الحديده نيوز /خاص
أمة الرزاق القزحي
” الحرب حرمت أبنتي لبنى من الالتحاق بالمدرسة ” وانا كأي أم أتمنى أن تحصل ابنتي على تعليم جيد بهذة الكلمات الحزينة والحروف تخنقها الغصة بدأت أم لبنى حديثها ل ” الحديدة نيوز ” هكذا يبدو التعليم في اليمن في ظل الوضع الإنساني المتدني الذي يعيشه المجتمع منذ ما يقارب خمسة أعوام، ولكن تبقى الفتاة اليمنية المتضرر الأكبر من هذه الوضع، فمن لم تحرمها الحرب من الالتحاق بالمدرسة، حرمتها ظروف الحياة وربما الأهل من ذلك، حيث تحرم بعض الأسر الفتاة من التعليم كونها ترى أن عمل الفتاة يقتصر على جلب الماء والحطب أو العمل في الحقول خصوصا في الريف اليمني، وهو الأمر الذي يتسبب في حرمان الكثير من الفتيات من حق الحصول على التعليم.
لبنى الطفلة السمراء ذات السبعة أعوام، والتي أجبرتها الحرب المشتعلة في محافظة الحديدة على النزوح مع أهلها إلى العاصمة صنعاء، واحدة من آلاف الفتيات اللاتي حُرمنَ من التعليم لأسباب عدة أبرزها الحرب.
تقول الطفلة لبنى ببراءة جميلة ” أنا نزحت من الحديدة مع أهلي وضاعت عليَّ سنة، قد كنت سعيدة إني سأدرس ولكن الحرب لم تدعني أذهب إلى المدرسة”.
حاولت أم لبنى إلحاق ابنتها في إحدى مدارس صنعاء ولكنها فشلت، بسبب ظروف النزوح وعدم استقرار الأسرة في مكان واحد، وهو الأمر الذي حال دون دراسة لبنى، وتسبب في ضياع عام دراسي كامل.
تقول أم لبنى “في العام الماضي كانت لبنى كلما رأت الفتيات قريناتها يذهبن إلى المدرسة، تسألني: لماذا أنا الوحيدة التي لا أذهب للمدرسة؟ كنت لا أعرف كيف أرد عليها ولكني كنت أعدها أن نسجلها في المدرسة العام القادم”.
لم يقتصر سبب حرمان لبنى من التعليم على ظروف النزوح فقط، بل إن الظروف المادية شكلت عائقا كبيرا أمام أسرتها، فقد أرادوا تسجيلها في إحدى المدارس الخاصة، كون التعليم في المدارس الخاصة جيدا، مقارنة بالتعليم في المدارس الحكومية الذي أصبحت شبه متوقفة.
ولكن لم تستطيع الأسرة توفير المبلغ الكبير الذي طلبته المدرسة مقابل دراسة لبنى في العام الواحد.
ومع بداية هذا العام الدراسي الجديد سعت الأسرة على تحقيق حلمها في التحاق ابنتهم بالمدرسة، وبالفعل التحقت لبنى بالمدرسة، وارتسمت البسمة على وجهها وهي ترى أنها قد حققت الحلم التي تصبو إليه، فمتى يتحقق حلم كل فتاة ترى أن التعليم نافذة للعبور إلى مستقبل أفضل.