الحديدة نيوز / خاص
عاصم الخضمي
تقف سلوى ( اسم مستعار ) (13عاما) في طابور امام صنبور المياه السبيل في القرية الواقعة بالحجرية بريف محافظة تعز (جنوب اليمن ) حتى يأتي دورها في تعبئة اوعية الماء التي هي عبارة عن عبوات من زيت الطبخ
وبعد الانتهاء من تعبئة الأوعية تقوم بحملها إلى منزلها الذي يبعد عن صنبور الماء ب100 متر تقريبا وتذهب وتعود اكثر من مرة كون ظروفهم المادية لا تسمح لهم بشراء عجلة ينقل عليها الماء دفعة واحدة، او دفع اكثر من 10 الآف قيمة وايت ماء ونزحت مع اسرتها من مدينة الحديدة ( غرب اليمن ) بعد ان اشتدت وطأة الحرب وتساقط القذائف عشوائيا على رؤوس المدنيين العزل وتحول حياتهم الى جحيم واصوات الاشتباكات التي لا تهدأ في النهار والمساء تعتبر اسرة سلوى واحدة من عشرات الالاف من الاسر التي اضطرت لمغادرة مدينة الحديدة نتيجة للحرب منذ يونيو 2018 وتعيش اغلب تلك الاسر وضعا مأساويا حسب تقارير منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن وقبل نزوحها من مدينتها الحديدة كان الماء يأتي الى منزلها بشكل مستمر ولا تتكلف اي معاناة معه، اما الآن فقد صار عليها العناء فرضا بعد ان اصبحت واسرتها اسيرة للنزوح القاسي ورغم هذا لم تمتنع سلوى عن مواصلة دراستها فهي الان تدرس في الصف السابع فمشروع الماء هنا يأتي الى منزلها الصغير الذي تسكن فيه مع عائلاتها عادة في الشهر مرة واحدة واحيانا اكثر من تلك المدة، لكن ما يدفعها لجلب الماء هو ان برميل الماء حجمه صغير ينتهي في اقل من شهر ونادرا يكون دفع الماء ضعيفا ويتوقف ولم يمتلئ البرميل وتعد مشكلة المياه من اصعب المشكلات التي يعاني منها سكان الجبال خلافا للمدن الساحلية التي يتوفر فيها المشروع الحكومي الذي لا يتوقف، وهذا ما ضاعف من معاناة نازحي الحديدة الذين استقر معظمهم في مناطق جبلية وبصوت يختصر معاناة النزوح تقول سلوى “للحديدة نيوز ” ” مايضاعف من معاناة نزوحنا قبل اكثر من عام اننا تسلمنا مساعدات من المنظمات لخمس مرات فقط “، في حين ان تلك المنظمات تقول ان معظم انشطتها واهتماماتها للنازحين ويعد دخول قليلا من السمك او دجاجة صغيرة الى المنزل لتناوله مع وجبة الغداء يوما سعيدا بالنسبة لسلوى وإخوانها الخمسة الذين اصغرهم لا يتعدى عمره 3 اعوام، في حين انهم ينتهون من تناول وجبات الطعام ولم تمتلئ بطونهم.
فوالدهم موظف وراتبه في حدود 70 الف ريال ويدفع منه ايجار المنزل، فيما منزله في الحديدة خاليا حسب حديثها وقصة اسرة سلوى لا تختلف عن بقية قصص عشرات الالاف من الاسر التي نزحت من الحديدة الى عدة محافظات اخرى، فمتى تتوقف الحرب ليعود هؤلاء الى منازلهم ويعودون لحياتهم الطبيعية ؟