” تقرير خاص ” .. جرائم القتل في اليمن .. امتداد للحرب المهلكة !
الحديدة نيوز- خاص- علاء الدين الشلالي
يبدوا أن الموت بات يحاصر اليمنيين كل يوم ليس في جبهات القتال المحتدمة وحسب ولا على الطرقات السريعه التي تشهد حوادث تصادم يومية ، ولابقصف المدافع والطائرات.، إنها جرائم من نوع خاص فلايكاد يمريوم الا ونسمع عن مقتل شخص هنا أو هناك ليس لاسباب كانت متعارف عليها كالثار ولكن بسبب التداعيات التي انتجتها الحرب الظالمة والتي القت بضلالها على مختلف الجوانب الاقتصادية والنفسية على اليمنيين .،
فقد سجلت الاجهزة الامنية وقوع أكثر من 40الف جريمة قتل وجرائم جنائية ذات صلة في مختلف المحافظات خلال العامين المنصرمين وقوع ،وأصبحت مئات قصص القتل هي المانشت الابرز للصحف والمواقع الاخبارية اليمنية ,, قصص مؤلمة ‘‘ أخرتلك القصص المؤلمة هو قيام مسلح بقتل امراتين بأحد شوارع العاصمة صنعاء لاسباب تافهة ، وتعود دوافع مقتل امراتين في حي الاصبحي بصنعاء الى خلاف على حضانة “طفلة” بين رجل وزوجته وحين عجز الرجل على أخذ طفلته بعد انتصار القضاء للمراه ،أراد الزوج أخذ الطفلة بالقوة وبارتكابه جريمة بشعة تمثلت بقتل طليقته (25عام)وأمها (75)عام،
وبحسب تصريح مصدر أمني لـ”الحديدة نيوز” ، وفي حي الجراف يصنعاء وفي حي الجراف ارتكب شاب في الاربعينات جريمة بشعة تمثلت بقتل والدته البالغه من العمر 70 عاماً ثم قتل اخويه ولاذ بالفرار..
محمد الويسي أحد جيران الجاني يرجح في حديثه لـ”الحديده نيوز ” أن الحالة النفسية المفاجئة التي اصيب بها الشاب عدنانوهو الذي قتل والدته واخوية هي السبب وراء ارتكابه للجريمة وفي العاصمة صنعاء ايضاً اقدم ضابط يعمل في الداخلية اليمنية بقتل نفسه ،العقيد صالح محمد الصباري، قتل نفسه بمسدسه الشخصي تاركا زوجته و أبنائه التسعة يكابدون مرارة اليتم والجوع ..
مصدر مقرب من الصباري رفض الكشف عن اسمه تحدث لـ”الحديده نيوز” : من أن الصباري كان يشكي له عجزه عن سداد ايجارات الشقة التي يسكن فيها هو واسرته بسبب أزمة المرتبات وعلى بعد مسافة قليلة من العاصمة صنعاء لم تكن تعلم نعمه حسين قاسم ان ولدها فيصل سيقتلها بثلاث طلقات نارية و سيقتل ابنها الثاني محمد وهو يصلي في المسجد ويقتل جارهم على حسن ،ثم يقتل نفسه ،تلك الجريمة البشعة كان موقعها في منطقة صعفان حراز والمبررهو خلاف على عدم تزويج الجاني بفتاة يحبها وفي البيضاء هزت جريمة مقتل شاب يمني على يد زوجته الهندية فزع أهالي المدينة حيث أقدمت طبيبة هندية على قتل زوجها اليمني بطريقة بشعة في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء بسبب خلاف عادي وتحدث أهالي المدينة ان طبيبة هندية تعمل في مستوصف الأمل الذي تملكه بمنطقة السوادية اقدمت على قتل زوجها اليمني والذي يدعى طلال “عبده مهدي العديني” بطريقة بشعة بسبب مشادات كلامية وسوء فهم وقد أقدمت الطبيبة على قتل زوجها وتقطيع جثته ووضعها في شنطة ثم وضعته في خزان مياه ارضي , قبل ان يطلع الاهالي على الحادثة, حيث لاذت بالفرار الى جهة غير معلومة.
