|
المانجو فاكهة الصيف ومصدر رزق لأبناء الحديدة
الحديدة نيوز- غمدان أبو علي
بعد فجر كل يوم يتوجه الحاج “سالم عمر” ، الى إحدى مزارع المانجو القريبة من منزله ،الواقع في مدينة الحسينية ،جنوب الحديدة ليعمل في مهنة جني محصول فاكهة المانجو ،الذي بدأ موسم حصاده منذ منتصف شهر فبراير الماضي ،وتنتشر زراعته بشكل كبير في عدة مناطق في تهامة ، اهمها باجل والحسينية والكدن ، ويعد موسم الحصاد ملاذاً للعاطلين عن العمل، وفرصة كبيرة لتأمين مصدر دخل لهم ولأسرهم لعدة أشهر.
آلاف فرص العمل في جني فاكهة المانجو
يقول الحاج سالم (45عاماً) لموقع (الحديدة نيوز) ” أعمل في مهنة جني محصول المانجو ،منذ أكثر من شهر بعد ان كنت عاطلاً عن العمل في الأشهر الماضية، حيث نقوم بقطف الثمار وتعبئتها في سلال ، وأتقاضى على ذلك أجر يومي 2000 ريال، وهو مبلغ زهيد ،لكن بالنسبة لي اعتبره جيد ،استطيع من خلاله توفير احتياج أسرتي من الأكل المتواضع .
ويضيف ” أعمل في جني فاكهة المانجو أنا واولادي حسين وخالد، وغيري الكثير من أبناء المنطقة، الكل هنا يعمل في مزارع المانجو ، حتى النساء ايضاً يعملن في هذه المهنة، كونها توفر لهم مصدر دخل يومي .
جني ثمار المانجو ليست هي المهنة الوحيدة، التي يوفرها موسم الحصاد ، حيث يوفر ايضاً فرص عمل للباعة المتجولين، فهناك المئات بل الآلاف يقومون بالعمل في بيع هذه الفاكهة بالأسواق، وامام المحلات التجارية وغيرها من الأماكن .
الحديدة: بدء جني محصول المانجو بكافة أنواعة
ويعد الشاب أكرم (32 عاماً) واحداً من الأشخاص ،الذين يقومون ببيع الفاكهة في سوق المدينة ،يقول للحديدة نيوز” أقوم بشراء المانجو من المزارعين، وأقوم ببيعها في سوق المدينة ، هناك إقبال كبير من الناس لشراء هذه الفاكهة ، نظراً لأسعارها المناسبة التي يستطيع مختلف شرائح المجتمع شراءها ، وكلاً حسب نوع الفاكهة حيث توجد أنواع كثيرة، وأجودها نوع (التيمور) ويبلغ سعر الكيلو هذه الأيام، مابين 1000-1500 ريال ،بينما توجد هناك أنواع أخرى،مثل السوداني ويبلغ سعر الكيلو من هذا النوع 500 ريال ،بينما الأنواع الأخرى قلب الثور وأبو سمكة والبركاني وغيرها من الأنواع ،يصل سعر الكيلو منها الى 1000 ريال.
انتاج وفير
وتعد فاكهة المانجو التي يطلق عليها ملكة الفواكه او فاكهة الملوك، من أكثر المنتجات الزراعية جودة في اليمن، من حيث المذاق ومن حيث عدم اصابته بالفطريات والامراض، ومن حيث كمية انتاجه الوفيرة في مناطق اليمن، وتحتل محافظة الحديدة المرتبة الأولى، من بين المحافظات اليمنية ،التي ينتشر فيها زراعة فاكهة المانجو ،حيث تنتج سنوياً ما يقارب من 200الف طن، بحسب إحصائية صادرة من وزارة الزراعة والري..
وتقدر الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية ،عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن، بحوالي 2 مليون و17 ألف شجرة. منها 30% أشجار غير مثمرة. لكن هذا الرقم تراجع نتيجة عوامل عدة ،منها الحرب والصراع، وقلة المياه، وتغير المناخ، وعدم الاختمام الحكومي بدعم القطاع الزراعي، ودعم المزارعين كما كان بالسابق.
قبل الحرب الراهنة، كانت اليمن تنتج 400 ألف طن في السنة من المانجو. وفق احصاءات الاحصاء الزراعي،لكنها تراجعت اليوم نتيجة الحرب وانعدام المشتقات النفطية ، حيث تبلغ كمية إنتاج المانجو حوالي 359,395 ألف طن سنوي، وفقاً لمركز الاحصاء الزراعي للعام 2018.
يستمر حصاد فاكهة المانجو ،ما يقارب أربعة أشهر،وتشهد القرى التي تتواجد بها المزارع ،حركة تجارية كبيرة فالجميع يصبح منشغلاً، فمنهم من يعمل في جني الثمار، ومنهم في تعبئة الفاكهة وتحضيرها لتسويقها ،والبعض في بيعها وغيرها من المهن المباشرة وغير المباشرة التي تدر دخلاً على الأسر التي تعتمد اعتماداً كلياً على ما يحصلون عليه من مقابل في هذا الموسم ..