|
عبده حطمه بطل تهامي .. يحصد الميداليات والكؤوس رغم شحة الإمكانيات
الحديدة نيوز-علاء الدين حسين :
كان للحرب تأثيراتها السلبية على كثير من المبدعين والموهوبين اليمنيين في شتى المجالات
ومنهم الرياضيون الذين وجدوا أنفسهم ضحايا منسيون في وسط عتمة الخراب التي تدخل عامها الثامن،
من بين أولئك أبطال تحدوا الصعاب واستطاعوا تحويل المحنة إلى منحة، “عبده علي حطمه”
شاب جسد تلك المعاني في قصة الم وأمل يروي تفاصيلها لـ”الحديدة نيوز”.
عداء بالفطرة :
كأي طفل كان عبده حطمه يحب اللعب مع أقرانه لكن أكثر لعبة كان يُحبها هي “الملاحقة”
أي الجري لمسافات في محيط الحي الواقع في منطقة القطيع إحدى عزل مديرية المراوعة
في محافظة الحديدة غربي اليمن.
كان عبده في بدايات مرحلة المراهقة يتميز بالسرعة أثناء الجري ،الأمر الذي أثار ملاحظات
صديقه الذي تحداه أن يقطع مسافة 5ألاف متر، وحينما أتم عبده التحدي قال لصديقه
أين الخمسة ألاف ريال حقي، إذ أن عبده ضن أن التحدي كان على الجري مقابل الحصول على مبلغ 5 آلاف ريال وليس 5آلاف متر، حينها تم تقديم عبده لحارس نادي الاتحاد محمد عبده حسن، والذي بدوره عمل على انضمام عبده إلى نادي النصر بمنطقة القطيع في العام 2010.
في أول بطولة محلية لعبها عبده حطمه حصل على المركز الثالث، حينها تم استقطابه من قبل أحمد الفضل الشخصية الاجتماعية البارزة في الحديدة للانضمام إلى نادي الجيل، وبعد تدريبات ونجاحات شارك عبده في أول بطوله له للجري على مستوى الجمهورية اليمنية في ذات العام 2010، حينها حصل عبده لأول مره على المركز الأول في تلك البطولة.
بعد تلك النجاحات ذاع صيت عبده الشاب النحيل في مختلف المحافظات اليمنية، ومع بدايات انفجار الحرب في اليمن اضطر عبده النزوح الى محافظة أكثر أمان طلباً للرزق ولمواصلة نشاطه الرياضي فكانت وجهته محافظة ذمار شمال اليمن، والتي انظم فيها لنادي شباب رخمه محققاً انجازات لافته لذلك النادي.
تعرف على حياة “يحيى الشلال” أول فنان يمني غنى اللون التهامي
كفاح وأمل :
حينما اشتدت نيران الحرب وجد عبده نفسه نازحاً في مدينة عدن جنوبي اليمن ليعيش فيها تفاصيل قصة ألم شاب كان يكافح من أجل تأمين لقمة عيش له ولعائلته التي لم تستطع النزوح معه بسبب الفقر وشظف العيش.
كان عبده يبحث عن أعمال في مختلف المهن لكنه لم يكن يجد بسبب تفشي البطالة نتيجة لاستمرار الحرب وتداعياتها في مختلف المناطق اليمنية.
حينما قرر عبده العودة إلى الحديدة، كان يركض في شوارع مدينة عدن بسرعة جنونية وكأنه يودع المدينة بطريقته الخاصة، وأثناء ركوضه كان الناس ينبهروا من سرعته ، فدعاه مجموعة من الشبان للجلوس معه وعرضوا عليه أن لا يغادر مدينة عدن، ولم تمر أيام حتى تم استدعاء عبده للتفاوض معه كي ينظم لنادي المنصورة، حينها وافق عبده وانظم رسمياً للنادي العدني.
متسابق يمني يحرز برونزية سباق ذهب الدولي بجمهورية مصر العربية
كان عبده يعمل في الليل والصباح الباكر حتى يستطيع إرسال ما يسد رمق عائلته المتضررة من الحرب ،وخلال فترة العصر كان يتدرب في النادي، وجاءت الفرصة التي أثبت فيها عبده جدارته من جديد حينما شارك في سباق مارثون لاختراق الضاحية، ونجح عبده في تحقيق انجازات لافته، وبعد تلك المشاركة توالت
الانجازات والألقاب التي حازها مع نادي المنصورة والأندية التي مثلها منها أربعة ألقاب بطلاً للجمهورية ،
وثمانية ألقاب مختلفة مختتماً ذلك بلقب بطولة أعياد الثورة لاختراق الضاحية بعدن،
كما استطاع عبده أن يستحوذ على كل الكؤوس والميداليات الذهبية في مدينة عدن الأمر
الذي أهله لأن يختاره الاتحاد العام لألعاب القوى في عدن كي يمثل اليمن في بطولة
دولية أقيمت في جمهورية مصر العربية أواخر شهر مارس/ آذار الفائت.
عبده حطمه بطل رياضي
يقول الصحفي إسماعيل القرشي في حديثه عن البطل الرياضي عبده حطمه بطل تهامي شاب بسيط يعمل في احد المطاعم بعدن ويعلم الله بظروفه لكن برغم كل الظروف فهو بطل بلا منافس”.ويضيف “تحية للبطل عبده الحطمة وباليت من ينصف هذا البطل الرائع بإنجازاته وأخلاقه”..
يتمنى عبده أن يجد رعاية حقيقية من قبل القائمين على الشأن الرياضي في بلاده، كما يتمنى أن يعود إلى الحديدة في أفضل حال.
بالرغم من ظروفه الصعبة إلا انه لم يفرط بأي بطولة منذ أن هرب من الحرب في الحديدة واستقر في عدن، فهكذا هم الأبطال يحققون أهدافهم وطموحاتهم بعزيمتهم وإصرار والأمل يحدوهم.