طقوس مختلفة لاستقبال العيد في الحديدة

طقوس مختلفة لاستقبال العيد في الحديدة

الحديدة نيوز / أمة الرزاق القزحي 

 تختلف العادات والتقاليد الشعبية في اليمن ، لاستقبال العيد من منطقة لأخرى حتى ولو كانت بدرجات متفاوتة

أو حتى قليلة ولكنها تعد عادات وتقاليد تقتبس طقوسها من العادات الدينية ومن زمن حضاري أصيل ، حيث استطاع اليمنيون الحفاظ عليها وعلى هذه الطقوس عبر أجيالهم ومنهم أبناء الحديدة.

في ريف تهامة في محافظة الحديدة يحرص الأهالي على إحياء عادات وتقاليد توارثها الأبناء منذ القدم، حيث تستعد المرأة التهامية لاستقبال العيد مبكراً ، فتقوم بأعمال النظافة والترتيبات للمنزل إضافة إلى دهن قوائم القعايد (أسِرَّة خشبية يشتهر بها الريف التهامي) .

القفز على الجمال.. رياضة شعبية مثيرة في #الحديدة وتشتهر قبيلة الزرانيق بممارسة هذه اللعبة الرياضية

الحناء والفل 

تبدأ تلك الطقوس المتوارثة بين أبناء تهامة للاحتفال بيوم العيد ، لذا نجد المرأة التهامية في ليلة العيد

البدء في عمل النقش على كفوفهن ووضع الحناء على أرجلهن في أشكال جميلة تسر الناظرين لها,

ويرى سكان ريف تهامة رمز الفرح في تجمع الفتيات في بيت (المنقشة) ليلة العيد والتي تقوم بنقش الحناء

على أيديهن وأرجلهن برسوم جميلة تضفي الزينة ، وتنبعث رائحة الفل التهامي الجميلة ،

الشهير في الأزقة والحارات في ريف تهامة خلال ساعات المساء والتي تتزين بها المرأة التهامية

كأحد أبرز العادات والتقاليد الدالة على البهجة والسرور.

أجواء مليئة بالسعادة والروحانية

يروي الحاج محمد العباسي 50عاماً ” لموقع الحديدة نيوز “في صباح يوم العيد يتوجه أبناء تهامة

صوب الساحات المخصصة لأداء صلاة العيد ، وهم مرتدين الزي التقليدي التهامي المتمثل

في (المعوز والشميز) حيث يلبس كبار السن (المحظي والشميز الأبيض) وتزين رؤسهم كوفية ( طاقية) بيضاء أو عمامة.

والبعض منهم يضع شالاً على كتفيه ، ويحرص سكان الريف التهامي على التكبير والتهليل

أثناء خروجهم من المنزل وحتى وصولهم إلى مصليات العيد مبتدئين لاستقبال عيد الفطر المبارك

في أجواء مليئة بالسعادة والروحانية.

 ويضيف أيضاً أن العيد في ريف تهامة يتميز بالسلام الجماعي بعد إكمال صلاة العيد،

وتبادل تهاني العيدية والدعوات في اجواء حميمية خالصة، حيث يقوم الآباء مع أبنائهم ب

المرور على الأهالي والأقارب لا سيما كبار العائلة، ويتبادلون الزيارات العيدية .

الألعاب النارية خطر يفسد فرحة الأعياد

 ويقول الحاج محمد ” يحرص الأطفال على الذهاب للمصلى مع أهاليهم مبكراً ، ليس للصلاة وإنما للّعب

فهم يجهزون مفرقعاتهم من قبل العيد وما إن ينتهي الناس من الصلاة والاستماع للخطبة

حتى يبدأ الأطفال في مهرجان الألعاب النارية الخاص بهم في مشهد فرائحي بهيج وسعيد يتكرر ذلك المشهد في كل عيد .

الرقصات العيدية 

ويتحدث عبد السلام علاء 56 عاماً “للحديدة نيوز ” أن من أبرز طقوس العيد لدى أبناء تهامة الرقصات

التهامية المتفردة بألوانها وطابعها الفريد، والتي تكون حاضرة في جميع المناسبات كالعيد وغيرها ،

وتشتهر ريف تهامة بمحافظة الحديدة بإيقاعات و رقصات شعبية مثل” الزحفة، الحقفة، الكندو” .

أكلات شعبية 

 تخبرنا خديجة محمد” 45عاماً “يتميز الريف التهامي بالعديد من الأكلات الشعبية الموسمية

التي تحرص المرأة التهامية بإعدادها في البيوت وأهمها أكلة (المحشوش) الذي يعتبر من أهم الأطباق

الرئيسية على موائد الأسر الريفية بتهامة في أيام العيد .

حيث يتكون المحشوش من قطع صغيرة من اللحم والشحم توضع في قِدر كبير على الجمر

ويتم تحريك الشحم حتى يتحول إلى زيت، وتوضع قطع اللحم الصغيرة في ذلك الزيت حتى تستوي

وتضاف إليه البهارات والهيل، , يمتاز المحشوش بتجمده وبقائه لفترات طويلة تصل إلى عدة أيام .

ويتم تسخينه لدقائق حتى يتحول إلى زيت ، ويُحفظ بنكهته ومذاقه الذي لا يتغير تقول “خديجة محمد ” وهي واحدة من سكان ريف تهامة بمديرية الزيدية بالحديدة بأنها تحرص على تعليم الفتيات وبناتها طريقة طهي المحشوش بأفضل الطرق التي تعلمتها من والدتها قبل خمسة وعشرين عاماً.

وتختتم حديثها بأنها ” تقوم قبل العيد بحوالي أسبوع بتجهيز الحطب والفحم الجيد ، واختيار أجود أنواع البهارات التي تضفي نكهة مميزة للحنيذ والمحشوش.