قال المنسق المقيم للشئون الإنسانية باليمن جيمي ماكغولدريك إن عامين من النزاع المستمر في اليمن تسبب في تدمير حياة الملايين من السكان.
وأوضح ماكغولدريك في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بصنعاء أن وقع هذه الكارثة التي تسبب فيها البشر كان قاسياً على المدنيين، ويمكن أن يقع نحو سبعة ملايين شخص من النساء والأطفال والرجال ضحايا لمجاعة قد تحدث خلال العام الجاري 2017م .. مبينا أن اليمنيين العاديين يتحملون وطأة النزاع الذي لا شأن لهم فيه وتسببت فيه أطراف متحاربة تتصرّف بأسلوب يتجاهل مسؤولياتها التي تحتم عليها العمل بأقصى ما تستطيع لحماية المدنيين.
وعن أحداث عامين من الحرب على اليمن أكد الممثل المقيم للأمم المتحدة باليمن أن أكثر من 50 ألف مدني وقعوا بين قتيل أو جريح أو معاق جراء الحرب التي تدفع باليمن إلى المزيد من اليأس، وتم الإبلاغ عن أعمال وحشية شملت قتل ألف و450 طفل على الأقل وإصابة ألفين و450 آخرين إلى جانب تجنيد 1572 طفل للقتال أو تستخدمهم الأطراف المتحاربة لأداء واجبات غير عسكرية، كما قُتل مئات الأشخاص في المساجد والأسواق ومجالس العزاء والمدارس والمستشفيات.
وأوضح أن العامين الماضين من هذا الصراع الوحشي المستمر أدى إلى موجات نزوح مطولة وجديدة في الآونة الأخيرة مع العمليات العسكرية على طول المناطق الساحلية الغربية، متجهة شمالا من المخا، ونزوح ما يقرب من 50,000 شخص إضافة إلى وجود مليوني شخص نازح في جميع أنحاء البلاد في حين عاد مليون شخص من النازحين إلى ديارهم مؤقتا بسبب تدهور الأحوال في كل من منطقتي المنشأ والنزوح.
وأشار إلى أن التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية المتعمدة، أسهمت إضافة إلي الفساد، في أن يكون الاقتصاد الرسمي في حالة تدهور، مع وجود بلد ضعيف و فقير و يتجه نحو الانهيار الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي في الخدمات الأساسية فيما يحتضر الاقتصاد في اليمن مع عدم قدرة القطاع المصرفي (بما في ذلك البنك المركزي اليمني) على تقديم الخدمات المناسبة للقطاع التجاري، والقيود المفروضة على الواردات، والتضخم آخذ في الارتفاع، وتقلص القوة الشرائية للشعب بشكل كبير.
وتطرق الممثل المقيم للأمم المتحدة إلى الوضع في قطاعي الصحة والتعليم .. مبينا أنه وضع مقلق حيث أن نصف السكان لا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية، ما يتسبب في وفاة الآلاف من اليمنيين في المناطق النائية وفي المدن من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، ومن ضمن ذلك أن هناك طفل واحد يموت كل عشر دقائق مع حالات سوء التغذية بين الأطفال في اليمن والتي تعتبر الأعلى على إي مستوى في جميع الأوقات وهناك 2مليون طفل على الأقل خارج المدرسة، وقال :إن الصراع وعواقبه يعرض مستقبل ورفاهية الأجيال القادمة من اليمنيين للخطر.
وحذر من أن استمرار الصراع في العام الجاري سيزيد من تفاقم الحالة الإنسانية لملايين الأشخاص الضعفاء، ويجعل من خطر المجاعة احتمالا وسيناريو واقعي في وقت لاحق من هذا العام.