خاص / الحديدة نيوز
مقال بقلم / الهام ابوبكر
كانت الساعة السادسة صباحا حين ظل المنبه يرن ويرن لكي ييقظني للدوام ..
ولكني كالعادة لا استيقظ الا بعوامل خارجية إضافية كصراخ امي او غضب ابي او شكوى الجيران من ضجيج منبهي ..
ولكن هذا اليوم كان العامل الخارجي اكثر تأثيرا من غيره ، فقد استيقظت على سمفونية اصدرتها دبب غاز جارتنا وهي تتدخرج أرضا ..
ماذا ؟ دبب غاز في الحديدة ؟!
مرحة ، لقد اشتقت للخبز والفول بدلا عن ذلك البسكويت المقرر الرسمي منذ اكثر من اسبوع اقتصادا لما تبقى من غاز ..
ها انا ابدأ يومي بسمفونية شيقة تحمل اخبار مفرحة ،
وكما يقولون ( يا فرحة ما تمت !! )
خرجت ..
ماهذا ؟
اهو عيد ؟
ما هذا شوارع الحديدة تكتظ بعد هدوء مرهص دام طويلا ، الباصات حول المحطات كالنمل على قطعة حلوى لا تكاد ان تُرى !!
دبب الغاز ودحرجتها تملى الشوارع !!
يبدو ان اليوم سيؤارخ كعيد للغاز !!
التاسع عشر من مارس عيد رسمي لدبب الغاز في اليمن ..
فالاحتفالات بها تتم بشكل تلقائي افتراضي .
خرجت من المنزل الساعة السابعة والنصف لأصل كالعادة الساعة الثامنة ، اوه لقد نسيت اليوم عيد ، اخشى ان اتاخر عن المحاضرة ..
ذهبت بسيارتي .. لا اتذكر سوى ان كانت رجلي على البريك كل ثانية .. لم اصل كليتي الا بعد الساعة الثامنة والنصف ..
ياللهي لقد تأخرت نصف ساعة عن المعتاد !!
لقد كانت الشوارع مزدحمة جدا في كل محطة اكثر من الف باص والضعف لدبب الغاز ، الناس فوق بعضها تتسابق .. وما أصابني حقا بالذهول عندما سمعت إحداهن تصرخ وتريد دبة غاز كاملة !!
اهي بالتقسيط ؟
ولم افهم كلامها وصراخها الا حين عرفت انهم يصرفون فقط نصف دبة !!
بعد كل هذه المساربة والانتظار والاحتفالات من الفجر وسنؤرخ اليوم بيوم عيد الغاز والتأخر عن المحاضرة ووو … الخ
الناتج نصف دبة !!!
يا له من خبر مضحك او مؤسف ،، لا اعلم !!
كل ما اعلمه ان الحرب اخدت مننا الكثير ..
اخدت ابسط حقوقنا !
جعلت الحق مطلب يصعب الوصول اليه !
جعلت مننا كالقطط الجائعة ما ان رماها احد بحذاء – اعزكم الله – حتى هرولت لتلتهمها !!!
اسفة حقا !! اسفة على شعب جائع مريض يعاني ..
شعب ميت بس عايش عناد !!
