رمضان اليمن ….الثلج للأغنياء فقط

‏  4 دقائق للقراءة        665    كلمة

الحديدة نيود- متابعات

لا شيء ألذّ على صائم في اليمن من قطعة ثلج يروي بها ظمأه عند إفطاره، بعد 14 ساعة من الصيام، في ظل درجة حرارة تصل إلى نحو أربعين درجة مئوية في بعض المناطق والمدن.

غير أن قطعة الثلج هذه باتت أمنية صعبة المنال لقطاع كبير من الفقراء الذين تزداد أعدادهم كل يوم، مع استمرار الحرب التي تفتك بالبلد الأفقر في الجزيرة العربية منذ 2015، وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق تقارير الأمم المتحدة.

ويرتفع سعر الثلج في الصيف ويتضاعف في رمضان مع زيادة الإقبال عليه، ووفق منير مسعد وهو تاجر مواد غذائية في بلدة جنوبي مدينة الحديدة غربي البلاد، تصل قيمة قالب الثلج الصغير في رمضان إلى 3200 ريال يمني (ستة دولارات أميركية)، بزيادة الضعف عن الأيام العادية.

ويقول للجزيرة نت “ارتفاع الأسعار جعل القطعة الصغيرة من الثلج تصل قيمتها إلى أربعمئة ريال (0.75 دولار)، وهذا المبلغ لا يمكن لكثير من أرباب الأسر توفيره بشكل يومي، على حساب المواد الأساسية مثل الخبز وغيره”.

وبحسب مسعد فإن الثلج كان حاضرا على موائد عدد محدود من الأغنياء في القرى الفقيرة، فهم من يحظون بشرب الماء باردا، لكن في رمضان أصبح للفقراء نصيب مع تقديم الجمعيات المحلية والتجار عطايا من الثلج لهم

منح رمضانية
في منطقة مشرافة يجول ماجد يحيى بدراجته النارية قرى المنطقة الجبلية، محملا بقوالب الثلج ليوزعها على الفقراء، وأضحى هدير محرك دراجته مبعثا للسعادة في بلد يعز عليه الفرح، كونه يوصل للسكان الثلج بصورة مجانية يوميا.

وعلى مدخل قرية الحديّة إحدى قرى المنطقة، ينتظره الأطفال والآباء بحافظات الثلج، وبغبطة يعودون بها إلى منازلهم لتجهيز المياه والعصائر الباردة على موائد إفطارهم، ممتنين للشخص الذي يمنحهم الثلج بصورة مجانية يوميا.

وتوزع قوالب الثلج عبر جهود لجمعيات محلية مدعومة من أموال الزكاة والصدقات في رمضان. وبحسب حميد محمد الذي يعمل مدرسا في القرية، فإن الثلج أهم منحة رمضانية للفقراء.

ويقول المعلم الذي يعمل دون أن يتسلم رواتبه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016 -شأنه شأن مليون ومئتي ألف موظف في القطاع الإداري باليمن- إن توزيع الثلج مشروع عظيم، فالفقراء الصائمون يكونون أحوج للماء البارد في الصيف.

ويضيف للجزيرة نت “أغلب التجار يتجهون إلى توزيع زكاة أموالهم، تمورا ودقيقا وأرزا وسلعا أخرى، وهذا ما درجت عليه العادة منذ سنوات، لكن فكرة توزيع الثلج أضفت فرحة للصائمين”.

ويوضح أنه بالنسبة له فإن المياه والعصائر الباردة هي الأهم على مائدة الإفطار مع ارتفاع درجة الحرارة.

ويتابع “لارتفاع سعره كنت سأبقى محروما منه، فأسرتي تحتاج إلى كمية من الثلج تصل قيمته إلى ألف ريال (دولارين) على الأقل في اليوم”.

وانتقلت تجربة توزيع الثلج على الفقراء في رمضان من القرى الصغيرة إلى المدن الكبيرة، مثل مدينة الحديدة ومدن الساحل الغربي لليمن، إذ تُقدم عشرات الأطنان من الثلج للفقراء الذين يصطفون في طوابير طويلة أمام مراكز توزيعه

عجز في الإنتاج
لا يلبي حجم الإنتاج المحدود لمصانع الثلج في اليمن حجم الطلب المتزايد برمضان، في وقت شكّل انقطاع الكهرباء بمعظم المدن الرئيسة الخاضعة لنفوذ جماعة الحوثيين، مثل العاصمة صنعاء والحديدة، واحدة من دوافع الإقبال على الثلج.

ويقول مصطفى الأخضري -وهو مالك أحد مصانع الثلج- للجزيرة نت في منطقة الحسينية القريبة من ساحل البحر الأحمر، إنه يتلقى أموالا من فاعلي الخير لتوزيع الثلج على الفقراء، لكن زيادة الإقبال أدت إلى عجز يومي في التوزيع.

ويضيف “الثلاجات في المنازل متوقفة منذ خمس سنوات بسبب انقطاع الكهرباء، ويعتمد الآلاف بدرجة رئيسة على الثلج المصنّع، ولا نستطيع أن نفتتح مصانع أخرى حيث يقل الطلب على الثلج بعد رمضان، ويكاد يتوقف في فصل الشتاء”.

ويؤكد الأخضري -مالك مصنع الثلج- أن عددا من الفقراء المعوزين يعودون دون الحصول الثلج لنفاده في وقت قياسي.

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *