صَبَاحُ الخَيْرِ.. يَا اااااااااااااااااا(جَنَدِي)
بقلم-المحامياحمد محمد نعمان مرشد
بمجرد وقوع نظر القارئ الكريم على هذا العنوان سَيَدِب إلى رأسه وعقله تساؤلات كثيرة منها لماذا عنون الكاتب مقاله بهذا؟ وغيره من التساؤلات الأخرى لكن المهم والاهم منه أن عبده الجندي رجل إعلامي وكاتب صحفي اعتقده يقوم مبكرا ليشتري الصحف اليومية والأسبوعية للاطلاع عليها هذا فضلا عن اطلاعه على أي مقال له إن كان قد كُتِبَ في صحيفة الجمهورية أو الثورة أو يستمع إلى أقوال الصحف في إذاعتي صنعاء وتعز فلعل المذيع يقرأ مقتطفات من مقالاته ولذا أحببت أن يكون عنوان هذا المقال (صباح الخير ياجندي) ناهيك أن المذكور رجل نكته وساخر فأحيانا يحكي للصحفيين ومراسلين القنوات حكايات عن (جدته) أو عن جارته أو عن علي ابن زايد أو عن مخلف والده وغير ذلك وما دعاني لكتابة هذا المقال انه بينما كنت أتصفح صحيفة الجمهورية في عددها رقم (15380) وتاريخ 16/1/2012م فوجئت بصورة عبده الجندي والى جوارها مقالاً له بعنوان (التعددية والتنوع الإعلامي) في مساحة أضواء الجمهورية التي كان يكتب فيها سابقا في عهد إمبراطوريته التي كان يُعظم فيها الحاكم ويُمجده ويسبح بحمده وجزيل عطائه ويتوسل بأفعاله وتارة يسأل الله أن يجمعه به ولكن لا ندري أين … وقد ذكر سابقاً في إحدى مؤتمراته انه يحبه وسيُحشر معه والمرء يُحشَر مع من أحب في الجنة أو في النار. فقررت على الفور قراءة مقاله قبل أي مقال أخر ووجدت أن الرجل قد جاء بمشروع جديد ومقترح بليد وبرأي غير سديد فاستقر لدي انه أصبح يعيش غير سعيد لاسيما بعد تشكيل حكومة الوفاق وتعيين الأستاذ (علي العمراني) وزيرا للإعلام فأصِيْبَ المذكور بخيبة أمل لان بضاعته الغير مثمرة لن تجد َرواجاً أو سوقاَ تباع فيه فقد أصبحت فاسدة ومنتهية الصلاحية لأنها كانت تباع للعجيز والمغفلين فقط ويسخر منها الشباب الأحرار لأنهم يعدون الجندي من الأشرار بل ومن المفسدين الكبار غير انه أورد في مقاله مقترحات ونصائح أشبه بما كان عليه من البلاوي والفضائح ولأنه لم يُوفق في البقاء (نائباً لوزير الإعلام) حيث أقاله الوزير العمراني وبذلك انطفأت نار الفتن بالشعب والقلاقل وبدأ ينكمش الفساد على مراحل لان مؤتمرات الجندي كانت بواطل يبيع فيها التهريج بمقابل من الخزينة العامة مش مهم ولو ظل الشعب سائل غير انه ظل مستمراً مواصل .وقد اقترح الجندي إلغاء وزارة الإعلام من حكومة الوفاق وإنشاء مجلس إعلامي بدلا عنها تشارك فيه جميع الأحزاب السياسية حاكمة أو معارضة ثم قال انه في ظل التعددية السياسية الحالية لم تعد هناك حاجة لوزارة إعلام واعترف الجندي أخيرا بان الإعلام الرسمي هو إعلام الشعب بكل قواه السياسية والحزبية ..الخ فأين كان إبداع الجندي ومقترحاته ؟ ولماذا لم يتقدم بها في ظل الحكم البائد في السنوات والعقود الماضية التي كان الحكم فيها مغتصب والإعلام الرسمي محتل ؟ فقد كان الجندي من أبواق النظام التي تشن حرباً ضروساً على الثورة والثائرين والمعارضة والمعارضين وذلك في القنوات الفضائية الأربع التابعة للحاكم وفي إذاعاته المسموعة وصحفه الرسمية وكان الجندي واليماني والشامي والصوفي يتصدرون هذه الوسائل وينفخون الكير ضد الشعب ويحرضون الجيش والأمن الموالي للنظام على إخماد الثورة وقتل الثوار وعلى الرغم من أن جميع وسائل الإعلام الرسمية المذكورة وضعها الحاكم لخدمته وحزبه حيث أصبحت تتبع الحزب والفرد والأسرة لا الشعب والدولة بيد انه عندما باشرت قناة الجزيرة الإخبارية نقل مجزرة (جمعة الكرامة) من وسط ساحة التغيير في العاصمة صنعاء وفضحت جرائم النظام فدب إليه الخوف ووجه بلاطجته ومسلحيه إلى مقر قناة الجزيرة فقاموا بنهب جميع أجهزتها ومعداتها كما قام النظام بطرد مراسليها ليلاً إلى خارج اليمن دون سبق إنذار لا لشيء إلا أنها تغطي الأحداث بمهنية ومصداقية تامة ولهول ما حدث في جمعة الكرامة من مجزرة بشعة ارتكبها النظام هزت كيان الحاكم وكادت تهوي بعرشه وحينها قال صالح (سقط اليوم النظام) فبادر بالبحث عن ناطق رسمي باسمه يتناسب مع وضعه السياسي المتدهور والذي أوشك في حينه على الانتهاء فلم يجد سوى (عبده الجندي) فعينه بمنصب نائب وزير الإعلام بعد يوم واحد من ارتكاب مجزرة جمعة الكرامة في 18/مارس آذار الماضي /2011م التي غيرت مجرى الأمور في اليمن وكان اختيار الحاكم للجندي في ذلك الظرف العصيب لما يتمتع به من طريقة كوميدية إن دلت على شيء فإنما تدل على لا مبالاة المتحكمين في البلاد والأمر ولان تعليقاته تَلقى رواجاً فهو الذي يتخاطب ببساطة ويدغدغ عواطف العامة بطريقته التي تعكس حالة الطفش والضيق هذا فضلا عن أن الجندي انعكاساً لثقافة انحطاط وتخلف رسخها نظام صالح لثلاثة عقود كما انه خير تعبير عنها لكنه بعد أن أزيح من منصبه كنائب لوزير الإعلام شعر بالهزيمة الساحقة له وللنظام الذي يخدمه ويروج له لاسيما وان الوزير الجديد قد وجه الإعلام الرسمي بالحيادية والعمل على تهدئة الوضع وإخماد الفتن والقلاقل وذلك عكس توجهات الجندي وبقايا النظام وقد شعر (صالح) بمعاناة الناطق الرسمي باسمه ونظامه فما كان منه إلا أن دعى حزبه إلى اجتماع طارئ وظهر بالتلفاز متحدثاً فيهم والى جواره (عبده الجندي ) الذي ظل صامتا لا يُسئل ولا يجيب اللهم سوى ظهوره إلى جانب (صالح) المنتهية ولايته إذن فعبده الجندي بما هو عليه من سخرية و من ضحك الناس عليه من خلال حركاته وقيامه وقعوده وأحاديثه وتصرفاته أصبح جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي اليمني السيئ الذي لا يمكن وصفه بأكثر مما ورد في المثل القائل (شر البلية ما يضحك) فالإعلام الرسمي الذي كان الجندي جزءً منه افسد في البلاد خلال الفترة من فبراير 2011م وحتى تشكيل حكومة الوفاق الوطني أكثر من فساده في الثلاثة العقود الماضية فقد عمل الجندي وأشباهه من الإعلاميين خلال الفترة الماضية على محاولة تجميل مساوئ النظام وتغطية جرائمه وستر عوراته وإخفاء مساوئه التي لا حصر لها مع العلم أن الجندي وأمثاله من الإعلاميين التابعيين للنظام هم الذين حرضوا القتلة والمجرمين على قتل الشباب وتخريب البلاد وتسببوا بسقوط آلاف الأحرار بين شهيد وجريح ولو توجه أولياء الدم والجرحى إلى قضاء الثورة لِطلبِ حقوقهم ودماء مؤرثيهم من المحرضين والقتلة لحاز الجندي وأمثاله من الإعلاميين أبواق الفساد على المراتب الأولى في الاتهام واحتاجوا إلى محكمة خاصة وقضاء استثنائي يتناسب مع جرائمهم البشعة وأفعالهم المنكرة لكن الأمر في ذلك راجعا إلى أولياء الدم والمصابين فالقاعدة الشرعية تقول (يخل المدعي وسكوته ) والشاعر يقول:
إذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةَ
فَلا تَظننَ أنّ الليثَ يبتسمُ