يقاطع يمنيون منتجات البيض والسمك المنتجة محلياً، بعد حملة غير مسبوقة على غلاء الأسعار أطلقها نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ منتصف يوليو/ تموز الجاري، بهدف الضغط على التجار لتخفيض الأسعار.
وارتفع سعر البيض من 30 ريالاً إلى 50 ريالاً، ويرجع التجار ارتفاع الأسعار إلى قلة الإنتاج مقابل زيادة الطلب، بالإضافة إلى زيادة الضريبة المفروضة على مزارع الدواجن من قبل الحوثيين.
بينما ارتفعت أسعار الأسماك بشكل قياسي، وقفز سعر الكيلو من أسماك الثمد إلى 5 آلاف ريال (13 دولاراً)، نتيجة قلة المعروض والإجراءات الأمنية لقوات التحالف التي حرمت آلاف الصيادين من نزول البحر.
وبدأت حملة مقاطعة البيض من بلدة غيل باوزير، في محافظة حضرموت (جنوب شرق البلاد). وأكد سكان محليون لـ”العربي الجديد” أن الحملة هناك انتقلت من مواقع التواصل إلى الميدان، حيث نفّذ نشطاء نزولاً ميدانياً على الأحياء السكنية للتوعية بأهمية المقاطعة.
وأوضح ناشطون من حضرموت أن قرار مقاطعة البيض بدأ عملياً من يوم الأربعاء الماضي، احتجاجاً على ارتفاع أسعاره رغم كونه وجبة رئيسية في غذاء السكان.
وقال هاشم العيدروس، وهو ناشط محلي: “إن فكرة مقاطعة البيض ستحدّ من جشع بعض التجار، ونجاح المقاطعة سيمهّد لمقاطعة منتجات أخرى ارتفعت أسعارها، سواء كانت محلية أو مستوردة”.
وفي عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، حيث مقر الحكومة، أعلن ائتلاف أبناء عدن للإغاثة والتنمية عن تبنّي حملة مقاطعة البيض والسمك. وقال الائتلاف في بيان “إذا لم يتراجع التجار ويخفضوا الأسعار، سنمدد فترة المقاطعة والعزوف عن شراء البيض والصيد”.
وأشار البيان إلى أن هناك مراحل أخرى سيتم الإفصاح عنها لاحقاً ستشمل مقاطعة سلع
أخرى ارتفعت أسعارها على الرغم من كونها منتجات رئيسية في وجبات اليمنيين.
وقال قائد الائتلاف شوقي السقاف “عدن دائماً صاحبة الريادة في النشاط المدني، ومقاطعة المنتجات سلوك حضاري، وقد بدأنا بمقاطعة بعض المنتجات للضغط على التجار وتخفيض الأسعار، وأيضاً للضغط على صناع القرار في مراقبة ومحاسبة المخالفين”.
وأطلق نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي حملات، لحث اليمنيين على مقاطعة منتجات البيض التي تنتج محلياً وارتفعت أسعارها بنسبة 40%.
وقال الناشط شعيب عباد “بسبب غياب الدولة والرقابة الشعبية، فإن تجار الجملة والشركات الإنتاجية يذبحون المواطن بدون رحمة وبلا شفقة، وإذا لم نقف في وجه ارتفاع الأسعار سيستمر التجار في رفع الأسعار إلى ما لانهاية”.
وأوضح عباد أن مقاطعة البيض لفترة بسيطة ستجبر مافيا التجار على خفض السعر إلى النصف وأكثر، لأن مصير البيض الفساد داخل مخازنهم في مدة قصيرة.
وأظهرت بيانات متخصصة ارتفاع أسعار السلع الغذائية في اليمن، بنسبة 35% في النصف الأول من العام الماضي، مقارنةً بنفس الفترة من عام 2016، وذكر تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية رافقته زيادة في نسبة الفقر، لتصل إلى 85% من إجمالي السكان البالغ عددهم 27.4 مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى ارتفاع أسعار السلع بنسبة 60% خلال عامين ونصف العام منذ بدء الحرب، لافتاً إلى تردّي الوضع الإنساني، لا سيما في ظل عدم تسليم مرتبات الموظفين الحكوميين للشهر الحادي والعشرين على التوالي. المصدر : العربي الجديد .