عويل حرب عروس البحر الاحمر
الحديدة نيوز_هيفاء محرز
عندما تتحول حياة الفرد إلى صحراء جارده،تجف مشاعره ويستحيل إلى أغصان يابسه فاتتوق حياته الى الأمن والسلام والعيش الكريم الذي يروي مشاعره .
هذا هو حال سكان عروس البحر الاحمر ، حالاً تعيشه منذ ان رن جرس الحرب والدمار .حيثُ النزوح من منازل لم تعُد مُجديه للإستقرار والعيش فيها.ليفوح في أرجائها رائحة البارود بديلاً عن سكانها الذين رحلو عنها.مئات الأُسر نزحت الى الأرياف والبعض منهم الي محافظات اخرى .حيث اوضح تقرير ان الفتره مابين 2018 و 2019 بلغ عدد العائلات النازحه في جميع أنحاء البلاد 174 الف و 717 ،تمثل أكثر من مليون و 48 الف و300 فرد.
المدينه الذي يبلغ عدد سكانها حوالي 2.2 مليون يفتقرون الي مياه شرب نقيه وغياب كامل للخدمات العامه وتوقف للحركه الاقتصاديه ناهيك عن إرتفاع أسعار السلع الغذائيه .صيادو الحديده كان لهم نصيب الاسد من جراء حرب عصفت بهم ،حيث قُدر مايقارب 40 الف صياد يعولون أُسرهم أصبحوا بدون عمل ،إضافة الي ماتم تدميره من قوارب للصيد.
أطفال يجوبون في أزقه وشوارع مدينه الحديده والإبتسامه تتراقص على ثغورهم على أمل العوده إلى مدارسهم مع بدايه العام الدراسي الجديد ، مداسهم التي أصبحت ملجأ يأوي بها من لا ملجأ له .فيما اوراق كتبهم آلت الى إشعال الوقود التي اصبحت تستخدمها النساء للطهي وغيرها من الطرق البدائيه بعد انعدام المشتقات النفطيه .ظلامٌ دامس يسودُ المدينه بسبب إنقطاع التيار الكهربائى الذي بدوره أثر سلباً على المراكز الصحيه والمستشفيات، فالكل داءٍ دواء يستطابُ بهِ لكن نقص الأدويه والمستلزمات الطبيه جعل اغلب المستشفيات الحكوميه تغلق أبوابها بوجه من أراد ان يُستطاب من داء ناتج عن أوبئه بيئيه بسبب تكدُس الاف الاطنان من النفايات لغياب عمال النظافه الذين لم يتم صرف رواتبهم او من حدوث إصابات مروعه جراء حرب طاحنه.
كما أن الوصول الي المرافق الأنسانيه والاشخاص المحتاجين لايزال يشكل تحدياً، فما يزال من المتعذر الوصول الى المستودعات الانسانيه كمطاحن البحر الاحمر حيث يتم تخزين مايكفي من الغذاء لأطعام 3.5 ملايين شخص لمدة شهر .
تحذير الامم المتحده والمنظمات الإغاثيه الذي اعلن عن تدهور الوضع في الحديده وذلك إستجابةً لنداء الواجب وإسهام الجمعيات والمؤسسات الخيريه إضافه الى المبادرات من بعض رجال الاعمال لتقديم المساعدات في توزيع السلل الغذائيه وتوفير المستلزمات الطبيه ،كذلك عمل مولدات لتوليد الكهرباء في المدينه.
إلا ان المشكله تتخطى كل هذه الابعاد بإغلاق بعض طرق الإمدادات ومحاولة عرقلة إيصالها .كل هذا وذاك فاقم الوضع الذي لم يعد محتمل فزاد الخناق على كل من يقطن عروس البحر الاحمر…