شبح الخِتان يطارد مستقبل الفتاة في الحديده.
الحديدة نيوز_هيفاء محرز
لم تكن تعلم السيدة (فاطمه .صالح) أن فرحتها بزفافها واقترانها بشريك عمرها سيستمر لمدة شهرين فقط بعد أن كانت تحلم لعدة أعوام بالزواج وتكوين اسره مستقله بها وتعيش بقية عمرها مع شريك حياتها
السيدة فاطمة ” تقول انها انفصلت عن زوجها وتم الطلاق بسبب ما اسمته برود المشاعر لديها تجاه زوجها وعدم استطاعتها إسعاد زوجها بالشكل المطلوب ويرجع السبب لعملية الختان التي تعرضت لها عندما كانت صغيرة حسب روايتها ….
فاطمة التي روت لنا مأساتها والحزن يتملك قلبها تضيف “وانا طفله عقب ولادتي بأقل من شهر ، لا أتذكر شيئاً مما حدث .لكن حينما كبُرت بدأتُ أنتبه على مظهري الخارجي وعن ماأسمعه من حولي من أحاسيس ومشاعر حميمه تعيشها كل الفتيات لم أشعُر بها يوماً ما ، حاولت كثيراً التغاظي وعدم التفكير بذلك إلى ان تزوجت .اتذكر نظرات الدهشه والقلق التي أنتابت زوجي يوم زفافنا ، لكنه ٱثر الصمت ، مرت أيام على زواجنا وأنا لا أُبادله أي مشاعر حميمه في علاقتنا .بدء بالتذمُر والشكوى بعدم الراحه معي ، كان ينتابُني خوف ومحاوله الهروب منه وإختلاق الأعذار حين يطلب مني شي بسبب عدم إستطاعتي على إسعاده ، مر شهرين ونحن على هذا الحال مضجعُنا يملأُه الكٱبه وعدم الاستقرار من قِبل زوجي ويقابلهُ بكاء مني لعدم قدرتي على تلبية رغبات زوجي .إلى ان اصبح ينفُر مني وضاق به الحال ، كثُرت بيننا المشاكل فقررت الذهاب الي أهلي وبعد مُكوثي بمنزل والدي شهرين تم الطلاق…..
وتعد ظاهرة ختان الفتاه من أكثر الظواهر الأزليه التي تعاني منها الفتاة في الحديده. في المُطلق العام يُعتبر ظاهره لكنها في الحقيقه شبح يؤرق حياة المرأه في مضجعها الزوجي ، شبح تتلقفهُ الفتاه منذ الصغر من عادات وتقاليد ليُحطم حياتها الزوجيه عند الكِبر. فتجد حياتها قد أِعتَرت بسحابه من الألم والتعاسه والزيف بمشاعرها تِجاه الشريك ،هذا هو شبح الختان الذي يُطارد عيناها الدافئتين.
الاستاذه /نوال صالح (أخصائيه نفسيه) قالت لموقع الحديده نيوز بدايةً :الختان في اللغه هو البتر او القطع للاعضاء التناسليه الظاهره للفتاه .
حيث تنتشر هذه الظاهرة في المناطق الساحليه منها الحديده خاصة الارياف ومناطق تهامه.
وأضافت أ/نوال الى ان انتشار الظاهره يعود الى عدة اسباب منها -العادات والتقاليد فالمجتمع يُمارس الختان كعاده تربى عليها ، السبب الثاني هو -الجهل بأضرار الختان على الفتاه منها النفسيه والجسديه والجنسيه .إضافة الى اهم سبب هو -الإعتقاد الخاطئ بأن الختان يعتبر طهارة للفتاه.كما نوهت الى انه لا يوجد أي قانون يحُد من أنتشار هذه الظاهره بحسب قولها…..
السيدة فاطمة ليست الوحيدة من تعرضت للختان فهناك الآلاف أمثالها حيث تعد محافظة الحديدة من المحافظات اليمنية التي تنتشر فيها هذه الظاهرة فحسب دراسة أجريت في الأعوام الماضية احتلت الحديدة المرتبة الأولى من بين محافظات اليمن حيث أظهرت الدراسة أن 97% من الإناث تعرضوا للختان خصوصا في أرياف وقرى المدينة ..
الناشطه /هدى غالب مديرة إدارة الحاله في اتحاد نساء اليمن تحديداً وعلى مستوى المحافظه عامة ) ترى من وجهة نظرها أن هذه الظاهرة أصبحت في تراجع مقارنة بالماضي وذلك بسبب التوعية المستمرة للحد من هذه الظاهرة
وتضيف .أنه تم في السنه الماضيه التوعيه عن طريق شبكات مجتمعيه تم تدريبهم بجانب منسقه المشروع بمختلف المديريات ، فأي حاله تصل إلينا بحاجه الى الخدمه الصحيه بسبب الختان نوفر لها العلاج والفحص وإحالتها للجهه المختصه .وتضيف بانه تم عمل ورش عمل للمسئولين والشخصيات المؤثره ، وعلى حد تعبيرها بأن الختان اهم احد انواع العنف القائم على النوع الإجتماعي…
