زوج بنت الثمان وعليه الضمان …زواج القاصرات

الحديدة نيوز – امة الرزاق االقزحي

في الأونة الأخيرة وبالتحديد في السنوات السبع الماضية انتشرت ظاهرة الزواج المبكر للقاصرات وبشكل لافت في أوساط المجتمع اليمني ومن بينها الحديدة ،نتيجة الوضع المعيشي المتردي ونزوح أكثر العائلات وغياب التوعية والعوز والقفر الذي جعل بعض الاسر توافق على زواج طفلة قاصره لم تبلغ السن الحقيقي للزواج.

رجاء ذات الـ 15 عاماً تسكن في محافظة الحديدة وجدت نفسها متزوجة في وقت مبكر من عمرها وبعد سنة من زواجها لم تكتمل فصولها اذ انها تعول طفلها بمصروف يومي صغير 1000 ريال يدفعه لها والدها الذي هو ايضاً يعيش وضعاً معيشياً صعباً فيما زوجها يسكن مع زوجته الأخرى لا يعرف ما هي عليه هي وطفلها وأصبحت هي من يلعب دور الام والأب في ان واحد.

وحسب تقرير لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإن الفقر وانعدام الأمن من الأسباب الجذرية لتزويج الأطفال والزواج المبكر والقسري، لا سيما في المناطق الريفية وأوساط المجتمعات المحلية الأشد فقراً التي تعتبر- غالباً- الزواج وسيلة لضمان الكفاف الاقتصادي للفتيات والنساء اللواتي ليست لديهن إمكانية الوصول إلى الموارد، واللواتي يعشن في حالات فقر مدقع.

ويعد الزواج المبكر من أخطر الظواهر التي يعاني منها المجتمع ، حيث لا توجد في الدستور اليمني قوانين ثابتة وملزمة تحدد سناً آمنة للزواج.

وتشير احصائيات سابقه ايضاً أن مشكلة الزواج المبكر هي سبب رئيس لمشكلة ارتفاع معدل وفيات الأمهات والأطفال حيث تتعرض الفتيات اللاتي تزوجن مبكراً لأضرار صحية كبيرة فحمل الفتاه في فترة زمنية مبكرة من عمرها لا يكتمل في كثير من الأحيان لعدم قدرتها الجسمانية على الحمل مما يؤدي الى الإجهاض المبكر نتيجة عدم اكتمال العلاقة الهرمونية بصورتها التنظيمية النموذجية المنتظمة وللزواج المبكر ايضاً أضرار وأثار سلبية كبيرة ومنها على الصحة النفسية وحرمانها من حقها في التعليم .

يخلق الزواج المبكر الكثير من المشكلات الناجمة عن قلة التفاهم بين الزوجين، وذلك لوجود اختلاف في مستوى الإدراك والتفكير لديهما، وعدم وجود التوافق بينهما، فالفتاة التي تتزوج في سن مبكر لا تعرف في الغالب ما يفضله شريكها، فتعيش معه دون وجود أدنى حد من التوافق بينهما، مما يدمر حياتهما. وهو ما جعل الكثير من المهتمين يرون أنه بالإمكان تفادي الأضرار المترتبة على الزواج المبكر و الحد منه من خلال

زيادة الوعي ، وسن قوانين ، وتعليم الفتيات ،وتوفير الامن الاقتصادي للمجتمع .