الحديده نيوز – خاص – علاء الدين الشلالي
شهد العام 2017 تصاعدا للأزمات الإنسانية في اليمن وصفت بالأسواء على مستوى العالم ،ذووالإعاقة كانوا هم الشريحة الأكثر تضررا من آثار الحرب المدمرة التي خلفت 92 الف معاق(بحسب أخر إحصائية للاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين) يضافوا إلى 3 ملايين شخص أصيبوا سابقا بمختلف حالات الإعاقة من مختلف المناطق اليمنية.
ويعاني ذوي الإعاقة من إهمال لشؤونهم ونقص في احتياجهم للغذاء والدواء والتعليم، جمعيات ومنظمات ومؤسسات حكومية وخاصة الجميع أصبح منشغلا بمشكلات الحرب التي لا تزال مستعرة حتى يومنا هذا .
محمد الصبري يعاني من شلل كلي في جسمة ناتج عن حادث سير ، وهو طريح الفراش منذ سبعة أعوام ، لم تستطع أسرة محمد أن تنقله إلى أحدى المستشفيات القريبة من قرية صبر الموادم بمحافظة تعز، وهي القرية التي يسكن الصبري، تقول شفيقة المقطري: ” أن محمد أصيب بتقرحات في جسمه بسبب رقوده في الفراش وعدم تحركه لعدم وجود من يهتم به ويرعاه من عائلته فزوجته لا تستطيع ان تحمله وتحركه بسبب إصابتها بانزلاق في العمود الفقري وأبنائه الثلاثة اثنان منهم التحقوا في صفوف معسكرات التجنيد وواحدا منهم يعمل في إحدى مكاتب النقل في العاصمة صنعاء .”
وتضيف المقطري وهي ناشطة في خدمة ذوي الإعاقة وفي ذات الوقت تعاني من شلل كلي ، متحدثة لـ”الحديده نيوز” : “للأسف ما ذكرته هو جزء من قصص كثيرة تحكي معاناة ذوي الإعاقة في اليمن خلال فترة الحرب التي لن تنتهي الا بعد أن يفوت الأوان فمن يستطيع الحركة من ذوي الإعاقة يضطر إلى الزحف على ذراعية لنحو كيلو مترات من منزله حتى الشوارع والمساجد القريبة منه أملا في الحصول على مساعدة، إذ لم يبق أمامه من سبيل سوى الخروج من منزله وممارسة التسول وطلب العون من أهل الخير.”
احتياجات :
” لا يزال هناك من يقدم خدماته لذوي الإعاقة وبقدر المستطاع ونعني هنا أن صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، والمنتدى اليمني للاشخاص ذوي الإعاقة، وبعض مراكز التدريب والتأهيل والجمعيات الخاصة بالصم والبكم والمعاقين حركيا والمكفوفين والمحتاجين للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية ،وغيرها من الجمعيات الخيرية مازالت قائمة وتواصل عملها رغم الإمكانيات الشحيحة التي تقدمها لهم بعض المنظمات الدولية كالصليب الأحمر والهاندي كاب .” يقول فهيم القدسي المدير التنفيذي للمنتدى اليمني للأشخاص ذوي الاعاقة في حديث لـ”الحديده نيوز” ، ويرى القدسي ” أن على الدولة واجبات في حق ذوي الإعاقة لا يمكن أن تتنصل عنها مهما كانت الظروف ، لذا يجب أن تعاود المراكز والجمعيات العاملة مع الأشخاص ذوي الإعاقة مهامها وأنشطتها بما فيها المراكز التي تعرضت لقصف جوي ، كما أن على المجتمع مسؤولية تشجيع استمرار الخدمات والبرامج والأنشطة في مجالات الرعاية الاجتماعية والتأهيل والتدريب المؤسسي المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة .”
وفي ذات السياق دعا مدير مكتب رعاية المعاقين في أمانة العاصمة عبدالله بنيان ، الجهات المعنية إلى الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وتسهيل حصولهم على الخدمات وتوفير النفقات التشغيلية للمراكز والمنظمات العاملة في هذا الجانب. وقال بنيان في حديثه لـ” الحديده يوز” : “انه إذا استمر تجاهل الدولة والمجتمع لمطالب ذوي الإعاقة فسيتعرض ذوي الإعاقة الى الاكتئاب وسيصابون بأمراض نفسية تكون سببا لإعاقات جديدة في التفكير.”
احتفالات ولكن :
وأقيمت في أواخر العام 2017في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية ، عدد من الاحتفالات الخاصة بذوي الإعاقة بمناسبتي اليوم العالمي لذوي الإعاقة ويوم المعاق العربي، لكن ناشطون في قضايا الإعاقة يرون أن تلك الاحتفالات لاتكفي ان لم تكن هناك خطوات عملية لخدمة ذوي الإعاقة يمكن للمعاقين أن يستفيدو منها فعليا وفي هذا الاطار يتحدث لـ ” الحديده نيوز “جمال الحميري وهو عضو في جمعية المكفوفين اليمنيين ومستشار بوزارة التربية:” من أن لا فائدة من تلك الاحتفالات سوا أنها تذكر الدولة والمجتمع بأن هناك من يعاني من فئة ذوي الإعاقة رغم أن المعاقين من حقهم الحصول على الصحة والتعليم وعدم التمييز والمساواة والسكن والعمل وحرية الرأي والتعبير وغيرها من الحقوق المكفولة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية .”
من جانبه يرى الدكتور عيسى الاشموري رئيس منتدى العلاج الفيزيائي ” أن ذوي الاعاقة يحتاجون من المجتمع الوقوف معهم من خلال تقديم ما يحتاجونه من متطلبات معينة لهم : فالصم يحتاجون للسماعات الطبية، ومن بترت أقدامهم وأرجلهم بحاجة لإطراف صناعية ، والمصابين بشلل جزئي أوكلي بحاجة إلى عربيات متحركة ومشايات وعكاكيز ومختلف الأجهزة التعويضية ” ويشير الاشموري في حديثه لـ”الحديده نيوز” : ” أن منتدى العلاج الفيزيائي أقام عدة احتفالات لذوي الإعاقة المتواجدين في مركز الأطراف والعلاج الطبيعي ومركز السلام ومركز السنينة وجمعية التحدي، وتضمنت الاحتفالات توزيع مجموعة من الهدايا على الأطفال المعاقين في أجواء سادتها الفرحة والبهجة ،وان الهدف من إقامة تلك الاحتفالات هو تقديم رسالة للمعاقين مفادها أن الإعاقة لم تكن حاجزا أمام طموحاتهم وتحقيق أهدافهم وأنهم جزءا من المجتمع وان الاحتفال بالمعاق هو فرصة ليتذكر المجتمع اليمني أن للمعاق الحق في أن يفرح ويبتهج مهما اشتدت الظروف المأساوية التي يعيشها اليمنيون.”
أحلام مشروعة :
من على كرسيه المتحرك يقول المهندس محمد الشميري لـ”الحديده نيوز” أنه يحلم بتطبيق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي رفعت للحكومة اليمنية منذ خمس سنوات ولم ترى النور إلى اليوم. ”
أما لطيفة ردمان وهي ناشطة في خدمة ذوي الإعاقة فتلخص أحلامها في العام الجديد 2018 “بأن تتحقق العدالة والمساواة و يدمج ذوي الإعاقة في عدد من المجالات التي لا يقبلون بها حتى اليوم .”
وتقول الأكاديمية خديجه عمر :” نتطلع أن يكون العام الجديد 2018 عام السلام والمحبة والإخاء بين اليمنيين .”