“لم نعد نشعر بالفرح، السعادة اختفت وسط ركام هذه المنازل المحطمة”.. هكذا عبرت أمهات يمنيات عن الاحتفال بذكرى عيد الأم في اليمن، مؤكدين أن الحرب قضت على ذكرى أو مناسبة جميلة
فاليمن السعيد لم يعد كذلك، والمعاناة تصدرت المشهد، فالأسر اليمنية باتت مهددة بالهلاك، وسط انعدام الأمن الغذائي، وارتفاع نسب الفقر.
وتتشارك الوجع في احتفالات اليوم أمهات المختطفين، اللائي يتألمن بمرارة، قلقا على مصير أبنائهن الذين حرمن من رؤيتهم، وغيبتهم السجون، وجعلتهن يعشن الألم كل يوم.
أوجاع مستمرة
يقول المواطن اليمني عبدالحافظ البعداني، إن الأم اليمنية تعيش حياة حزينة، تعاني جراح كثيرة، منها عصيان الأولاد وكأنهم بسبب الحالة النفسية التي خلفتها الحرب فضلًا عن الأعباء اليومية وتراكمات الحياة التي أتبعت كل أم يمنية.
وترى الناشطة اليمنية زمزم المحفدي إن الأم في ظل الأزمة تعاني أشياء كثيرة بسبب الحرب فالحزن في كل بيت يمني هناك أمهات فقدن أولادهن وأخريات أزواجهن والبعض فقدن عائلهم الأم اليمنية أصبحت تعاني.
وقال المواطن اليمني سهيل الأديمي، إن عيد الأم ليس يومًا فقط، الأم كل يوم ويزداد الحب لها أكثر وأكثر، وبسبب الأوضاع والحرب التي نعيشها، فقدت بعض الأمهات أولادهن، وأصبح هناك أمهات تعملن في مهام شاقة للحصول على لقمة العيش.
قتلى النساء
وفي وقت سابق رصد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، مقتل 597 امرأة، وإصابة 3092 امرأة بسبب النزاع المسلح الدائر في اليمن.
وفيما تحتفل أمهات العالم بعيد الأم في جو بهيج من الفرحة ولمّ الشمل، تقدم الأمهات في اليمن التضحيات الجليلة، يقاومن اليأس بالأمل والعجز بالقدرة والضعف بالشجاعة،
لم يعد 21 من مأرس يعني للأمهات اليمنييات كما كان لهن من قبل الحرب، ولم يعد لهن أن يحتلفن سوى بالتضحيات في سبيل الخلاص منها، ومن بين ركام الأحزان والمعاناة والقهر تستدعي الأمهات اليمنيات ذكريات زمن ما قبل الحرب، ليعشن طقوس عيدهن بالتذكر لا بالاحتفال ولمة الشمل والهدايا وتجسيد أواصر الروابط الاجتماعية التي دمرت الحرب نسيجها.