تقرير يحث على ضرورة إدماج جهود المرأة اليمنية في بناء السلام

الحديدة نيوز / قسم الأخبار 

حث تقرير بحثي صادر عن مركز صنعاء للدراسات (يمني غير حكومي)، على ضرورة إدماج جهود المرأة اليمنية في بناء السلام ضمن مفاوضات وقف الحرب المندلعة منذ عام 2015.

وجاء ذلك بعد سنوات من احتكار الأطراف المتحاربة طاولة التفاوض، وإقصاء النساء بصورة ملحوظة على المستويين المحلي والوطني من محادثات السلام، رغم كونهن في طليعة جهود التخفيف من تداعيات الحرب على اليمنيين.

وشارك في التقرير البحثي “نضال يومي من قلب المجتمع: كيف تسهم اليمنيات في بناء السلام”، 128 يمنيا ويمنية من مختلف الفئات العمرية والمناطق الجغرافية والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، وعُقدت في سياق إنتاجه حلقات نقاش في كلٍ من محافظات صنعاء وإب وعدن وحضرموت، كما أُجريت مقابلات مع مختلف صنَّاع القرار والقيادات المجتمعية ورجال الدين.

وهدف التقرير إلى تعريف مفهوم السلام من وجهة نظر اليمنيين، واقتراح تدابير تكفل تعزيز دور المرأة في بناء السلام، وإيجاد طرق للحد من الممارسات والسياسات التي تسبب وتعيد تكرار أعمال العنف.

ووجد أن تعريف اليمنيين لمفهوم السلام يتشابه مع بعض الاختلافات بناءً على المناطق التي ينتمون إليها، وتركز حول الأمن والاستقرار، وحرية التعبير والتنقل، وتلبية الاحتياجات الأساسية، والتعايش المتأصل في العقيدة الإسلامية، والحفاظ على الكرامة.

ووجد أن المرأة تتمتع بدور مُعترف به على نطاق واسع في بناء السلام، لكن الكثير يربطون هذا الدور في مجال الحياة الخاصة، أي المنزل.

وأفاد التقرير أن الناشطات في مجال السلام يواجهن تحديات الوصم الاجتماعي من كلا الجنسين على حد سواء، إذ أُبلغ عن تعرض ناشطات لمضايقات في مناطق سيطرة الحوثيين وكذلك المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليا.

وذكر المشاركون في البحث أن حملات التشهير هي أبرز العوائق التي تحول دون مشاركة المزيد من النساء في بناء السلام بصورة أكثر علنا.

وقال إن بعض شرائح المجتمع اليمني تتصور أن مصطلحات مثل “السلام” أو “بناء السلام” و”المساواة بين الجنسين” هي مفاهيم غربية، مما يعوق عمل الأفراد والمنظمات، وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي ينظر إليهن البعض على أنهن يتقبلن “بسذاجة” المفاهيم الغربية التي تفرضها المنظمات المحلية والدولية.

ووضع التقرير توصيات قد تُرشد الجهات المحلية والدولية في تبني نهج يشجع على إدماج الممارسات اليومية للمرأة في جهود بناء السلام الشامل، من خلال تمكين دور المرأة على مستوى القاعدة الشعبية عبر الإقرار بممارساتها اليومية في مجال بناء السلام.

وأشار إلى ضرورة دعم المشاريع المحلية القائمة وتمويل مشاريع جديدة التي تهدف إلى تعزيز دور النساء في إرساء السلام داخل المجتمعات المحلية، لا سيما في المناطق الريفية.

وكان مركز صنعاء للدراسات قد نظم ندوة بالتزامن مع إطلاقه للتقرير، ناقش فيها نظرة اليمنيين للنساء كبانيات سلام، والتحديات التي تواجه المرأة المنخرطة في عملية صنع السلام.

ومركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هو مركز أبحاث مستقل يسعى إلى إحداث فارق عبر الإنتاج المعرفي، مع تركيز خاص على اليمن والإقليم المجاور، وتغطي إصداراته وبرامجه المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بهدف التأثير على السياسات المحلية والإقليمية والدولية.

لقراءة التقرير كاملا على الرابط:

https://sanaacenter.org/ar/publications-all/main-publications-ar/20126