‘‘الجوع والحصار ‘‘ وفي عزلة جبل حجاج مديرية السدة بمحافظة إب جبرت الخلافات الاسرية والفقر المدقع امرأة في العقد الرابع من العمر على الانتحار مع طفلتيها باستخدام السم. وقالت مصادر محلية ان امرأة من اهالي مديرية السدة اقدمت بتجريع طفلتيها إيمان ١٢ سنة وأريج ٩ سنوات السم ومن ثم قامت بشربة ليفارقنا جميعا الحياة في وقت واحد مبينة ان المرأة كانت تعيش في الفترة الاخيرة مع طفلتيها في منزل والدها بعد انفصالها عن زوجها. واوضحت المصادر ان اسرة الضحايا قامت عقب الحادثة بدفنهن فيما سجلت الاجهزة الامنية الحادثة الاليمة على انها عملية انتحار جماعي وفي ذات المحافظة وبالتحديد بمنطقة مفرق حبيش لقي مستأجر من أبناء مديرية المخادر بمحافظة اب حتفه ، بعد شجار نشب بينه وبين المؤجر وبعد ساعة من الحادثة ،لقي الجاني مصرعه، على يد ابن المجني عليه الذي ثأر لأبيه من قاتله بحسب مصدر.
‘‘ الوسواس القهري‘‘ تلك الحوادث الاليمة تكشف عن الحالة الهستيرية التي وصل اليها بعض افراد المجتمع بسبب تردي الأوضاع المعيشية المشكلات والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب التي يعاني منها اليمنيون اليوم يقول فاروق جهلان اخصائي نفسي إكلينيكي ومعالج متخصص بالعلاج المعرفي السلوكي : “” أن الشخص المضطرب نفسياً بسبب الحرب وانقطاع المرتبات والمشكلات الشخصية سواء العائلية والتي تقع بين الزوج وزجته او بين الرجل وجيرانه كلها تجعل الشخص يحس ويشعر بالعجز وعدم القدرة على العمل..
وتجعله ذاتي التفكير مستسلماً لوساوس قهرية تسيطر عليه ويفكر في كل وقت بمستقبله وحياته وحياة من يعولهم فيجد نفسه عاجزاً عن المساهمة في بناء مجتمعه فيصاب بالاحباط والاكتئاب وبمايعرف بالأمراض السيكوسوماتية وهي التي تصيب النفس والجسم في وقت واحد والذي يصاب بها يكون مدمن على تعاطي المخدرات والحشيش وعندما يحمل الشخص المكتئب الموسوس السلاح تحدث ألطامة الكبرى حيث يلجاء للانتقام من المجتمع اما بقتل الاخرين او قتل نفسه ووفق تلك المعطيات انتشرت جرائم القتل والانتحار في الاونة الاخيرة بشكل ملفت” ويضيف جهلان :” توصلت الدراسات العلمية أن المشكلات الناتجة عن الحرب تتسبب في وقوع اضطرابات وأمراض نفسية عميقة وكارثية تصيب الفرد أبرزها الهلوسات السمعية والبصرية، واضطرابات النوم والكلام، وأمراض المعدة ‘‘ ثقافة الصبر’’ ..
ويرى عدد من الدعاة أنه لابد من توجيه رسائل ارشاد ديني ونفسي مكثفة تحث الناس على الصبر والتصبر في مثل هكذا أوضاع حتى لايتجه الناس الى اتخاذ سلوكيات اجرامية بحق انفسهم وبحق مجتمعهم يقول الداعية الاسلامي الدكتورفيصل الفتيح ” : “العلماء والدعاة والمتخصصين ي علمي النفس والاجتماع يجب ان يكون لهم دور مهما في توعية الناس وارشادهم بضرورة الصبر على الكروب ومنغصات الحياة التي سببتها هذه الحرب ” ويضيف الفتيح في حديثه لـ “الحديدة نيوز” : ” كل من يعاني من مشكلة أكانت اقتصادية او اجتماعية يجب أن يعي ان الحياة لاتسير على نمط واحد وأن الحرب هي من المنغصات التي بلي بها الشعب اليمني ويجب التوعية في جانب أنه من قتل نفسه فإنه في النار وأن من قتل شخص أخر هو في النار ايضا ” ولن يفلت من العقاب الدنيوي قال تعالى (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) .
#الحديدة_نيوز