تعز : رندا ضحية الحرب والالغام !!

‏  4 دقائق للقراءة        671    كلمة

الحديدة نيوز / خاص 

في الخامس عشر من شهر رمضان الفائت، كانت «رندا»، على موعد مع القدر المشؤوم، الذي نجت منه، لكنه أحال حياتها إلى جحيم لا يطاق، بعدما قتلها الإهمال الطبي في مستشفيات تعز.
رندا، الفتاة الريفية، في عقدها الثاني، تعرضت لحادث انفجار لغم، بعد ثلاثة أيام من عودتها إلى منزلها، في منطقة القوز، بحبل حبشي، في مديرية مقبنة، أثناء ذهابها لجلب الماء، وبرفقة طفليها، رفيق، ذوا الـ9 سنوات، وسميرة، ذات الـ5 سنوات. انفجارٌ، قلب حياتها رأساً على عقب، وحولها إلى جحيم حقيقي، وحطم أحلامها البسيطة، وأفقدها قدميها، في حين تعرضت سميرة وأخوها رفيق لخدوش طفيفة، وصدمة نفسية، ستظل تقتلهم ببطئ.
رندا التي كانت تخاف أن تسرق منها الحرب فلذة كبدها، أو أحد أقربائها، لم تكن تعلم أن ملائكة الرحمة في إحدى مستشفيات تعز – مستشفى البريهي – ستسرق قطعة من جسدها أو تطفئ روحها، كما حصل أمس السبت، وإلى الأبد.
مقرب من أسرة رندا، أكد في حديث إلى «العربي»، أن «رندا وعائلتها كانوا قد نزحوا من قرية القوز في جبل حبشي أثناء المواجهات الدائرة بين الجيش الوطني والحوثيين، وبعد أن أصبحت المواجهات بعيدة عن منزلها، قررت العودة إليه».
وأضاف: «وفي صباح اليوم الرابع من عودتها، وهي ذاهبة لجلب الماء مع طفليها رفيق وسميرة، انفجر بها لغم أرضي، أصيبت على إثره إصابات بليغة، في حين تعرض طفليها لخدوش وجروح متوسطة».
وتابع: لقد «تم نقل رندا وطفليها منتصف شهر رمضان، إلى مستشفى البريهي، وأجريت لهم العمليات الجراحية اللازمة»، مشيراً إلى أنه «تم بتر القدم اليمنى لرندا خلال العملية، وبعدها تم نقلها إلى غرفة الرقود».
وأفاد المتحدث المقرب من أسرة رندا، بأن «حالتها الصحية ازدادت سوءاً وتقيحت جروحها في القدم اليسرى، نتيجة الإهمال وإعطائها بعض العلاجات غير المناسبة»، مشيراً إلى أن «حالتها إزدادت سوءاً، فقررنا نقلها إلى عدن».
ولفت إلى أن «الأطباء هناك قرروا بتر قدمها الأخرى، بسبب انتشار بكتيريا خطرة فيها… إلى أن فارقت الحياة».
حادثة الإهمال الطبي، التي ذهبت ضحيته رندا الشارحي، قوبلت بموجة سخط عارمة، حيث نفذ العشرات من أبناء محافظة تعز، صباح اليوم الأحد، وقفة احتجاجية للمطالبة بكشف أسباب وفاة المرأة.
وتجمع المحتجون أمام مستشفى البريهي في منطقة بئر باشا، غربي المدينة، لـ«المطالبة بسرعة فتح تحقيق بشأن حادثة وفاة الجريحة رندا علي حسن الشارحي».
وفي الوقفة الإحتجاجية، أكد أحد أفراد عائلة رندا، أنها «توفيت بسبب الإهمال المتعمد في مستشفى البريهي».
وأضاف أن «ما تعرضت له الجريحة من إهمال في المستشفى، أدى إلى بتر رجلها اليمنى بعد بتر رجلها اليسرى، وانتشار بكتريا بسبب الإهمال في رجل وجسد الجريحة أدى إلى وفاتها».
وأكد أن «الأطباء في مستشفى البريهي، تجاهلوا الإصابة الموجودة في الرجل اليمنى لرندا، وظلت في المستشفى ما يقارب عشرين يوماً». وطالب الجهات المختصة بـ«تشكيل لجنة للتحقيق فيما تعرضت له الجريحة من إهمال في المستشفى ومحاسبة المسؤولين على ذلك، خصوصاً وأن المستشفى مخصص من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لعلاج جرحى الحرب في محافظة تعز».
وفي المقابل، أوضح مصدر طبي مسؤول، في مستشفى البريهي، لـ«العربي»، أنه «تم تحذير أهالي الجريحة رندا من أن التأخير في عملية البتر سوف يؤدي الى تفشي السموم في الجسم، وسوف يؤدي ذلك إلى وفاتها، ولكنهم أصروا على عدم تنفيذ عملية البتر».
وأكد المصدر أن «أهالي المريض قاموا بتوقيع إخلاء مسؤولية للمستشفى، ونقلوها إلى عدن»، مشيراً إلى أن «إدارة المشفى مستعدة للتعاون مع أي لجنة تحقيق فيما يخص هذه القضية أو أي قضايا أخرى».
حادثة رندا الشارحي، اليوم، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل الإهمال المتكرر والأخطاء الطبية القاتلة، من قبل المستشفيات المتعاقدة مع مركز الملك سلمان لعلاج الجرحى في تعز، وغياب الرقابة والمحاسبة من قبل الجهات المعنية. فإلى متى ستظل أرواح الجرحى، الذين لم تقتلهم الحرب تقتلهم ملائكة العذاب في مستشفيات تعز… وبدم بارد؟

” المصدر : العربي .

عن gamdan

شاهد أيضاً

علوان الشيباني .. الإنسان ورجل الأعمال الذي لا يشبه غيره!

‏‏  4 دقائق للقراءة        785    كلمة   الحديدة نيوز //  كتب // عبدالعزيز شمسان التقيته قبل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *