القرية التهامية…الفن والتراث جسد واحد

‏  4 دقائق للقراءة        667    كلمة

تهامهه

القرية التهامية…الفن والتراث جسد واحد

الحديدة نيوز- فتاح المقطري

في ذات الوقت الذي تغزو فيه ثقافة الآخر الدخيلة المجتمع اليمني في الملبس، والعادات والتقاليد ينزوي الموروث  الشعبي ، وتغيب   بعض العادات   والتقاليد، وهو الأمر الذي   يهدد بانقراض  التراث ، الإنساني والفلكلوري اليمني الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من  الثقافة ، والموروث الشعبي.. أمام ذلك الغزو لابد من أفكار جادة لإزالة الصدأ عن موروثنا وإعادة الاعتبار إليه .

في هذا السياق تلتقي الأسرة والتنمية الأستاذ محمد سلمان ـ مدير قسم الموروث الشعبي بالحديدة، باعتباره واحداً من عشاق  التراث، وابتكر ظاهرة فريدة للحفاظ عليه وابرازه بعد أن أثّرت فيه زبيد التي نشأ وترعرع فيها. في مدينة الحديدة ولدت فكرته بعد ترحيب من رجل الثقافة الأول فيها علي دهيس ـ مدير مكتب الثقافة بالمحافظة – وعلى فناء مكتب الثقافة بالحديدة – التي كانت خرابة حسب قوله ، واستمر بتسويق الفكرة وتسوية الفناء 3 أشهر لاحتضان تلك المجسمات  التي وضعها الحرفيون بعناية لتُشكّل القرية التهامية وفق تصور بسيط لقرى مدينة العلم  والعلماء.. و يأمل سلمان من المهتمين دعم مشروعه بهنجر  يساهم في الحفاظ على المجسمات، لاسيما الأزياء من تأثير الشمس  والعوامل  الأخرى.

إحياء القرية التهامية

على مساحة تقدر بـ 5 أمتار طولاً ، و25متراً عرضاً ، في فناء مكتب الثقافة بالحديدة،  نَصَبَ محمد سلمان قريته التهامية من مواد بسيطة:طين ، وقطن ، وحبوب، وعلف، بهيئة مجسمات للحرفيين والحرفيات الذين سعوا إلى بث الحياة فيها مُكتفين ذاتياً  من  متطلبات إضافية  إلا  ما ندر (كيروسين، وسكر .. إلخ) والذي كان يأتي من خلف البحار .

بهذه القرية يريد محمد سلمان أن يبرهن على أن الماضي كان أفضل، وشهد اكتفاء ذاتياً في كل عناصر الحياة، وأن أبناء القرية التهامية ( أكلوا  مما زرعوا، ولبسوا  مما صنعوا) وفقاً لحكمة شهيرة  لديهم ..

تهامهههه

تصوُّر بديع لقرية لم تكتمل

رغم ان هذه القرية كلّفت من الوقت عاماُ كاملاً من العمل الدؤوب  والمتواصل لتُفتح رسمياً من سلطة الحديدة المحلية تحت بند المعرض الشعبي التهامي، إلا أن العمل مازال جارياً على قدم وساق  لاستكمالها، بعدما بدأت بتصور بسيط  لقرية  صغيرة من زبيد  تشكل مكوناتها على النحو التالي :

مدينة زبيد : يُبرز التصوّر مدينة زبيد    بما تحتويه من فنون  ومبانٍ  ومنحوتات ومصانع يدوية، وكيف كانت القوافل تأتيإليها من مناطق بعيدة  للتجارة  .. أما كاتلوج القرية فيظهر فيه :

مشهد البيت التهامي : وأهم ما يحويه  من أعمال  داخلية حيت للمرأة  دور  كبير فيه ، يتمثل بجمع الحطب، ونقل الماء، والخياطة، واستخراج  مشتقات الألبان ..إلخ .

سوق القرية : يتكون من مصانع صغيرة    لصناعة الحرف اليدوية، والتي تشتهر بها اليمن عموماً، كصناعة الخيزران ، والحياكة، وأهمها  حياكة  المقاطب، والمفارش، وندف القطن، وصناعة   الجلود ، والفضة، والنحاس،  والياجور   الفاخر .

بناء العريش : يختلف عن العشة التي تشتهر بها كل المناطق التهامية، ويُعطي منظراً جميلاً عندما تتم تغطيته بالقش من  أعلى، وأحياناً تُغطى الجوانب بالطين، ويوضع في مقدمته  سقف  صغير  من جذوع النخل .

القرية اليمنية .. تراث خالد

حول إمكانية عمل تصور آخر لقرى أخرى من محافظات يمنية مختلفة لتعزيز تنوع الموروث الشعبي لليمن بشكل عام يؤكد محمد سلمان  أن عمل قرى يمنية أخرى ـ تعزية، وصنعانية.. إلخ ـ أمر ممكن فيما يتعلق بالأزياء والحرف، نظراً لأن كل القرى اليمنية تشترك في مقومات تراثية واحدة، والاختلاف فقط بالزي  الشعبي..

ينشغل محمد سلمان حالياً بمشروع آخر، ويعكف على إنجازه، وهو جمع الأهازيج الشعبية التهامية في كتاب ، بالإضافة إلى  جمع حكايات من تهامة  إذا ما توفر الدعم حد قوله.

تهااااااااا

عن  مجلة الأسرة والطفل

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *