تتصاعد تداعيات الحرب والحصار بقسوة على معظم اليمنيين من مختلف الأعمار، إلا أن الاطفال أكثر عرضة لتلك التداعيات، وقد تسببت بارتفاع اعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية في البلاد من 320 ألف طفل نهاية العام 2014م، إلى أكثر من مليوني طفل حاليا يعانون من سوء التغذية، منهم 400 ألف طفل يواجهون الموت.

أمس الجمعة، كشفت مصادر صحية في مديرية أسلم بمحافظة حجة وصول 7 أطفال مصابين بسوء تغذية حاد إلى المركز الصحي المتواضع في المنطقة، مؤكدة أن الأطفال تتباين أعمارهم ما بين عامٍ واحدٍ و3 أعوام، وهم ينحدرون إلى قرية واحدة من قرى المديرية المحرومة من أدنى الخدمات.

ولفت المصدر إلى أن المركز الصحي الوحيد في المديرية يفتقر لطبيب أطفال، وللكثير من الادوية والمستلزمات الطبية.

الحالات الجديدة للمصابين بسوء التغذية الحاد من الأطفال في مديرية أسلم ليسوا الوحيدين، فهناك المئات من الاطفال في مديريات محافظة حجة يعانون من الحال نفسه.

وفي محافظة الحديدة، التي تواجه حرباً ضروس، يعاني الاف الأطفال من المأساة التي اصبحت تتهدد جيلاً بأكمله، جراء الحصار والحرب التي دخلت عامها الرابع من دون انحسار.

المجتمع الدولي أمام كارثة إنسانية

تفشى سوء التغذية الحاد في أكثر من محافظة يمنية، ينذر بكارثة إنسانية قد لا يستطيع المجتمع الدولي مواجهتها، وهو ما سبق ان حذرت منه العديد من المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني في اليمن، كمنظمة الـ«يونيسيف» ومنظمة «أنقذوا الأطفال» الدولية وغيرها.

المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة «الإنقاذ»، يوسف الحاضري، أوضح ان «نتائج آخر مسوحات قامت بها الوزارة لتنفيذ عمليات التحصين الموسع من بيت إلى بيت للأطفال دون الخامسة من العمر، أكدت ان عدد الاطفال في اليمن ما دون الخامسة يقدر بنحو 5.156.591 طفل، منهم 2.250.000 طفل مصاب بسوء التغذية، بما نسبته (واحد من أصل ثلاثة اطفال)».

ولفت إلى أن من بين الأطفال المصابين هناك 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم»، مشيراً إلى أن «الأطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم مهددون بالموت في غضون أسبوعين، إذا لم يتم تغذيتهم ومعالجتهم خلال هذه الفترة الزمنية».

وذكَّر أن وفيات الأطفال دون سن الخامسة خلال الفترة الممتدة ما بين 2016-2018، بلغ 180 ألف طفل.

وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة «الإنقاذ»، أن «المخاطر تتهدد حياة الطفولة في اليمن من كل حدب وصوب»، مشيراً إلى أن هناك «ما نسبته 88% من الأطفال اليمنيين مصابون بفقر الدم، وبمعدل ٩ من أصل 10 أطفال، ما يعني ان عدد الضحايا من الأطفال الذين يموتون نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اليمني أشد وأفظع وأكثر بـ 100 ضعف من ضحايا التحالف نتيجة القصف المباشر عبر الطيران».

وتابع الحاضري : «يسقط أطفال اليمن موتى بواقع طفل كل 10 دقائق، وقد تكون النسبة أعلى، لأسباب عدة أهمها سوء التغذية وفقر الدم والامراض الوبائية المزمنة».

يشار إلى ان تدهور سعر صرف العملة اليمنية امام الدولار تسبب بتدهور الاوضاع المعيشية إلى أدني المستويات خلال الشهرين الماضيين، ومع تواصل تدهور العملة بفعل السياسات التي تنفذها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي كطباعة تريليوني ريال من دون غطاء، أمر قد يوصل بالكثير من اليمنيين إلى العجز الكامل عن توفير كسرة الخبز لأطفالهم وذويهم. المصدر : العربي .