|
دعــــــاء.. فتاة تصرخ تعبت من العنف
الحديدة نيوز // عائشة حسين
تلخّص دعاء، وهي فتاة شابة، قصة صعودها إلى سطح بيتهم في محاولة يائسة للهروب من المعاناة التيتعيشها،
بالقول: “تعبت من العنف والتهديدات اللانهائية، أنا لا أستطيع أن أعيش هكذا”.
تصريحات أخرى أفصحت بها ” أمل ” ( من أقرباء دعاء ) بأن والدها يقوم بحبسها وأخواتها لمدة طويلة في غرفة
مظلمة لا يصل إليها الضوء، ويقوم بضربهن وتعذيبهن،لإرغامهن على الزواج وعدم إكمال تعليمهن كما ترغب دعاء
وأخواتها.
قصــــص لا تنتــــهي ..
بين فترةٍ وأخرى تظهر أخبار عن حوادث تعنيف أسري بحق النساء في اليمن، ويقول مختصون بأن العديد من
الحالات لا تتم الإبلاغ عنها بسبب الخوف والتهديدات التي يتعرضن لها النساء.
مجتــــمع ذكــــــوري ..
تقول الأخصائية الاجتماعية ندى ناصر: “تزداد حالات العنف الأسري في اليمن، وتعاني النساء من انتهاكات كبيرة،
وهذا بسبب الثقافة الذكورية في المجتمع الناتجة عن التنشئة، كما أن الأوضاع الاقتصادية التي سببتها الحرب
الدائرة فاقمت من المشكلة”.
وترى ناصر بأن النساء اللواتي يتعرضن للعنف يجدن صعوبة في الحصول على الحماية، داعية السلطات
والمنظمات غير الحكومية للعمل على مناصرة المرأة وحمايتها من الانتهاكات التي تطالهن، لا سيما العنف الأسري.
وتؤكد ناصر على ضرورة تنفيذ تثقيف وتوعية حول منح المرأة حقوقها، وإبراز أدوارها في المجتمع، وتعزيز الوعي
بحقوق المرأة ورفع الوعي بالتشريعات والقوانين التي تكفل حقها.
أضـــــرار نفســــية ..
الأخصائي النفسي محمد اسماعيل مدير مركز أكسجين حياتك للصحة النفسية، أوضح بأن المجتمع اليمني يمارس العنف ضد المرأة بأشكاله كافة، الجسدي واللفظي والجنسي، والنفسي، والتي له تبعات وأثار نفسية كبيرة.
وأكد إسماعيل بأن الأضرار النفسية التي تلحق بالمرأة التي تتعرض للعنف، تنعكس على شخصيتها، ومسار
حياتها، فتنحصر بأدوار وأنماط محددة في المجتمع، خلافًا عن التبعات والأضرار الصحية والجسدية التي قد تلحق
بها، خاصة تلك التي تتعرض للضرب أو الحبس، أو أي شكل من الاعتداء الجسدية.
ولفت إسماعيل إلى ضرورة توعية المرأة بالإبلاغ عن العنف الذي تتعرض عليه، والتواصل مع الجهات والمؤسسات
التي تقدم دعم نفسي للنساء، وخاصة الناجيات من العنف.
مشيرًا إلى زيادة جهود المنظمات المحلية والدولية، وتفعيل الدوائر الحكومية المتخصصة، لمساندة قضايا المرأة،
والعمل على الحد من الانتهاكات التي تقع عليها وحمياتها.
وأكد إسماعيل على ضرورة وجود قوانين رادعة وصارمة لمعاقبة من يقوم بممارسة العنف تجاه النساء، والعمل على توعية المجتمع بكيفية دعم المرأة وتمكينها في الحياة العملية. معتبرًا بأنه لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض ويتطور، دون دور مساهمة المرأة ومشاركتها.
العنـــــف الأســــري في القـــــانون ..
وأوضحت المحامية رعناء دنيا بأن اليمن تواجه نقصًا في التشريعات المحلية التي تحمي حقوق النساء وتعاقب المعتدين. مشيرة إلى أن اليمن يعاني من تحديات جذرية فيما يتعلق بحقوق المرأة وتعزيز العدالة في كل الحالات لا سيما العنف الأسري.
وتشير المحامية رعناء إلى أن هناك بعض التشريعات الوطنية التي تحظر العنف الأسري وتعاقب المعتدين في اليمن، مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون العمل اليمني، إلا أن التنفيذ الفعال لهذه التشريعات وتوفير الحماية اللازمة للنساء قد يكون محدودًا في بعض المناطق، بما في ذلك مدينة الحديدة، حد قولها.
ودعت المحامية رعناء إلى تعزيز آليات الإبلاغ وتوفير ملاذ آمن للنساء المتضررات، بتفعيل الدور القضائي وضمان تنفيذ العدالة، وتعزيز القدرات المؤسسية وتدريب القضاة ورجال الشرطة والمحامين والعاملين في قطاع العدالة لضمان تنفيذ القوانين بشكل فعال وتوفير الحماية للنساء المتضررات.
وتستطرد: كما يجب في الوقت ذاته أن تعمل السلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية على تعزيز الوعي بحقوق المرأة وتقديم الدعم اللازم للنساء الناجيات.
* تم إنتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الإعلامية الجيدة لقضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.