حفلات الطلاق.. صرعة جديدة في فرنسا

‏  5 دقائق للقراءة        850    كلمة

 

الحديدة نيوز/متابعات
أصبح الطلاق في المجتمع الفرنسي ينظر اليه بوصفه بداية جميلة لحياة جديدة لدى الكثيرات من النساء الفرنسيات. وللتعبير عن سعادتهن بطلاقهن والتخلص من أزواجهن، تنظم العديدات منهن حفلات خاصة بات يطلق عليها اسم Divorce Party، اي حفلات الطلاق، وذلك على غرار حفلات الزواج بكل ما تتضمنه من تفاصيل وطقوس احتفالية، حيث تنظم في أماكن فاخرة ويدعى لحضورها الأصدقاء والأهل الذين يأتون لمقاسمة المطلقة فرحها بطلاقها واسترداد حريتها التي سلبها الزوج السابق لسنوات طويلة!
!“سيدتي” سعت لتسلط الضوء على هذه الظاهرة، التي انتشرت بشكل مُلفت في الآونة الأخيرة في فرنسا، حيث التقينا بعدد من النساء اللواتي خطون هذه الخطوة الجريئة والتي يعتبرها البعض مؤشرا على تدهور العلاقات الإنسانية، وانتقاصا لقيمة ومفهوم الزواج وقدسيته، بينما ينظر اليه البعض الآخر بوصفها خطوة إيجابية تساعد المطلقات على تجاوز ألام نهاية الزواج وفشله، واتخاذ بداية جديدة في الحياة ملؤها التفاؤل والأمل.

حفلة الطلاق لطي سنوات طويلة من المعاناة
تقول “كارولين”، وهي امرأة وأم فرنسية، تبلغ من العمر أربعين سنة، وقد احتفلت بطلاقها منذ سنتين: “إن تسمية “حفلة الطلاق” لا تعبر تماما عن هدفي من وراء الاحتفال. فأنا لم احتفل بطلاقي، فالطلاق هو دائما مرادف للألم والحزن، وإنما احتفلت بانتهاء سنوات من المعاناة من زواجي الفاشل، الذي لا اريد الخوض مجددا في تفاصيل ما عانيت منه. أردت لهذا الحفل ان يكون بداية حياة جديدة اتمنى تكون أحسن وأجمل”. وعن سؤالنا حول رد فعل أبنائها، قالت: “أبنائي بلغوا مراحل عمرية تخولهم تفهم الأمور، حيث حضروا حفل طلاقي، وشاركوني فرحتي مع مجموعة من أصدقائي وأهلي”، وأضافت: “إن ابنائي يعرفون جيدا لماذا طلبت الطلاق، وقد قاسموني سنوات طويلة من المعاناة، وقد قررت الطلاق بعد أن كبر ابنائي وأصبحوا قادرين على فهم أمور الحياة، وهم الذين شجعوني على هذه الخطوة”.

الطلاق تجربة صعبة والاحتفال به مجرد تفريغ للألم
أما “ستيفاني” التي تبلغ من العمر خمسة وثلاثين سنة، فإن لها وجهة نظر مغايرة، حيث تقول: “الطلاق تجربة صعبة جدا في حياة أي امرأة، وخاصة عندما يرفض الزوج أن يتم الطلاق بالتراضي، وهذا ماحدث لي، فقد استغرق طلاقي فترة طويلة جدا واجهت خلالها مصاعب مالية، وعشت فترات من الضغط النفسي الحاد، وعانيت من الشعور بالإحباط واليأس. وعندما حصلت على طلاقي، شعرت بالحاجة لتفريغ ما تراكم بداخلي من ألم وضغط، فقررت تنظيم حفلا للتعبير عن سعادتي بحصول على الطلاق، وقمت بدعوة أصدقائي وافراد من عائلتي وكل الأشخاص الذين كانوا سندا لي خلال فترة طلب الطلاق”. وتستطرد قائلة: “عندما نحتفل بزواجنا نكون محاطين بكل المقربين من الأصدقاء والأهل، الذين يشاركوننا الفرحة. وفي الحقيقة، نحن نكون في امس الحاجة الى هؤلاء ودعمهم عندما نكون في حالة وحدة وألم بعد الطلاق، ولهذا قررت الاحتفال بطلاقي، لأنني رفضت ان أكون وحيدة في يوم يعتبر بالنسبة لي بداية حياة جديدة”.

صديقتي نظمت حفلة طلاقي
أما “سارة” فلم تكن تعلم بحفل طلاقها. فقد باردت أقرب صديقاتها بتنظيم حفلٍ لها على شكل مفاجأة لم تعلمها بها سلفا. وتقول: “قامت صديقتي بجميع التحضيرات، من تأجير صالة حفلات ودعوة أقرب أصدقائي وعددا من زملائي في العمل. وبما انها كانت تعرف كل افراد عائلتي، فقد وأخبرتهم بتاريخ مكان الحفل، وطلبت منهم التكتم التام. وفي يوم الحفل، دعتني للعشاء معها في مطعم، وفوجئت بوجود عدد كبير من الأشخاص الذين أعرفهم، وهناك اكتشفت المفاجأة التي حضرتها لي، ففرحت كثيرا بمبادرتها، لأنني كنت في أمس الحاجة الى الشعور بأنني لست وحيدة. وأسعدني كثيرا أن أكون محاطة باهلي وأصدقائي، ووجدت فكرة الحفلة رائعة حقا”.

حفلات الطلاق.. تجارة مربحة
حيال ارتفاع نسب الطلاق في فرنسا، وخاصة في العاصة باريس، تشير أحدث الاحصائيات في فرنسا إلى ارتفاع نسب الطلاق فمن بين كل 100 زواج هناك 54 زواجا نهايتها الطلاق. وقد استغلت عدة وكالات متخصصة في تنظيم الحفلات هذ الظاهرة، حيث برز عدد مُلفت من الوكالات المتخصصة في تنظيم حفلات الطلاق. ومن بينها وكالة the wedding out factory التي أسستها كل من جولي فانسان Julie Vincent وريبيكا حزان Rebecca Hazan . وقد استوحيتا فكرة تأسيس وكالتهما من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنتشر فيها الكثير من الوكالات المتخصصة في تنظيم حفلات الطلاق. وقد شجعهما ارتفاع نسب الطلاق في فرنسا شجعها على تأسيس هذه الوكالة، لأنهما رأيتا فيها تجارة مربحة. لكن جولي فانسان تقول: “إن عملنا ليست متاجرة بمعاناة النساء، كما يعتقد البعض، بل هدفنا هو مساعدتهن على تجاوز تجربة الطلاق القاسية في جو مرح. لذا نعمل على الاهتمام بكل التفاصيل، لضمان ألا تشعر المطلقة بالوحدة، رغم أنها اتخذت قرارا حاسما وصعبا في حياتها”. 

عن gamdan

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *