الحديدة نيوز موقع إخباري يمني مستقل مختص بنشر الأخبار والقصص الإنسانية والتقارير من محافظة الحديدة-اليمن، الحديدة نيوز، hodeidah news
|
|
4 دقائق للقراءة 672 كلمة
المنشد عبدالرحمن بكيرة رائد فن السماع والإنشاد في تهامة
الحديدة نيوز- قسم التقارير
الأستاذ عبد الرحمن بكيرة هو رائد فن السماع والانشاد في تهامة ، وهو أشهر من نار على علم ، وفوق ما
يصفه الطرس والقلم كان مولده – رحمه الله – سنة ١٩٣٨م .
ابتدأ بدراسة القرآن الكريم على يد مقرئي الحديدة وحفاظها في عصره ، وفي كتاتيب الحديدة أتقن القراءة والكتابة والخط قبل أن يلتحق بالمدرسة السيفية التي اكمل فيها دراسته حتى أنهى المرحلة الثانوية سنة 1956م .
نشأ في بيئة علمية أدبية مجالسا كبار علماء وأدباء عصره ،والتحق بعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر بوظيفة حكومية بمكتب البلدية بالحديدة ، ولم يستقر في الوظيفة ، فاستقال منها مؤثرا التفرغ لفنه وأدبه .
استمع الى بودكاست : عبدالرحمن بكيرة رائد فن السماع والإنشاد في تهامة
بدايته الفنية
كانت بداياته مع فن السماع والانشاد قبل تخرجه من المدرسة بنحو عام ، فأخذ في تعلم هذا الفن على يد شيخ المسمعين والمنشدين عبد الله علي سليمان مساوى الطيب ، فكان في بداية تعلمه يأخذه الشيخ عبد الله علي معه ضمن فرقة الجوابى (الكورس).
ومن أساتذته في هذا الفن ايضا الشيخ عمر محمد بركات الذي هو ايضا من تلامذة الشيخ عبد الله علي ، فتعلم منهما الألحان ، وحفظ عنهما الكثير من نصوص السماع والانشاد ، واقتنى الكثير من دواوين الشعر عامة وشعر السماع والغناء خاصة ، وقرأ كثيرا وجد واجتهد ، كما حفظ الكثير من الحان الغناء العربي واليمني ، وبدأ يمارس هذا الفن بتمكن واقتدار وسبق فيه الكثير حتى صار رابع أربعة يعدون كبار منشدي الحديدة وتهامة ،
تأثير مجالس العلم والأدب
مثلت منازل ومجالس العلم والادب (المبارز والدواوين) اخصب حاضنة للأستاذ عبد الرحمن بكيرة ولزملائه المنشدين ، فعملت على صقل مواهبهم ، وتشجيعهم ، وخلقت بينهم نوعا من التنافس المثمر ، بل ودعمت هذه الحواضن كثيرا هذا الفن الجميل بنصوص شعرية جديدة ، وتبع ذلك ظهور الحان جديدة ، ابتكرها المسمعون والمنشدون ، لتجديد الذائقة وتقويتها لدى جمهور المعجبين بهذا الفن.
فقد كانو يحضرون مجالسهم ، ويطربونهم بمواجد الابتهالات الربانية ، والمدائح المحمدية ، والمعاني الصوفية الراقية ، والبعيدة عن المغالاة والشطحات الجنونية .
متى توفي
لقد اطرب قلوب اهله في تهامة خاصة و قلوب اليمنيين عامة ، وشنف اسماعهم بما لذ وطاب من النصوص
والالحان البديعة والصوت الشجي ،وعمل على اثراء المكتبة الفنية في تهامة واليمن بالمئات من تسجيلاته
الصوتية والمرئية .
ظل رحمه الله موردا عذبا لعشاقه واحبابه ، ومعينا لا ينضب لقصاده من هواة هذا الفن ، حتى مرض قبيل وفاته
بنحو عامين ، فظل طرح الفراش حتى وافته المنية فجر يوم الأحد 8 من جماد الأول 1435 ه ، الموافق 9 من مارس
2014م ،
وبوفاته اسدل الستار على ما تبقى من المربع الذهبي لهذا الفن الاصيل ، وفقد السماع والانشاد آخر ركن وثيق
من اركانه ، حتى كسد هذا الفن ، لا سيما بفقدان هواته ومتذوقيه .
