|
تمور تهامة..صراع من أجل البقاء
الحديدة نيوز- علاء الدين حسين :
تشتهر تهامة بزراعة النخيل وتنتشر زراعتها في مديريات الدريهمي وبيت الفقية والتحيتا وتعد
تمور تهامه أجود أنواع التمور التي تنتجها اليمن.
و تعد تمور تهامه أجود أنواع التمور المحلية،حيث يوجد في تهامة أكثر من مليوني نخلة تنتج كميات كبيرة من التمور،تصل الى 50 ألف طن سنويا.
فلماذا لم يفطر اليمنيون بالتمر التهامي هذا العام؟وكيف غزت التمور المستوردة من الخارج
الأسواق اليمنية في الوقت الراهن؟، في هذا التقرير تجدون الإجابات.
12مايو… اليوم العالمي للتمريض
ارتفاع للأسعار
كانت بلقيس البجيلي وهي ربة بيت أربعينية تحتار في اختيار التمر الذي ارادت أن تصنع منه كعك عيد الفطر المنصرم،فهمي كانت معتادة على شراء التمر المحلي المزروع في الحديدةلأنه ذو جودة وسعر مناسب.
ووجدت نفسها هذا العام أمام خيارين إما شراء التمرالمحلي المزروع في محافظةحضرموت اليمنية .
وهو برأيها أقل جودة من التمر التهامي،أو شراء التمر المستورد منخارج اليمن خاصة
السعودي والعراقي،فكان خيارها شراء التمر المستورد لاقتراب ثمنه من ثمن الحضرمي،
كما تقول في حديثها لـ”الحديدة نيوز”.
تمور تهامة..صراع من أجل البقاء
تدخل التمور في وجبات كثيرة ،كما أن كثيرين من اليمنيين يُفضلون وجود التمور في وجبات
الفتة الشعبية والكثير من المعجنات ،لكن الكثير من العائلات لم يجدوا القدرة على شرائها هذا
العام بسبب ارتفاع أسعار التمور المستوردة وقلة معروض المحلية.
وبحسب حديث رضيه الوليدي أخصائية في التغذية،ومستهلكة للتمور فإن سعر كيلو التمر وصل لـ1800ريال يمني”3دولار ونصف” وترى أن تمور تهامه أجود أنواع التمور.
شاهد : مالذي تحتاجه تمور تهامه ؟
بينما جابر قواس،وهو تاجر يبيع التمور في إحدى الأسواق التجارية بمحافظة الحديدة،يتحسر
على عدم توفر التمور في السوق بسبب عدم توريد كميات من التمور التهامية من قبل
التجار والمزارعين لأسباب متعلقة بالحرب،ويقول قواس لـ”الحديدة نيوز”،”حينما كان
الناس يطلبون شراء التمور المنتجة في الحديدة لا يجدونها،
وإن وصلت إلينا كميات لا تصل إلا كميات ذات جودة متدهورة،وهو الأمر الذي يدفع الكثيرين إلى شراء التمور المستوردة من خارج اليمن”.
خسائر مستمرة
مشكلات وعوائق متعددة كانت سبباً في تراجع إنتاج التمور في الحديدة واليمن بشكل عام وبالتالي
تراجع الطلب عليها من قبل المستهلك اليمني في السوق المحلية،
من بين تلك المسببات استمرارالحرب حيث أن النيران والقصف في مزارع النخيل بمنطقة الدريهمي وعدد من مناطق الساحل الغربي،
وبالذات الواقعة على خطوط تمارس المعارك المسلحة، حالت دون وصول المزارعين لأراضيهم حتى
يتمكنوا من الاعتناء بمزروعاتهم وجني ثمارها وهي المشكلة التي فاقمت من الخسائر التي كبدت
المزارعين طيلة سنوات الحرب الجارية.
موت مليون شجرة بسبب الحرب
ووفقاً لتقديرات مكتب وزارة الزراعة في الحديدة فإن الحرب الجارية أدت إلى جفاف وموت قرابة
مليون شجرة من أشجار النخيل المثمرة في عدد من مناطق ومديريات “الدريهمي” التابعة لمحافظة الحديدة.
وتبين الإحصائيات الرسمية المتطابقة ان محافظة الحديدة فقدت حوالي
5,636 ألف طن من التموروالبلح خلال فترة الحرب الجارية.
وبلغت كمية الإنتاج المفقود من محصول النخيل ومعظمها في محافظة الحديدة خلال الفترة: 2014 – 2018،
بلغ حوالي 5,838 ألاف طن.
وبحسب مراد الفاشي وهو فلاح يعمل بإحدى مزارع النخيل في الحديدة،فإن، انتشار سوسة
النخيل الحمراء والجراد وحشرات أخرى في مزارع النخيل أدت إلى وقوع أضرار فادحة في تلك
المزارع التي أتلفت،إضافة إلى الجفاف الذي عانت منه مزارع الحديدة خلال الثلاثة أعوام الماضية
بسبب أزمات الديزل وارتفاع سعره .
البحث عن حلول
في حديثه لـ”الحديدة نيوز“،يشير محمد الهلاني وكيل وزارة الصناعة والتجارة،إلى وجود عوامل
تحد من وفرة إنتاج التمور المحلية منها سوء تخزينه ،
وعدم استثمار القطاع الخاص في مجال زراعة وانتاج وتسويق التموروعدم وجود شركات تغليف وتوزيع،
،كما أن التمور اليمنية الممتازة لاتدخل الأسواق المحلية، بل تصدر للخارج وبطريقة عشوائية دون تنظيم.
يرى عبد الحفيظ قرحش مدير عام الإنتاج النباتي بوزارة الزراعة اليمنية،أنه يجب التركيز على العوامل
المساعدة على تقديم إنتاج جيد للتمور اليمنية،كمساهمة الدولة والقطاع الخاص في إرشاد المزارع
باستخدام الأساليب الحديثة للإنتاج ،وإحلال الأصناف القديمة بأصناف جديدة،إضافة إلى ضرورة
توفير المياه اللازمة لري أشجار النخيل.
ويتطلع مواطنون تحدثوا لـ”الحديدة نيوز” إلى استقرار الأوضاع ووقف الحرب حتى تعود أشجار
النخيل سامقة مثمرة ويكون خيرها لكل اليمنيين.