من الكثير من الحقوق ، يحتفل العالم يومنا هذا 15 اكتوبر باليوم العالمي للفتاة الريفية والذي حددته الجمعية العامة، بموجب قرارها 136/62 [2] المؤرخ في 18 كانون الأول/ديسمبر 2007 [3] الخامس عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر بوصفه يوما دوليا للمرأة الريفية، وذلك تسليما منها ’’بما تضطلع به النساء الريفيات، بمن فيهن نساء الشعوب الأصلية، من دور وإسهام حاسمين في تعزيز التنمية الزراعية والريفية وتحسين مستوى الأمن الغذائي والقضاء على الفقر في الأرياف
الناشطة المجتمعية حنان الجنيد تشير في حديثها لموقع الحديدة نيوز ” الى ان الفتاة الريفية لديها طموحات كبيرة واذا اتيحت امامها الفرصة فانها ستنجح وستساهم بشكل كبير في تنمية مجتمعها الريفي ، لكن للأسف لازالت مهمشة ولا تحظى بأي اهتمام ، وهو ما يجعلها تعيش حياتها بين المزرعة والمنزل فقط .
وترى حنان بأن اليوم العالمي للفتاة الريفية 15 اكتوبر يعد مناسبة مهمة لتسليط الضوء على فتاة الريف ، والتذكير بها وبمعاناتها ، وفرصة للمطالبة بحقوقها ، فهي محرومة من أبسط حقوقها التعليم ، وذلك بسبب العادات والتقاليد او لعدم وجود مدارس بالقرى ، اتمنى من الجهات المختصة دعم الفتاة الريفية ، وبناء مدارس في القرى والأرياف من أجل محو أمية المرأة الريفية ، كما أدعو الى تمكين الفتاة الريفية والاستفادة من قدراتها في تنمية المجتمع ، فاذا ما اتيحت لهن الفرصه سنجدهن يعملن في مجالات خدمية متعددة .
بينما “فاتن محمد ” ناشطة اجتماعية تقول لموقع الحديدة نيوز :يأتي الخامس عشر من اكتوبر في كل عام ولا تزال الفتاة الريفيةُ غارقةً في ظلامِ مجتمعها ، مكتظةٌ بالواجبات مدفونةٌ بمشاهد التغييب والإقصاء ، أول تلك المشاهد تهميش قضاياها وحرمانها من شتَّى حقوقها ، بإطفاءِ مصابيحها على قارعةِ الجهل،فأبسط تلك الحقوق حقها في التعليم ،ذلك الطريق الذي إنْ فُتِحَ لها بعد طولِ عناءٍ توقَّفَتْ في بدايتهِ أو في منتصفِه ،ليقومَ الجهلُ بوأدِ ما تبقى من أحلامها وطموحاتها .
وتشير الى انه في الآونة الأخيرة ازدادت حوادث العنف الأسري ضد الفتيات وعلى وجه التحديد إجبارهنَّ على الزواج المبكِّر ،حيث تُسلَبُ غالباً حقوقهن وإرادتهن في اتخاذ قراراتهنّ ، ويتم إجبارهنَّ بالزواج قبل نضجهنَّ ودون مراعاةٍ للمخاطر والآثار السلبية المترتبة على ذلك .
وترى أنَّ الفقر في الريف أحد أبرز الأسباب المؤدية لإقدام الآباء وأولياء الأمور على اتخاذ تلك القرارات الظالمة بحقّ بناتهم إضافةً إلى الجهل وقلة الوعي في المجتمعات الريفية .
بينما ترى الناشطة المجتمعية ” حنان الهادي ” – أن الفتاة الريفية أصبح الكل ينظر اليها بأنها لاتصلح الا للزراعة وجلب المباه والعمل داخل البيت فقط ، وهذه النظرة خاطئة فالفتاة الريفية ، طموحة وقادرة على القيام بكل الأعمال ،والمشاركة في بناء المجتمع ، لكن للأسف تم حصرها في اعمال محددة فقط، وهذا ما جعلها تعيش هذه العزلة ، ولا يتم السماح لها حتى بممارسة أبسط حقوقها ، مثل الموافقة على شريك حياتها الزوج ، حيث تقوم الكثير من الاسر بقبول الزوج دون اخذ اذن الفتاة.
وتضيف حنان ” أن اليوم العالمي للفتاة الريفية 15 اكتوبر ، يعتبر محطة للتذكير بمعاناة الفتاة الريفية في الحديدة بشكل خاص واليمن بشكل عام ، ولكن للاسف لانجد تغطية اعلامية من وسائل الاعلام لهذا اليوم ، وهو ما يساهم في بقاء الفتيات الريفيات في خانة الحرمان .
وفي نفس السياق تتحدث (يسرى حسن) عاملة في إحدى المنظمات الغير حكومية قائلة ” : إن الفتاة الريفية في الحديدة ، لديها طموحات كبيرة ، ونجد البعض منهن عندما تتاح لهن الفرص يتفوقن ، سواء في مجال التعليم او الصحة وغيرها من المجالات ، لكن تظل النسبة الكبيرة لازالت تعاني من الحرمان ، فالعادات والتقاليد هي أكبر سبب في حرمانها من حقوقها ، فالأسر الريفية ترى انه من المعيب ان تواصل الفتيات تعليمهن او الالتحاق بالجامعة ، او الخروج والمشاركة في الأنشطة والفعاليات المجتمعية .
وتشير الى ” أن المرأة الريفية تحرم من حقوقها وتَشْوِيْه ربيعها قبل أوانه بتزويجها مبكراً وجعْلها عرضةً للدمار الذاتي والأسري والمجتمعي ،وهناك الكثير من الحقوق التي تُحرم منها و يتكاتف عليها الجميع محيطاً و بيئةً وظروفا لحرمانها إياهافكيف تكتمل المجتمعات ؟؟أوَ ليست هي النصف الآخر لنفسِ المجتمع ؟؟ فكيف يكون المسؤول عن هدمهِ إذن هو نصفه الآخر ؟؟!! على الرغم من أن إعطاء المرأة حقوقها هو في صالحه دائما !! ”
وتتساءل” ما ذنب تلك الأحلام وتلك الطموحات ؟أ لم يئن لصباحاتها أن تكتملَ كغيرها ؟ ” .
وترى سماح “أن المجتمع الريفي بحاجة الى توعية ،سواء عبر وسائل الاعلام أو الخطباء والمرشدين او الناشطين والحقوقين ،وذلك بحقوق المرأة وتشجيعهن على السماح لفتياتهن بالتعليم والمشاركة في بناء المجتمع ، وانهن تقع على عاتقهن ايضاً مسؤولية كبيرة في تنمية الأسرة والمجتمع .