أعلنت الولايات المتحدة عزمها تشغيل الدرع الصاروخية في إحدى القواعد العسكرية شرق أوروبا بدءً من اليوم الخميس، فيما إعتبرته روسيا تهديداً للاستقرار الاستراتيجي في القارة.
وقال روبرت بل مبعوث وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى حلف شمال الاطلسي (الناتو) في تصريحات للصحافيين اليوم ان “لدينا الآن القدرة على حماية حلف شمال الأطلسي في أوروبا”.
وفيما قال ان الدرع الصاروخية والتي بدأ تشغيلها في قاعدة ديفيسيلو في رومانيا ستسلم لقيادة حلف شمال الاطلسي قريباً، اكد المسئول الامريكي ان هذا “النظام ليس موجهاً ضد روسيا” وانه موجه ضد ايران .
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت التقارير عن بدء الولايات المتحدة بناء موقع للدرع الصاروخية في موقع ثان في بولندا غداً الجمعة، حيث من المقرر أن يكون جاهزاً في 2018م وهو ما سيوفر للحلف حماية دائمة على مدار الساعة بالإضافة إلى أجهزة الرادار والسفن الموجودة بالفعل في البحر المتوسط.
وكانت الحكومة الأمريكية قد وافقت على إنشاء الدرع للمرة الأولى عام 2007م ثم ألغته وفي عام 2009م أعاد الرئيس باراك أوباما تدشين المشروع.
ووفقاً للادعاءات الامريكية فان هدف الدرع الصاروخية حماية أمريكا الشمالية وأوروبا ضد إيران وكوريا الشمالية.
من جهتها وصفت روسيا تشغيل الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا بالأمر الضار والخاطئ، ويهدد الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة وأمن روسيا ومصالحها.
وقال مدير قسم شئون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية ميخائيل أوليانوف ان “أنظمة إطلاق الصواريخ العمودية (مارك-41) التي تم نشرها في الأراضي الرومانية استخدمت سابقاً لإطلاق الصواريخ المتوسطة المدى من سفن أمريكية عسكرية، ما يعني أن هذه النظم قادرة على إطلاق الصواريخ المجنحة وليس فقط الصواريخ المضادة”.
وشدد الدبلوماسي الروسي على أن مثل هذا النشر يخالف معاهدة إزالة الصورايخ القصيرة والمتوسطة المدى، الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في العام 1987م.
واعتبرت السفارة الأمريكية في موسكو رد روسيا على تشغيل الدرع “تهديداً إن الصواريخ الهجومية لن تستخدم في تلك النظم .
وقال المتحدث باسم السفارة الأمريكية ويل ستيفنس “لن يتم نشر الصواريخ الهجومية في هذه المنظومات والصواريخ الاعتراضية ولن يتم تزويدها برؤوس حربية متفجرة”.
واضاف “إن منظومة الدرع الصاروخية التي ننشرها في أوروبا لا تستهدف روسيا ولن تقوض قدراتها الاستراتيجية. من ناحية الجغرافيا والفيزياء، من المستحيل إسقاط صاروخ روسي عابر للقارات من أماكن في بولندا أو رومانيا وروسيا تدرك الأمر”.
واكد قائلاً “وقد أبلغنا الجانب الروسي بذلك في أوقات ومستويات مختلفة.. أما التهديدات الروسية للحليفين (للولايات المتحدة وحلف الناتو) بسبب دعمهما لمنظومة الدرع الصاروخية غير مقبولة وغير مسئولة”.
علاوة على ذلك، اعتبر ستيفنس أن “نشر منظومة الدفاع ضد الصواريخ في رومانيا وبولندا يتوافق مع معاهدة إزالة الصورايخ القصيرة والمتوسطة المدى كامل التوافق”.
وقال: “إن الهدف من نشر المنظومة توفير الحماية الكاملة لشركاء الناتو في أوروبا من التهديد الباليستي المتزايد” في إشارة إلى ايران والتي قال انها “تواصل تطوير الصواريخ الباليستية واختبارها الصواريخ البعيدة المدى ما يمكنها من بلوغ أراضي البلدان الأعضاء في (الناتو)”.
وقد رد ميخائيل أوليانوف على المزاعم الأمريكية بالتأكيد على أن “هذه الخطوات لا علاقة لها بما يقال عن تهديد صاروخي من قبل إيران”.
وقال “إذ أن مسألة ملف إيران النووي قد تم تسويتها، ما يشير إلى أن التصريحات الأمريكية السابقة بهذا الخصوص لا تتوافق مع الواقع”.
وينتظر ان يشارك مساعد وزير الخارجية الأمريكي فرانك روز في مراسم تأكيد الاستعداد التشغيلي لنظام (أيجيس) المضاد للصواريخ، في قاعدة ديفيسيلو الجوية جنوب رومانيا والذي يعد أول منشأ أمريكي للدفاع ضد الصواريخ في شرق أوروبا.
وسيتجه روز بعد ذلك إلى بولنداً ليحضر غداً احتفالاً بمناسبة وضع حجر الأساس لبناء المنشأ الثاني من منظومة (أيجيس) بالقرب من بلدة ريدزيكوفو شمال بولندا والذي سيدخل حيز الخدمة في العام 2018م.
سبأ