سهام باشا
#خاص الحديده نيوز
اﻹسم وحده كفيل بزرع تساؤل كل من لم يعرف بعد طريق الوصول إلى الحالمه تعز… اللتي تحلم بالحريه وفتح الطريق الرئيسي المؤدي إليها في ظل النزاع والصراع الﻵمنتهي على أطرافها.
تلك المدينه المكتظه بالسكان والمنبعثه منها رائحة الريحان المختلط بهوائها النقي لم تعد عهدناها.. فقد إختلطت رائحة الريحان الفواح برائحة بارود قاتل سمم سكانها وخنق حريتهم..
رحلتي إليها ليست بتلك الرائعه كما تصورتها فقد سلكنا طريقآ رأينا الموت ينتظرنا فيه من كل جانب
طربق (مقبنه) الموصله على جبل حبشي إحدى مديريات تعز كادت أن تكون (مقبره) للمسافرين فيها لوعورتها تلك الطريق اللتي ترك فيها الشيطان أوﻻده وهرب كما وصفها والدي الذي ناضل معي
هنا كان البطل الحقيقي في هذه المسيره ليس له صله بأي شخص منا فقد كانت بطله حديديه..صالون تويوتا دفع رباعي موديل 84 الذي تبين لنا وكأنه عمرها الحقيقي لقدمها
من البرح إنطلقت بنا إلى تلك الطرق الشاحبه والموحشه اللتي ﻻ يجد المسافر فيها ما يروي عطشه ويسد جوعه.. تسلقت بنا الجبال العاليه في سبيل إيصال ركابها المتشبثين بها إلى أهلهم وذويهم بالسﻻمه.
في جبال مقبنه إحدى مديريات تعز نحتت بطلتنا بعجﻻتها على الصخر والحجر أعظم البطوﻻت برفقة مسافرين مناضلين لم يستسلمو للصعاب في هذه الحرب اللتي قطعت عليهم الطريق.. حيث كانت تصعد الجبل بأنين عجوز مسن لم يحتمل عناء السفر وتنتهي بهرولة طفل فرح مسرع إلى أحضان أمه
وهنا كان المسافرين متمسكين بها بقوه وقد ترك الحديد بصمته على أيديهم وهي تتمايل بهم في تلك الطرق الفرعيه في أحضان جبل حبشي..
وفي طريقنا إلى البيرين لفظت بطلتنت أنفاسها اﻷخيره لتترك مسافريها يلتحلفون الظﻻم وقساوة البرد في طريق طويل وعره لم يرو فيه غير الضوء القمر.. تعطلت سيارتنا في تلك القفره الموحشه ولكن الحمدلله على ذلك العطل وإﻻ كنا نحن من سيلفظ أنفاسه اﻷخيره في أحد المنحدرات الجبليه وستكون النهايه ..
نزل السائق يضرب أخماسآ بأسداس يتلمس علها تفيق من غيبوبة عناء الطريق القاسي ليواصل طريق عمله وإيصال مسافريه لكن ﻻ جدوى..
ماهر.. الشاب العشريني الذي يعمل سائق في هذه الطرق لنقل مسافرين ورسائل إلى تعز بدى على مﻻمح وجهه وكأنه في اﻷربعين من عمره فقد سرق الحرب الذي قطع عليه طريق السﻻم عمره الحقيقي ليجد نفسه يتخبط مع سيارته والمسافرين معه في طرق كشرت بأنيابها في ظل حرب ونزاع قطعت عليهم الطريق القريب واﻵمن إلى مدينتهم تعز..
جلس ماهر بالقرب من سيارته المنتهيه كغيره من السائقين بشكو الحال من سوء الطريق الفرعي الذي يقضي فيه معظم وقته ذهابآ وإيابآ في سبيل توفير لقمة عيش هنيه مغامرآ بنفسه في تلك الطرق اللتي ﻻ ترحم ومن غﻻء المشتقات النفطيه بقوله :
أنها تأخذ الجزء اﻷكبر من قوت أهله الذي يسعى جاهدآ في توفيره لهم وأنه لم يعد قادرآ على تحمل غﻻئها وأحيانآ إنعدامها من المحطات مما يضطر به اﻷمر إلى إرتفاع كروة الركاب لتصل إلى 8 ألف ريال لكل شخص … فمن أين يأتي بها ذلك المواطن الضعيف في ظل حرب جباره إستنزفت كل اﻷعمال ودمرت اﻹقتصاد لتعلن عن البطاله ، ولم يقتصر الوضع على هذا فقط فقد زاد إنقطاع الطريق الرئيسي من حجم معاناة ذلك المواطن الضعيف الذي ﻻ يدري من أين تأتيه المصائب اللتي دفعت بها الحرب على عاتقه..
ففي هذه الطريق الفرعيه المؤديه إلى تعز السائق هنا يشكي والراكب يأن.
ولكن بالصبر والعزيمه تقاسم المسافر والسائق عناء الطريق وهموم حرب ظالمه بعثرت كيان شعب بأسره .. فهل من مغيث؟
فالمسافر في هذه الطريق نشف ريقه وأنهكت قواه عناء سفر طويل على أمل الوصول إلى أحضان أسرته بأمن وسﻻم حامﻵ إليهم ما تبقى لو من مصروف أخذ منه غﻻء المواصﻻت الحصه الكبرى في ظل غﻻء المشتقات النفطيه اللتي سرقت الحرب وفرتها والطرق الملتويه والموحشه المؤديه إلى تعز اللتي نخرت في السيارات وأخذت منها قوتها.
ويبقى السؤال هنا.. هل سيصل هذا المسافر بسﻻم في ظل هذا الصراع والمعاناه في الطرق الملتويه ؟!
نداااااء….
إفتحوا طريق السﻻم .. لنتجنب طريق الموت.