حفصة عوبل-صنعاء
واعتادت رانية ارتياد شارع حدة في صنعاء طوال النهار مع جدها وإخوتها وأمها، لتبيع أغصان الريحان والشذاب مقابل مئة ريال (نحو نصف دولار) لكل باقة.
وتقول رانية إنها تأتي كل صباح من منطقة شملان مع عائلتها إلى شارع حدة للعمل، ومساعدة أهلها في سداد إيجار منزلهم، وتوفير حاجياتهم، حيث يعمل كل فرد منهم في طريق ما، وأكبر مبلغ يحصلون عليه في اليوم لا يزيد عن ستة دولارات.
أطفال دون تعليم
وترتفع نسبة التسرب من التعليم في اليمنبشكل كبير في الآونة الأخيرة، ويقابلها تدفق كبير للأطفال إلى سوق العمل المحفوف بالمخاطر وفي بيئة غير ملائمة، وسط ظروف اقتصادية صعبة.
وأكدت منظمة اليونيسيف مؤخرا أنه يوجد باليمن قرابة مليوني طفل في سن التعليم خارج المدارس، منهم أكثر من مليون ونصف المليون طفل كانوا خارج المدارس قبل الحرب، معتبرة أن قطاع التعليم في اليمن بات على حافة الانهيار.
وتوضح الأخصائية في مجال رعاية الأطفال سبأ أحمد أن السبب الرئيسي لتسرب الأطفال من المدارس هو الوضع الاقتصادي السيئ، الذي أجبرهم على الخروج إلى العمل منذ سنوات وليس في الآونة الأخيرة فقط.
ويجرم القانون اليمني منذ عام 2006 دخول الأطفال لبعض الأعمال مثل رفع الأحمال الثقيلة، والأعمال التي تعرضهم لأمراض خطيرة مثل جمع النفايات.
وقد يعمل الأطفال 6 أو 8 ساعات يوميا، فلا يجدون وقتا للذهاب إلى المدرسة، وبهذا يتضرر تعليم الأطفال بنسبة كبيرة، ويصبح الإقبال على التعليم ضئيلاً جدا، مما يتسبب في تدهور تام في المستقبل من الناحية الاجتماعية والنفسية.
مهنة التسول
ويحمل أطفال آخرون قصصًا متفرقة من البؤس والمعاناة التي أجبرتهم على المضي في ركب العمل في سن مبكرة وترك مقاعد الدراسة، حيث يغادر الطفل سعيد المنزل في السابعة صباحا إلى أحد الأحياء المكتظة بالمارة، حيث يقضي نهاره كاملاً في التسول.
ويقول سعيد، وهو مستاء جدا ويبدو التعب واضحًا على ملامحه، “أنا غير معتاد على هذا، لكن لا أحد يصرف علي، وأيضا يجب علي رعاية أسرتي، وهذه هي الطريقة الوحيدة للقيام بذلك بعد انقطاع راتب والدي المتوفى”.
سعيد ترك تعليمه في الصف الثالث الابتدائي، وذهب مع أحد جيرانه المتسولين ذات يوم ليسأل الناس حاجته، فاكتشف أن التسول قد يساعده على العيش، فترك تعليمه منذ عامين كي يرعى أختيه ووالدته.
المصدر : الجزيرة