المرأة اليمنية تعمل في زمن الحرب
ياسمين تقف داخل المحل

العمل في الأسواق ليس حكراً على الرجال

‏  7 دقائق للقراءة        1350    كلمة

     روزين وياسمين : كسرنا القيود وعملنا في أماكن محتكرة على الرجال 

     الحديدة نيوز – علاء فقيره

   من حقيبةٍ تحتوي على العطور والبخور ، تتجول بها (روزين ) وصديقتها (ياسمين ) تتجولان بها من منزلٍ إلى آخر لبيع الروائح الزكية والعطرة على صديقاتهن وجيرانهن ، إلى كشكٍ صغير وسط (سوق المطراق) بمدينة الحديدة أسمياه ( عالم روزين لبيع العطور والبخور ).
     عملت  روزين (35 عاماً )  بمعية صديقتها  ياسمين (32 عاماً ) وكانتا تحلمان بفتح مشاريع خاصة بهن ، وبفضل إصرارهما وعزيمتهما أصبح حلمهما واقعاً ، وقامتا بفتح كشك وسط أكبر أسواق الحديدة (المطراق )  لينتقلا من مرحلة التجول والبيع في المنازل ،إلى البيع الثابت في الكشك الخاص بهما .
بيع أحذية
جانب من عالم روزين
     بدأتا  العمل في كشك (عالم روزين) بعد أن قامتا بتوفير أنواع كثيرة من العطور والبخور ، واستطاعتا أن يكسرنَ قيود المجتمع ، الذي لايزال يرى عمل المرأة في الأسواق عيباً وغير صحيح ،خصوصاً وأنهما الفتاتان الوحيدتان اللتان تعملان في هذا السوق الذي يعد حكراً على الرجال فقط ،لكن حاجتهما للحصول على مصدر رزق لمواجهة ظروف الحياة المعيشية جعلتهما لا تهتمان لكل ما يفرضه عليهما المجتمع من قيود قد تجعلهما تواجهان خطر الفقر 
    أجبرت الحرب التي اندلعت في نهاية شهر مارس من العام 2015 ، العديد من النساء في اليمن على الخروج للعمل  ، بعد  أن فقد أرباب الأسر وظائفهم وتوقف صرف الرواتب ، مما دفع النساء لفتح مشاريع صغيرة  يعتمدن عليها كمصدر رزق  لهن ، يكسبن من خلالها المال الذي قد يغطي لهن شراء احتياج أسرهن من الغذاء والماء والدواء ، وهو ما يؤكد دور النساء في صمود أسرهن في أوقات الأزمات .

من عالم إلى عالم

      بعد نجاح عالم روزين ومضي عدة سنوات قليلة تم افتتاح (عالم ياسمين، برنسيسة اليمن ) لينتقلن  من عالم إلى عالم  آخر،، هذه المرة يحمل اسم ياسمين الذي يقترن باسم الفتاة إضافة الى أنه مقتبس من الياسمين ذو الرائحة الطيبة والزكية ،وهو مشروع آخر كان يحوي في بداية افتتاحه على اكسسوارات نسائية فقط وبعد مدة زمنية تم إضافة قسم جديد في المحل لبيع الأحذية والحقائب النسائية .
بيع أحذية
جانب من محل عالم روزين
      تقول ياسمين ” كان بجوار عالم روزين أحد المحلات ، ولكن واجَهت صاحب المحل ظروفاً خاصة فعرض المحل للبيع فقمنا بشرائه ، وأعدنا افتتاحه تحت اسم (عالم ياسمين) ، والحمدلله العمل جيد ونستقبل زبائن بشكل يومي ، وكلما رأينا العمل ينجح نقوم بتوفير بضاعة أكثر وبأنواع مختلفة تلبي طلبات الزبائن من مختلف شرائح المجتمع “.
     وتضيف : ” حصلت على تعاون من أحد التجار حيث قام بضمانتي عند تاجر البضاعة الجملة ، وأخذت بضاعة آجل منه بمبلغ مليون ريال يمني أي مايعادل (ألفين دولار )، وقمت  بسداد المبلغ كاملاً خلال عام من تاريخ استلام البضاعة ، ولم أواجه أي صعوبة في افتتاح مشروع عالم ياسمين، برنسيسة اليمن الاسم الاخير هو اسمي المفضل .

تشجيع الأسرة ونظرة المجتمع

       لم تواجه ياسمين أي  معارضة  من قبل أسرتها على العمل وفتح مشروع في أكبر أسواق الحديدة بل لقيت تشجيعاً وتحفيزاً كبيراً منهم تقول لموقع “الحديدة نيوز ” : أسرتي تقف إلى جانبي دائماً فأنا الوحيدة التي تعيلهم بعد وفاة والدي . أعمل منذ عقدين من الزمن منذ  كان عمري ثلاثة عشر عاماً  عندما توفي والدي الذي كان هو المعيل لنا،  فأصبحتُ أنا  المعيل لإخوتي  بعد وفاته ، وعملت في أماكن محتكرة للرجال فقط عملت في مركز اتصالات ومن ثم  في مطعم و أيضاً في إدارة محل لبيع الوجبات السريعة والآيسكريم وعملت مسوقة لدى المؤسسة الاقتصادية لمدة سبع سنوات.
      وعن نظرة المجتمع تقول ياسمين  ”  البعض من أفراد المجتمع   ينظر لنا نظرة غريبة ، وكأنه يقول لنا لماذا تعملن هنا في هذا المكان ، لا أدري لماذا هذه النظرات . وتتساءل : لماذا لايزال البعض يرى أن المرأة مكانها في المنزل فقط؟ ، هل يعني ذلك أن نجلس في منازلنا و نترك أسرنا تموت من الجوع ؟ لماذا كل هذه القيود المفروضة على المرأة؟وتضيف “هناك في المقابل البعض يشجعنا على العمل لأننا نأكل من  عرق جبيننا “.
المراة اليمنية تعمل
أحذية معروضة للبيع في عالم ياسمين

أحلام وطموحات

        تمتلك ياسمين أحلاماً كثيرة ومنها أن  تفتتح عوالم أخرى، كعالم مملكة اليمن والذي تطمح بأن يكون مول كبير ،وتستقبل زبائنها برائحة البخور من صنع يديها ، التي جعلها الزمان تنشر الروائح الزكية لتكون ياسميناً اسماً وفعلاً ، وأحلاماً أخرى كلها بحد ذاتها تثبت بأنها عالم من العزيمة والإصرار.
       كما أنها تحلم بالالتحاق بالجامعة ، فهي ورغم أنها كانت تعمل منذ سنوات ، إلا أنها كانت تدرس بنظام  المنازل طوال مراحل دراستها حتى أكملت الثانوية ، لكنها لم تحصل على المعدل الذي يؤهلها في دخول تخصص (إدارة أعمال) الذي حلمت به ، و لم تيأس،  فأعادت التسجيل مجدداً هذا العام ، وتنوي أن تجتهد أكثر ، وتذاكر حتى تحصل على معدل قوي تحقق به حلمها.

نصيحة لكل امرأة

        تنصح ياسمين كل النساء  بالعمل وكسب لقمة العيش بعرق جبينهن ، وأن لا ينتظرن المساعدة من أحد ، وأن يبادرن لتعلم مهارات جديدة تساعدهن على الحصول على فرص عمل ، مثل الخياطة والتطريز، والكوافير ، وصناعة البخور والعطور، وغيرها من المهارات التي يعملن فيها النساء ، فالعمل ليس عيباً خصوصاً في ظل هذه الظروف الصعبة ، التي تحتاج الأسر فيها إلى من يقف معهم  لمواجهة متطلبات الحياة اليومية ، والمرأة يقع عليها دور كبير أيضاً في مساعدة أسرتها ، من أجل أن لا يقعن في دائرة الفقر .

عن Admin

شاهد أيضاً

سمارةfm تحتفي بعيدها الرابع

‏‏  1 دقيقة للقراءة        169    كلمةالحديدة نيوز /قسم الاخبار: احتفلت أسرة إذاعة “سمارة إف إم” الشبابية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *