خسر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، شركة “سعودي أوجيه” في السعودية، التي أعلنت عن إقفال أبوابها وتسريح موظفيها في المملكة بشكل نهائي وكامل اعتباراً من اليوم الاثنين.
وأعلنت الشركة التي ورثها رئيس الوزراء اللبناني الحالي عن والده الراحل رفيق الحريري الذي ترأس غالبية الحكومات اللبنانية حتى اغتياله في العام 2005، في تعميم على موظفيها الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ 16 شهرا،ً أنها اضطرت لاتخاذ هذا الإجراء، دون أن توضح الأسباب الداعية له .
ونقلت صحيفة “عكاظ” السعودية اليوم عن مصادر قولها، إن شركة السعودية للكهرباء ستوقف خدماتها عن شركة “سعودي أوجيه” اعتباراً من اليوم بسبب عجز الأخيرة عن تسديد مستحقاتها.
وأشارت هذه المصادر، إلى أن الشركة لم تكن تملك سوى 3 عقود لمشاريع ما زالت مدتها مفتوحة، وهي عقد تشغيل وصيانة لمدة 15 عاماً لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومشروع بناء قصر خادم الحرمين الشريفين في طنجة، إلى جانب مشروع بناء في مشاعر منى، موضحة أنه تم التعاقد مع شركات أخرى لإدارتها.
وحول مستحقات العاملين السعوديين والأجانب في “سعودي أوجيه” قال المصدر إن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ، أكدت للموظفين أن صرف المستحقات غير مؤكد حتى الآن؛ لعدم وجود أصول للشركة حالياً، على الرغم من أن موجوداتها وأصولها كانت تقدّر بعشرات المليارات من الدولارات قبل بضع سنوات.
وأشار إلى أن الموظفين الأجانب قاموا بتوكيل محامين لمتابعة مستحقاتهم، بينما طلبت وزارة العمل من السعوديين رفع قضية على الشركة لدى محامي الوزارة.
وكانت “سعودي أوجيه” وزعت خطاباً على جميع منسوبيها وموظفيها بداية شهر يونيو /حزيران الماضي يفيد بأن 31 يوليو /تموز هو آخر يوم عمل للشركة، متضمناً مدة الإخطار المنصوص عليها في نظام العمل.
وكانت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية قالت في بيان على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنها تعمل على نقل 600 سعودي في الشركة إلى منشآت أخرى، ووجهت صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لإيجاد فرص عمل مناسبة للسعوديين الآخرين.
وقالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن شركة رئيس الحكومة “سعودي أوجيه” ماتت منذ فترة طويلة، بسبب سعي جهات سعودية ملكية لوضع اليد عليها، وإن ما يحصل حاليا ليس سوى مراسم دفنها. وأكدت أن الحديث يجري عن إفلاس الشركة نهائيا، بعدما طالت المفاوضات مع الجهات الرسمية من دون أن تصل إلى نتيجة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة في تيار “المستقبل” الذي يتزعمه الحريري في لبنان، تأكيده أن انتشال امبراطورية آل الحريري من الإفلاس “بات مستحيلاً”. فالشركة تحتاج إلى ضخ 10 مليارات دولار فيها، دفعة واحدة.
وأضافت قائلة، إن آخر محاولة سعودية لمساعدة الحريري كانت في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز. فالقروض التي حصلت عليها الشركة، باسم الملك، وصل مجموعها، على مدى سنوات، إلى نحو 40 مليار ريال (أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي). وهذه القروض كانت من فئة “القرض الحسن”، أي إنها بلا فوائد. ويقول مطّلعون على أوضاع الشركة إن هذه التسهيلات التي تلقّاها الحريري فتحت الأعين عليه بعد وفاة الملك السابق.
وضج هاشتاغ “سعودي أوجيه” على مواقع التواصل الاجتماعي، بمئات التعليقات والتغريدات التي تشير إلى حجم الكارثة. أغلبها يتحدث عن “تصفية جميع العاملين”، وعن “حالة استنفار داخل الشركة”، فيما طالب بعضها من أهالي الموظفين الموجودين في لبنان بـ”تنفيذ اعتصام أمام السراي للمطالبة بحقوق أبنائهم من رئيس الحكومة سعد الحريري”. وقد توجه بعض المغردين إلى جبران باسيل بصفته وزيراً للخارجية وناشدوه “التدخل السريع لإنقاذ آلاف العائلات اللبنانية المشردة بسبب أزمة الرواتب في الشركة منذ 16 شهرا”.
المصدر: وكالات وصحف سعودية ولبنانية